تداولت وسائل الإعلام في الفترة الاخيرة الحديث عن وجود ازمة بين الحكومة ممثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية. وبين البقال التمويني. وقد تكون الازمة مفتعلة أو حقيقية والمتمثلة في غضب البقالين التمونيين من الحكومة لتأخرها في صرف مستحقاتهم المالية فيما يتعلق بمسألة نقاط الخبز. حيث يقوم البقال بصرف هذه النقاط ¢سلع خارج المقررات التموينية¢ ويتحمل تكلفتها لحين قيام الوزارة بصرفها له.. ولكي نتعرف علي الحقيقة. وبعيدا عن الرسميات والوهم المنمق وأهداف الإصلاح والشفافية.. عقدت العزم علي الذهاب الي الحاج صلاح رسمي. ويقال عنه رجل تمويني قديم وراثا للمهنة من والده واعرفه معرفة شخصية بحكم الجيرة والعشرة علاوة علي انه يملك ايضا مخبزا بلديا ويدخل ضمن المنظومة التموينية. ودار بينا حوار صريح حول هذه المشكلة - اذا جاز لنا التعبير- لفهم أبعادها بغية الاصلاح والتوضيح. وبغرض كشف البحث عن الحقيقة دون مواربه.. هذا الحوار الصريح لم يكن يدرك ابوكريم انه سوف يكون للنشر.... التفاصيل كما يشرحها ابوكريم تقول ان الحكومة نجحت منذ تطبيق نظام نقاط الخبز في القضاء علي السوق السوداء للدقيق كما نجحت في خفض الفاقد في الدعم للمواطن من الدقيق لنحو 30% وهو امر كان من الصعب حدوثه طوال سنوات الدعم الماضية. ومنذ قيام الدولة بتخصيصه للمواطنين محدودي الدخل.. ايضا تمكنت من حصر الفساد والقضاء عليه تدريجيا بل وصل الامر في بعض الاحيان بعض المخابز للدخول في المنظومة بعدما تأكدت من جدية الدولة. وعزمها علي وصول الدعم لمستحقيه ايضا اصبح هناك احترام بين الاجهزة الرقابية وبين البقال التمويني أو صاحب المخبز البلدي المشارك في المنظومة.... ناهيك عن اختفاء الطابور. والمهازل التي كانت تواكبه ومعظمنا عايشها...... ايضا المنظومة جعلت الجميع يعمل ضعف طاقته الانتاجية لانه تأكد انه يقدم الخدمة علي اكمل وجه ويحصل علي هامش ربح مناسب يرضيه. وليس كما كان في السابق حيث غياب التقدير للقيمة الحقيقية لمراحل انتاج الرغيف ايضا.. ضريبيا اصبح هناك تعاون لان الاوراق محصورة بين حجم الدقيق الوارد من الدولة والمنتج من قبل صاحب المخبز. وبالتالي اختفي التلاعب والرشوة سواء في الاوراق والمستندات أو في الضمائر. يؤكد الحاج صلاح أن منظومة نقاط الخبز ناجحة بنسبة 100%.. ولكن...!! .. هذه ال¢لكن¢ تظل مثيرة وجاذبة للانتباه والاهتمام الحكومة تسهيلا علي المواطنين قررت مد مهلة الحصول علي نقاط الخبز الي اليوم العشرين من الشهر التالي بدلا من يوم اليوم الخامس وذلك لتقليل الازدحام وتشجيع المواطن في الحصول علي احتياجاته الفعلية من السلع الغذائية بمعني توعية المواطن بحسن ادارة الدعم المقدم له من الدولة وما يفيده.. هنا ظهرت المشكلة - بالمناسبة ليست ضخمة كما يروج لها بعض وسائل الإعلام- فقبل مد المهلة كانت مرحلة المحاسبة بين البقال والحكومة لاتستغرق اياما بعدها يحصل البقال علي مستحقاته المالية وتدور ¢دورة رأس المال¢ لكن مع زيادة المهلة تأخرت دورة المحاسبة المالية. وبالتالي تعطلت دورة ¢رأس المال¢. خاصة ان البقال التمويني يحصل علي السلع الغذائية التي يحتاجها المواطن بالاجل من كبار التجار وتختفي السيولة المالية. حتي الآن هذا الكلام منطقي وطبيعي لكن اين المخرج؟ يجيب الحاج صلاح قائلا الحل ان تقوم الدولة او الحكومة بتوفير هذه السلع من فروع الجملة. والشركات الكبري التي تتعامل معها وزارة التموين مع عدم قصرها علي عدد محدود من السلع او يتم التسوية اولا باول او علي مرحلتين اذا كان هناك نقص في الموارد... المهم ان تستمر المنظومة التي اكدت التجربة والواقع انها قضت تماما علي السوق السوداء في الدقيق ووصول الدعم لمستحقيه. علاوة علي الاحترام المتبادل بين المواطن والبقال التمويني لان المواطن يستطيع الحصول علي الدعم من أي بقال. ووفقا لاحتياجاته من اي مكان. وليس كما كان يحصل من قبل كما انه ليس مجبرا علي التعامل مع بقال بعينه.. ايضا استمرار الدولة في تحديث البيانات أمر مهم لرفع اسماء المتوفين من منظومة الدعم الحكومي وايضا رفع اسماء العاملين بالخارج بالتواصل مع مصلحة الجوازات لمنع ازدواج صرف المستحقات التموينية. كما يخفض تكلفة الدعم في موازنة الدولة ¢الميزانية¢.. ولا نملك سوي مخاطبة الاعلام ان يراعي الوطن والمواطن ويحسم الشائعات اولا باول ويساند الدولة في وصول جهودها الي الشعب وان يساندها في تصحيح اخطائها. خارج النص: تمر الايام وتبقي حقيقة واقعة ان مصر وشعبها في حالة خاصة جدا. وتحدي دائم فهي تقوم بمحاربة الارهاب. وفي نفس الوقت تقود حركة بناء وتنمية لبناء مصر المستقبل فهل يعي الجميع ذلك؟ خاصة الوزراء الذين يعشقون الظهور الإعلامي دون عمل حقيقي علي الارض اظن الرسالة وصلت..