خبر صغير في ملحق "السيارات". لأهرام الجمعة الماضي. "27 نوفمبر 2015". أشعرني بالغيرة والأسي. نشر الخبر: تحت شعار "انطلقنا.. فهل من منافس؟!". ونصه: "بعد نجاحها. بل وتفوقها. في انتاج أصغر وأرخص سيارات في العالم. قامت شركة Mean Metal Motors أو MMM. ببدء برنامجها الطموح. في تصنيع أول سيارة خارقة. وهي السيارة التي سيطلق عليها اسم تجاري هو: "M_Zero). وبعد أن يعدد الخبر بعض مواصفات السيارة. المُصنع هيكلها من الكربون خفيف الوزن. والتي يبلغ معدل تسارعها من السكون إلي سرعة 100كم/ ساعة. خلال أقل من ثلاث ثوان. وقوتها الاجمالية 800 حصان. وسرعتها القصوي 320 كم/ ساعة. يشير إلي أن مؤسس الشركة هو "سارشاك بول". الذي يبلغ من العمر 21 عاماً لا غير!. وإلي هذا ينبغي أن أوضح ان سبب احساسي ب "الغيرة والأسي". كما أشرت في مطلع هذه السطور. يعود إلي عاملين. أولهما هو عمر صاحب هذه الشركة المهمة. التي تنافس أعتي وأكبر شركات تصميم وتصنيع السيارات في العالم. والذي لا يتجاوز العقدين إلا بعام واحد. وفي هذا المثال العملي ما يحقق شعار طالما استخدمناه. ورددناه. حتي ابتذلناه كعادتنا وأفقدناه مضمونه. وهو شعار: "تمكين الشباب"!. *** فهذا الشاب. بمعني الكلمة. الذي يرأس هذه الشركة الكبيرة. يحقق شعار "تمكين الشباب". أي فتح الطريق أمامهم. وإعدادهم. واتاحة الفرصة لهم. من أجل التمرس علي قيادة الدولة. تمهيداً لوضع مسئولية القيادة بين أيديهم. يتقدمون بها. بحيويتهم وانطلاق فكرهم. إلي آفاق الغد. ويتم هذا في الواقع العملي. دون طنطنة تليفزيونية. أو تطبيل من كورس النفاق الإعلامي. وهو أمر بالغ الحيوية لتطوير وتقدم كل دول العالم. وبالذات لتلك الدول الهرمة. التي مازال فضاؤها العام والخاص. يخضعان لهيمنة "دولة العواجيز". كما كان يصفها عمنا "عبدالرحمن الأبنودي" طيب الله ثراه. ويزاحم مومياواتها أبنائهم وأحفادهم من الشباب. رافضين الاعتراف بضرورات الزمن. ومكبلين قدرة الوطن علي التحرك والاقلاع. علي نحو ما نراه أمامنا ماثلاً. بكل جرائره وكوارثه!. غير أن "تمكين الشباب" الفتي. علي هذه الصورة. وبحيث يكون قادراً علي قيادة شركة مقتحمة. ومتطورة. ورائدة. علي هذا النحو. لا يمكن أن يتم عشوائياً. أو يحدث اعتباطياً. بحال من الأحوال. انه وليد رؤية. وتخطيط. وتنفيذ. واستمرارية. وتقييم. وتقويم. وتطوير. وإرادة حازمة لدولة ومجتمع حكام ومحكومين. اجتمعت. فعلاً لا قولاً. علي وجوب التحرك بوطنهم. من النقطة التي يوجد فيها. إلي آفاق أوسع. وآماد أرحب!. أما العامل الثاني. فهو البلد الذي يدور علي أرضه هذا الحدث الكبير. وهو هنا "الهند". بلد المليار أو يزيد من البشر. وليس الولاياتالمتحدةالأمريكية. أو أي دولة غربية متقدمة. أو حتي أي دولة نفطية غنية. هذه الدولة المكونة من فسيفساء بشري يضم مئات اللغات والأديان والمعتقدات والأيديولوجيات والأعراق..الخ. ومع هذا استطاعت أن تجمع بين شظاياها. في نسيج مبهر يعترف فيه الجميع للجميع بحق الوجود. والاحترام. وممارسة طقوسه الدينية. ومعتقداته الثقافية. وحقه في أن يتحدث لغته. ويمارس حريته. دون افتئات علي أديان ومعتقدات الآخرين. أو تكفير وتخوين "الأغيار". أو تحليل دمهم وأموالهم وأمنهم. مثلما يفعل من اختطفوا الدين الإسلامي. الذي اشتق اسمه من التسليم لوجه الخالق. والسلام مع النفس والوجود!. *** "هو أنت فاكرني هندي؟!". تعبير ساخر كنا نسمعه زمان. للتدليل علي لماحية المصري. وفهلوته. مقابل ما كنا نعتبره بساطة الهندي. إن لم يكن سذاجته وغفلته!.