اطلقت منظمة الأممالمتحدة للغذاء والزراعة "الفاو" تحذيرا لمصر ودول شمال افريقيا من احتمالية تعرضهم لغزو أسراب الجراد وأكد خبراؤها ان السبب يرجع إلي غزارة الأمطار التي سقطت مؤخرا والتي قد تساعد في احداث طفرة هائلة في عدد الجراد تصل إلي عشرات الملايين لذا لابد لهذه الدول ان ترصد أي أسراب تظهر خلال الستة أشهر القادمة لسرعة مواجهتها.. الغريب انه ووسط هذه التحذيرات خرجت وزارة الزراعة لتوضح ان كل شئ تحت السيطرة.. وتم اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة. أما الفلاحون فهم آخر من يعلم مشيرين لفقدهم حلقة الوصل بينهم وبين الوزارة فهي لم تمدهم بأي نشرات تحذيرية توضح المناطق المحتمل تعرضها للجراد أو أساليب المواجهة السليمة بينما أكدت نقابات الفلاحين والنقابة العامة انها لا تعلم حتي مجرد أماكن المراصد التي تتحدث عنها وزارة الزراعة. الخبراء: السيول تضاعف الخطر والسرب يلتهم غذاء 35 ألف شخص يومياً أيمن سلامة المعروف ان مصر شهدت خلال الستين عاما السابقة سبع غزوات من الجراد بداية من عام 1954 الذي سجل ظهور 50 سربا أدت إلي تلف 250 ألف طن من محصول الذرة ثم هجمتان في عامي 1968 و1988 وكان الظهور الأشد في عام 2005. فقد شهدت مصر هجوما حادا من الجراد الأحمر الذي آثار ما يقرب من 150 سربا من أسراب الجراد سماء القاهرة وتسبب في تدمير أكثر من 50 ألف فدان. كما انه وصل الي محافظاتالبحيرة والمنوفية والاسكندرية وقضي علي أغلبية المحاصيل الزراعية نظرا لكثافة أعداده ثم تلتها سنة 2007 و2011 التي استطاعت مصر التصدي لها وكانت الخسائر محدودة. وكانت الهجمة السابعة في عام 2013. حيث هاجم الجراد الأحمر مصر من ناحية الحدود السودانية وتمكن من التوغل في عدد من مدن البحر الأحمر والغردقة وأم غارب وحلايب وشلاتين وخلف وراءه دمارا وخسائر تقدر بالملايين بالعديد من المناطق منها مدينة شرم الشيخ حيث غطت الأسراب أكثر من 20 فندقا سياحيا بالمدينة فتأثرت السياحة بهذا العام وزحف الجراد في ذلك الوقت الي مناطق أخري منها الاسماعيلية والعريش وقنا والبحر الأحمر وأسوان حيث هاجم ما يقرب من 4 آلاف فدان علي بعد 25كم من الشاطئ الشرقي لبحيرة السدا لعالي. حسن اسماعيل استاذ علم الحشرات يوضح قائلا: الآثار الناجمة من هجوم أسراب الجراد تصل إلي التدمير الكامل للمحاصيل والمراعي وتهدد الأمن الغذائي وسبل المعيشة لأي دولة يمر بها وما ان يصل الجراد الي مرحلة الطيران حتي تضم أسرابه عشرات الملايين من الحشرات المكتملة النمو القادرة علي قطع مسافات تصل إلي 150 كم يوميا في اتجاه الرياح وتقوي الجرادة الأنثي الواحدة علي وضع 300 بيضة خلال دورة حياتها في حين ان الجراد الصحراوي المكتمل النمو يلتهم يوميا ما يعادل وزنه تقريبا من الغذاء الطازج ويستهلك سرب ضئيل نسبيا من الجراد في اليوم الواحد نفس كمية الغذاء التي يتطلبها نحو 35 ألف شخص. استعدادات الزراعة غامضة محمد عطية نقيب الفلاحين بمحافظة الوادي الجديد يوضح ان المحافظة تعرضت خلال السنوات السابقة إلي أسراب الجراد وكان آخرها من سنتين وكان هناك تعاون فعال بين وزارة الزراعة وبين الفلاحين واستطاعت مقاومة هذه الأسراب دون تأثير كبير علي محاصيل المحافظة الا ان الوضع الآن غامض ولا نعرف أي شئ عن تحريات الوزارة وادارة مكافحة الجراد. يؤكد ذلك علي نصار نقيب الفلاحين بكفر الشيخ الذي ينفي معرفته بوجود جراد يهدد مصر من الأساس ونفي بالتالي وجود أي بيانات أو نشرات توجيهية بوجود خطر محتمل علي المحافظة وكيفية مواجهته بالأسلوب العلمي السليم مشيراً إلي ان كثيراً من الفلاحين يلجأون لاستعمال الدخان في مقاومة الجراد من أجل اخافته الا ان هذه الطريقة تفرق أسراب الجراد وتنقله الي منطقة أخري دون ان تضره وبالتالي تساعد علي انتقاله إلي أماكن أخري وهذا يسبب ضرراً أكبر بالزراعات. الزراعة تتجاهل النقابات ويتعجب رشدي عرنوط رئيس النقابة العامة للفلاحين علي مستوي الجمهورية من عدم وجود أي اخطارات للنقابة تفيد تحركات الوزارة في مواجهة هذه الكارثة المحتملة وعدم اشراك النقابة في أساليب المقاومة ووضع خطط لها.. مؤكدا علي دور النقابة في كونها همزة الوصل بين صغار الفلاحين وبين الجهات الحكومية والتي من ضمنها وزارة الزراعة.