أن يفاجأ أحد الشباب بأنه صار نائباً برلمانياً. له أن يصول ويجول في القاعة الرئيسية لمداولات النواب أو في القاعات الأصغر للجان. وأن يلتقي بالوزراء. وربما برئيس الجمهورية. وبالشخصيات الهامة في الداخل والخارج في مختلف المجالات. وأن يوجه الاستجوابات وطلبات الاحاطة للمسئولين. وأن يسمع لرأيه. قبل غيره. في قضايا دائرته ومواطنيها. وأن تقدم إليه طلبات التوظيف وإدخال الصرف الصحي وإنشاء المدارس والمستشفيات. أقول إن هذا قد يكون له أبعد الأثر في شخصية هذا الشاب. فكيف الحال وبعضهم يفتقر إلي الخبرة والثقافة والتدريب. حضرت برلمان 2012 بجلساته ولجانه ونوابه ومناقشاته. منذ دخول النواب وتقديم أوراقهم. وحتي حل هذا المجلس التشريعي في 2013. فكانت المحصلة هي: مناقشات مستفيضة حرص الكثير من النواب خلالها علي "المشاركة بالهتاف" تحت الحضور والتصوير الإعلامي. ورغم وجود بعض الأصوات الهادئة إلا أنها كثيراً ما كانت تخرج عن مألوفها وتضطر إلي "الزعيق" و"التشويح" حتي يلتفت إليها "الآخرون" في "منتدي الهتاف الأكبر". وهنا أدعو القائمين علي البرلمان الجديد إلي أن يحصل النواب "المستجدون". وبالذات الشباب منهم. علي دورات تدريبية حتي يتعرف النائب علي قضايا وطنه وأولوياته. السياسية والاقتصادية وغيرها. وحتي يتمكن من تحديد دوره الحقيقي كممثل للشعب. وكيفية ممارسة هذا الدور والتعبير عنه بصورة مشرفة له ولدائرته ولبلده. وبالاستفادة من خبرات البرلمانات الأخري حول العالم. وأن يعرف الفرق بين "نائب الخدمات" و"نائب قضايا الأمة" و"نائب الحصانة". وعما ينبغي أن ينصرف إليها اهتمام النواب الجديد. أري أن يتجه أولا إلي قضايا الشباب. رغم عدم تجاهل الفئات الأخري من كبار السن و الاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة المعيلة وكافة فئات المجتمع. لكن الشباب هم المنتجون الحقيقيون. وهم من سيعول عليها في تحقيق التقدم لهذا المجتمع. إن توفير الوظيفة براتب آدمي كريم ومسكن مناسب وعلاج جيد وحياة مستقرة لكل شاب. وطبعاً لكل مواطن. سيدفع بمجتمع نصفه تقريباً من الشباب. نحو آفاق أرحب من النجاح والمنافسة. لا مجال لدعوات تثير الفوضي أو ترجع بالمجتمع نحو الوراء. أو تؤدي إلي تهميش بعض الفئات. أو تتجاهل دور أي فرد. علي الجميع أن يساهم. كل حسب طاقته وقدراته. ولكن بصورة مبعثها الشعور بالمسئولية.. وتحمل الواجب.