اليوم تبدأ انتخابات الإعادة لمجلس النواب الجديدة 2015 حيث تجري اليوم وغداً عملية تصويت المصريين في الخارج.. وتجري الانتخابات الداخلية يومي الثلاثاء والأربعاء الأول والثاني من ديسمبر وبعدها نرتاح ويرتاح المسئولون والناس ولايبقي للبرلمان إلا إجراء الانتخابات في الدوائر التي تأجلت لظروف مختلفة وستتم خلال عشرة أيام. ويوم 18 ديسمبر تعلن اللجنة العليا للانتخابات اسماء نواب البرلمان الجدد ثم يتم تحديد موعد الجلسة الأولي للبرلمان التي يتم فيها تأدية اليمين الدستورية ويتم انتخاب رئيس ووكيلي المجلس ورؤساء اللجان النوعية وأعضاء المكاتب. وقبل أن تتم انتخابات الاعادة توفي أحد مرشحي الإعادة هو المهندس محمد عزت بدوي المرشح عن دائرة القنايات بمحافظة الشرقية.. ومن لايعرفه أقول له انه إنسان عظيم.. محترم.. علي خلق.. خدوم بمعني الكلمة.. كان لي شرف ان كنت زميلا له في مجلس الشعب. كان عزت بدوي وكيل أول وزارة النقل والمواصلات.. وكلما "اتزنق" نائب منا في تعيين شاب نجري جميعا الي عزت بدوي ولم يرد طلبا.. بل كان يرحب بالطلبات وتمتليء حقيبته بطلباتنا بخلاف ابناء دائرته الذين كانوا ينتظرون الموافقات التي يحملها اليهم كل أسبوع. هناك خمسة أشخاص كانوا لايردون ولايرفضون طلبا لمواطن أو لأي نائب.. كانوا يبتسمون وهم يوافقون ويلبون الطلبات. ُفي مقدمة هؤلاء الرجل العظيم الذي لن يعوض وهو الأستاذ الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة.. واللواء الدكتور مهندس سيد مشعل وزير الانتاج الحربي والمهندس سامح فهمي وزير البترول والمرحوم اللواء مصطفي عبدالقادر وزير التنمية المحلية.. ومعهم المهندس عزت بدوي.. لن ينسي نواب البرلمان هؤلاء الأشخاص ويذكروهم دائما بالخير حتي وان اختلف البعض معهم.. وأقولها بأعلي صوت.. هؤلاء الأشخاص ومعهم المرحوم كمال الشاذلي والأستاذ صفوت الشريف وزير الإعلام لن يعوضوا.. وأقسم بالله علي ذلك. كان الدكتور يوسف والي يحضر معه ثلاثة موظفين.. يخرجون من الجلسة الأولي التي تنتهي عصرا ومعهم اكثر من ألفي طلب. وفي الجلسة المسائية التي قد تمتد أحيانا إلي منتصف الليل يخرج يوسف والي حاملا نفس العدد من الطلبات تقريبا! اسألوا أعضاء مجلس الشعب في تلك الفترة كما أقول. كان يوسف والي يأخذ الطلبات ليلا ويسهر حتي الصباح يقوم بقراءتها والتأشير عليها جميعا بالموافقة.. وأولا بأول يتم كتابه الموافقة علي الآلة الكاتبة وتختم بخاتم وزير الزراعة. صباح اليوم التالي يفتح كل منا دولابه فيجده مكتظا بالأوراق وكلها موافقات وموقعا عليها من الدكتور يوسف والي ويتكرر نفس الشيء يوميا. يوسف والي شخصية لن تتكرر وحكاية الأدوية المسرطنة المسئول عنها للأسف بعض أعوانه المجرمين ولم يكن يعرف عنها والي شيئا.. أنا أدافع عنه وهو الآن لا حول له ولا قوة وتم سجنه ولم يعترض بل كان يصلي لله ويدعو أن يفك كربه.. وأقول للكارهين ليوسف والي أنه لولاه لوصل كيلو الطماطم الي خمسين جنيها وكيلو الكوسة الي أربعين جنيها فهو الذي استصلح وزرع مليون فدان. أتذكر هذه الوقائع وأنا أنعي لشعب القنايات خاصة والشرقية عامة وشعب مصر وفاة المرحوم عزت بدوي الإنسان المحترم. ادعو الله أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الصبر والسلوان ويعوض أهل دائرة القنابات عنه بإنسان مثله أو حتي قريب من اخلاقه وحبه للناس.