كان مشهد اصطحاب الرئيس السيسي بعضاً من الأطفال ليشاركوه اطلاق إشارة البدء لمشروع تنمية محور قناة السويس رسالة واضحة قوية لكل المصريين ان الحياة مهما كان بها من صعاب وتحديات جسام.. لابد أن تسير وأن تستمر ليس من أجلنا نحن الكبار أو متوسطي العمر أو حتي الشباب.. ولكن من أجل الأجيال المقبلة التي لم يلوث نفسيتها بعد عناصر الإحباط أو تهزمها معاول الهدم بقصد أو بغير قصد. بالتأكيد ما تواجهه مصر من تحديات وعراقيل كثيرة ومنها ما هو موحش مثل ما تصنعه أيدي الإرهاب الآثمة والتي كما قال الرئيس لا تعرف سوي الهدم ولا تريد للآخرين أن يبنوا ويعمروا الحياة كما أمر الخالق سبحانه. حدد الرئيس تحديات أخري عديدة تعترض مسيرة مصر.. منها أعداؤها الذين يزعجهم أن تنهض.. وهناك تحدي الفساد والمنتفعين الطامعين قصيري النظر الذين يجمعون المال والمكاسب والمغانم لأنفسهم دون أدني مسئولية اجتماعية تجاه أقرانهم المصريين البسطاء الذين لم تسنح لهم الظروف لكي ينعموا بالحياة الكريمة البسيطة.. وقد رأينا بعضهم مؤخراً يغرقون تحت وطأة السيول التي ضربت قراهم لأن حكومات عديدة سابقة عجزت عن توفير أدني مقومات الحياة لهم.. وفي ظل إدارات محلية فاسدة وبيروقراطية يسيطر عليها الإهمال والكسل واللامبالاة. *** كان الله في عون هذا الرئيس الذي ألقيت في جعبته مشاكل مصر وهي كثيرة متراكمة وقد كان صريحاً وهو يطلق هذا المشروع شرق بورسعيد مشيراً إلي تأخره 13 عاما ولمن لا يذكر فقد كان أحد مشروعات أخري عملاقة أطلقها النظام السابق توشكي شرق العوينات شمال غرب خليج السويس وشرق بورسعيد علي وجه التحديد الذي صدر قانونه منذ عام .2002 وللأسف تعثرت معظم هذه المشروعات حتي قبل ترك مبارك السلطة.. ولا أدري هل كان هذا الحادث الصدفة الغريب الذي وقع أثناء إحدي زيارات الرئيس الأسبق مبارك لمنطقة شرق التفريعة وتنمية سيناء وعند دخوله مدينة بورسعيد ووسط موكبه يتقدم مواطن بشكواه إليه مخترقاً السياج الأمني وقيل انه كان يحمل سلاحاً أبيض أو زجاجة مياه حارقة ليتعامل الأمن معه ويرديه قتيلاً ويذهب مبارك إلي مبني المحافظة يضمد جراحه ويستكمل لقاءه الشعبي.. كانت هذه نهاية هذا المشروع وبداية أيام صعبة قاسية علي أبناء مدينة بورسعيد المسكينة التي لم يشفع لأهلها بسالتهم في الحروب السابقة وذهبوا ضحية لهذا الحادث الفردي. أتصور ان إرادة الرئيس المتفائلة ومحاولته إصلاح أخطاء الماضي وجميعناً شارك وما زال في صنعها.. لابد أن ندعمها جميعاً حكاماً ومحكومين بكل الإخلاص ومن الضروري أن تنسحب هذه الإرادة علي كل المصريين.. وها هو برلمان جديد أكد الرئيس انه سيكون رقيباً وحسيباً علي الجميع.. وهناك إعلام حمله الرئيس قدراً من المسئولية في تنبيه الناس وتوعيتهم.. والأهم من الاثنين الشعب نفسه يصنع الدولة المتقدمة المستقرة الآمنة وليس الدولة كما قال الرئيس هي التي تصنع الشعب. هل نحاول جميعاً أن نكون علي قدر المسئولية وعلي قلب رجل واحد يحاول جاهدا أن يصلح أخطاء الماضي ويتلافي كل التحديات المعرقلة لكي تنهض مصر وتنفض عن شعبها أصعب المشكلات في مجال التنمية والتعليم والصحة والتشغيل وإصلاح المرافق وعودة الاستقرار لكي تعود السياحة وتزيد الموارد وتقوي قدرة الجنيه المصري. هل نحاول جميعاً فلا نكرر أخطاء الماضي وتتعطل مشروعاتنا التنموية وخططنا المستقبلية التي لابد أن تسير جنباً إلي جنب مع خططنا واحتياجاتنا الراهنة دون أن يتبرم من ذلك أحد أو يجدها الإعلام المتكسب فرصة لكي يكسر من همة الحكومة ويعرقل مسيرها. نأمل أن ننتبه لأخطاء الماضي وشخصنة الأمور وإعلاء المصالح الخاصة ومحاولة إرهاب الدولة والمسئولين وعدم الاحساس بدوران عجلة الزمن ولأنه سيكون من الظلم أن يحصد أطفالنا والأجيال المقبلة ثمار خيبة آمالنا.. ولأننا لا نضمن الظروف التي وضعتنا هذه المرة علي طريق الأمل أن تأتينا مرة أخري لمواجهة تحدياتنا.. والله المستعان. *** الصحافة والحكم.. وإبداع عاشق محظوظ زميلنا المجتهد الأستاذ سيد حسين رئيس تحرير "كتاب الجمهورية" بإقناعه أخطر كاتب صحفي هو الأستاذ محمد العزبي لكي يصدر خلاصة تجربته الصحفية بين السياسة والحكم في "كتاب الجمهورية". وأرجو أن يغفر لي أستاذنا وصف الخطورة الذي ربما يتحفظ عليه ولكني استعرته من ألمع كتاب هذه الأيام الأستاذ محمد فهمي نجم الأخبار وابن شقيق الرائد الصحفي الراحل الأستاذ حسين فهمي رئيس تحرير "الجمهورية" عند إصدارها وهي معلومة لم أكن أعرفها إلا من خلال كتاب الأستاذ العزبي وقد وصفه فهمي بأنه كتاب خطير وقنبلة مدوية في عالم الصحافة والسياسة والفكر. حقاً لقد وضع الأستاذ العزبي بكتابه الثري الممتع كل الصحفيين في مأزق.. وأبكانا رغم انه أضحكنا وأمتعنا لأننا نعيش الآن زمن المحررين تحت التمرين الذين يطلقون علي أنفسهم لقب كاتب صحفي..!! من الظلم أن أقتطع فقرات من هذا الكتاب.. ليس ظلم الكاتب الذي يترفع دائماً.. ولكن من حق القارئ علينا أن يقرأه كاملاً وأناشد الأستاذ فهمي عنبه رئيس تحرير "الجمهورية" أن يفعل بنشره كاملاً علي صفحات "الجمهورية" جريدة الشعب. وندعو الله أن يحفظ لنا الأستاذ العزبي أعظم قارئ وأروع كاتب وأنبل إنسان يفيض علينا بمشاعره الرقيقة التي نأمل أن نكون أهلاً لها.