كعادتنا دائماً نهب فور توجيه رئيس الجمهورية لمشكلة تواجه مصر.. ثم نهبط مرة أخري "علي مفيش".. بمعني آخر أننا دائماً نفتقد الاستمرارية في حملاتنا القومية لحل مشاكلنا مثلاً عندما تحدث الرئيس السيسي للمرة الثانية عن المشكلة السكانية وتأثيرها السلبي علي التنمية. قامت جميع أجهزة الإعلام بما فيها التليفزيون بتخصيص برامج لحل المشكلة السكانية.. واستمرت النغمة لمدة أسبوعين وخيم الصمت التام بعدها. سألتني المذيعة الشابة "حنان بديوي" في برنامجها "كل الناس" في التليفزيون المصري قائلة لماذا خصصت "الجمهورية" صفحة للسكان أسبوعية؟ أجبتها لأن الجمهورية تشعر بضرورة ان تؤدي واجبها ورسالتها من أجل حل المشكلة التي يصفها الجميع بأنها أخطر من الإرهاب وانه من الضروري للأمن القومي لمصر ان نتخذ اجراءات سريعة لخفض الزيادة وان صحيفة الجمهورية خصصت هذه الصفة لأن رئيس تحريرها فهمي عنبة "متحمس" لهذه القضية.. ويريد ان يساهم الإعلام بدور قوي لحل المشكلة وان المبادرة التي قامت بها "الجمهورية" تريد بها أن تقدم نموذجاً لكيفية العمل إعلامياً سواء في التليفزيون والإذاعة والصحافة.. كل جهاز حسب امكانياته فالمشكلة السكانية مشكلة قديمة نحاول علاجها منذ ثلاثين عاماً نجحنا مرات وفشلنا مرات ونحن نعرف انها السبب في مشاكل البطالة والعشوائيات وتدني مستوي التعليم وتدني صحة الأمهات أيضاً. فلماذا لا نعمل بجدية ونحن نعلم أن الزيادة السكانية تتفاقم والزيادة رهيبة وصلت في عام واحد إلي 2 مليون و600 ألف وترتب أعباء ضخمة علي الأسرة والحكومة علي حد سواء تفرض علينا تحركاً فورياً وعميقاً يتحرر في المقام الأول من مواريث اجتماعية وتقاليد ثقافية ودواع اقتصادية لم تعد قابلة للتناغم مع روح العصر.. فمازالت بعض القيم الاجتماعية السلبية السائدة في المناطق الريفية والعشوائية تتسبب في استمرار معدل النمو السكاني غير المخطط. أفيقوا قبل أن تقع الكارثة