كان لابد أن يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي مباشرة لرجال أعمال مصر وأن يؤكد لهم أن شكوكهم ليست في محلها "خايفين من إيه محدش يقدر يعملك حاجة هنا غير بالقانون". وما صدر عن الرئيس خلال إطلاق إشارة البدء في مشروعات تنمية قناة شرق التفريعة هو أهم رسائل الرئيس في هذه المرحلة التي ينبغي فيها علي رجال الأعمال أن يكونوا قاطرة التنمية والانتاج وأن تعود لهم مكانتهم وقيمتهم ودورهم الوطني. وكان رجال الأعمال في حاجة إلي أن يطمئنوا من الرئيس مباشرة وأن يزيل الرئيس مخاوفهم. فقد تولد لدي البعض منهم قناعات بأن بعض أجهزة الدولة تستهدفهم وتلاحقهم وتفتح لهم ملفات الماضي والحاضر. والطريقة التي تم بها إلقاء القبض علي رجل الأعمال صلاح دياب أدت إلي تعميق مخاوف وشكوك رجال الأعمال وزادت من تساؤلاتهم حول الضحية القادمة ومن سيدفع الثمن. وجاءت كلمات الرئيس لتعيد الثقة إلي الجميع. وتدفع رجال أعمال مصر إلي مراجعة مواقفهم والعودة بقوة إلي ضخ الاستثمارات وإقامة المشروعات ودعم الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة. رسالة الرئيس موجهة أيضا إلي أجهزة الدولة التنفيذية بأن عليهم مساندة رجال الأعمال وتوفير المناخ الآمن لهم وتقديم كل الدعم والتيسيرات الممكنة. وأن يدركوا قيمة ومعني وأهمية دور رجال الأعمال في بناء الدولة.. والمهم أن تكون رسالة الرئيس قد وصلت إلي الجميع. * * * ولم أصدق ما أسمعه من أحد الأوصياء الجدد علي المجتمع من الإعلاميين الفضائيين الذين يريدون أن تكون الكلمة كلمتهم والمشورة لهم وأن تقول لهم الدولة سمعا وطاعة. فهذا الإعلامي الفضائي تحدث عن أجهزة الدولة بكل رعونة واستخفاف واستخدم ألفاظا تثير غضب كل مسئول في هذه الأجهزة وكل فرد يعمل فيها عندما قال "ان الدولة بها أجهزة تتجاوز تجاوزا سافرا و"سافلا" ولا تطبق القانون". وأن ينتقد أي اعلامي أجهزة الدولة التي لا تطبق القانون فإننا جميعا نسانده ونؤيده ولكن أن يقول عن أجهزة الدولة أنها "سافلة".. فهذا ما لا نقبله نصا ومعني لأنه يحمل كل معاني الإهانة لأجهزة في الدولة ينبغي أن يكون لها مكانتها وهيبتها للحفاظ علي تماسك الدولة وقوتها. * * * ونسمر مع إعلامنا الفضائي ومدارس "الردح" و"الشرشحة" القائمة والموجودة حاليا واعلامي آخر يهاجم الرئيس التركي ويصفه بأنه كذاب آشر شغال زي حرامي الغسيل بالظبط"..! وهذه الأوصاف والعبارات لا يجب أن تصدر من إعلامنا ولا أن نهبط إلي هذا المستوي في الحوار مهما كانت خلافاتنا وتضارب مصالحنا مع الآخرين من منطلق احترامنا لأنفسنا وما يصدر عنا من عبارات وكلمات وما يعكس قيمنا وحضارتنا وأخلاقنا. * * * والدكتورة صفوة ابراهيم عميدة كية الدراسات الإسلامية بدمنهور كانت ضحية أخري لهذا الإعلام الفضائي الذي يمارس دور الوصاية وإصدار الأوامر. فالدكتورة مفيدة طالبت طالبات الكلية بالاحتشام قائلة "أنا أم وأغار علي بناتي". ومضت تقول "أنا لم أطالبهن بزي معين.. وإنما أطالب بزي محترم يناسب جامعة الأزهر.. وأرفض الملابس التي تجسم ملامح جسدهن". وكلام الدكتورة مفيدة كله مفيد وليس فيه ما يعيب. ولكنه لم يرض المذيعة الفضائية التي ألقت علي العميدة بتوجيهاتها علي الهواء "يا دكتورة ليك حق النصيحة.. ولكن ملكيش حق التهديد لهن أو توجيه إنذار قد يلحقه اجراء ضد هؤلاء الفتيات وهو ضد القانون"..! ومادام المذيعة تري ذلك.. فالعميدة يجب أن "تطبطب" وتدلع و"تهشك".. والنبي يا بنات بلاش تلبسوا كده.. وخليكوا حلوين يا بنات"..! وعلي السيدة العميدة أن تدير كليتها بهذا الأسلوب وإلا فإن المذيعة في انتظارها والإيقاف أو الطرد والعزل من الوظيفة هو نهايتها..!! * * * ونستمر مع الإعلام والداعية خالد الجندي الذي قال قبل عدة أيام للإعلامي خيري رمضان إنه اعتزل الإعلام ولن يظهر علي الفضائيات مرة أخري..! وقد كتبت في هذا المكان أن خالد الجندي سيعود ولن يلتزم بما قاله. وأنه لن يستطيع الابتعاد عن الأضواء طويلا.. وقد عاد الجندي أسرع مما توقعت. ولكنه لم يظهر مع خيري رمضان وإنما مع محمود سعد.. كل واحد.. المهم أنه في الصورة وموجود..! * * * ومهما كانت المبررات. والكفاءة العلمية والقدرة علي الشرح والتوضيح فإن ظهور سيدة في احدي الفضائيات تتحدث وترد علي المشاكل الجنسية وتجيب علي مختلف الأسئلة المحرجة وبعضها يتسم "بقلة الأدب" أمر يستدعي إعادة النظر وأن يكون هناك نوع من الخجل والحياء..! * * * وأخيرا فإننا نكتب عن كل شيء وننغمس في أمور وقضايا وهمية وننسي أو نتناسي الشهداء الذين يتساقطون في ساحة الشرف وهم يؤدون الواجب... فالعمليات الإرهابية التي جرت ضد مواقع أمنية في مناطق مختلفة والتي راح ضحيتها عدد من رجالات الأمن تؤكد أن المعركة مع الإرهاب قد أخذت أبعادا أخري. وأن كل النقاط الأمنية مستهدفة وأنهم يبحثون عن الأهداف السهلة. فهم لا يريدون إلا قتل أكبر عدد ممكن.. وهم يريدون ارهابنا جميعا. كل التحية للرجال البواسل من قواتنا المسلحة ومن رجالات الداخلية الذين وهبوا أرواحهم فداء لنا جميعا والذين بدونهم لكنا في صفوف اللاجئين.
