العلاقة بين المشاة وقائدي السيارات أصبحت تتسم بالتوتر وتبادل الاتهامات.. فعبور المشاة من الأماكن المخصصة لهم تحول لحلم من الماضي اختفي بمجرد التوقف عن تحصيل غرامة العشرة جنيهات مما يتسبب يومياً في تعطيل حركة المرور والتجربة طبقها ونجحت بامتياز. اللواء أحمد رشدي وزير داخلية مصر في الفترة من يوليو 1984 إلي مارس 1986 كانت النتيجة انضباط الشارع بصورة يسبق لها مثيل. يقول سعد حسين "موظف" ان المشاة في القاهرة الكبري تحديداً لا يعترفون بالإشارات الضوئية أو الأماكن المخصصة للعبور حتي لو تم إنشاء الكباري أو أنفاق ولذلك يفاجأ قائد السيارة علي الطرق السريعة أو حتي الأماكن المزدحمة بأشخاص يعبرون الطريق بشكل عشوائي ومفاجيء مما قد يربك سائق السيارة ويؤدي في النهاية إلي وقوع حوادث خطيرة! يضيف عبدالرءوف محمد "محام" ان الظاهرة سلوك منتشر في الشوارع والميادين رغم وجود اشارات الكترونية وعلامات ارشادية وضباط وأفراد من رجال المرور إلا ان هناك اعتيادا علي ذلك وتلك الظاهرة سبب رئيسي في تعطل حركة المرور من كثرة المتسللين بين السيارات من الشباب أو حتي كبار السن. ويشير محمد طه "محاسب" إلي أن الإشارة الموجودة في ميدان رمسيس خير دليل علي ذلك حيث يوجد بها أكثر من عسكري مرور وأمين شرطة لتنظيم حركة السيارات ومع ذلك المشاة لا يلتزمون بالرصيف ولذلك يحاط الميدان كله بأسوار لتجبرهم علي العبور من الأماكن المخصصة للمشاة أو حتي الأنفاق الخاصة بالمترو كاشفاً انه يندهش من مدي التزام المواطنين في كثير من الدول العربية والأجنبية بالإشارات وقواعد المرور وتعمدهم مخالفتها هنا في مصر! ويكشف أيمن ابراهيم "عامل" ان السبب في هذه المشكلة هو عدم وجود علامات ارشادية كافية سواء كان الخطوط الملونة التوضيحية علي الأرض أو من خلال اللوحات الارشادية ويؤكد انه لم يسمع طول عمره عن تطبيق العقوبة علي المشاة المخالفين إلا أثناء اسبوع المرور الذي كان يطلق منذ سنوات بالإضافة إلي عدم التنسيق في أوقات فتح وغلق الاشارات حيث ان زمن غلق الإشارة يكون غير كاف لعبور المشاة مما يضطر بعض المواطنين لعبور الطريق أثناء فتح الإشارة وعند بدء تحرك السيارة. ويوضح سامح لبيب "فني" ان انتشار ظاهرة مخالفة المشاة لإشارات المرور يعود إلي عدم تطبيق العقوبة علي المخالفين. مشيراً إلي أنه لو تم تطبيق القانون علي المخالفين سيكون ذلك رادعاً لأي شخص يقوم بهذا العمل. فالعيب كل العيب يقع علي القائمين علي تنفيذ القانون ورجال المرور لتقاعسهم عن التصدي لتلك الظاهرة بالتوجيه والتوعية ثم تطبيق المخالفة والغرامة. ويطالب أحمد حسين "محصل" بتكثيف حملات التوعية المرورية في مختلف وسائل الإعلام لتحسين الوعي المروري بين المشاة وقائدي السيارات. مسئولو المرور يؤكدون ان عبور المشاة المخالف للقانون مخالفة يعاقب عليها القانون ويغرم مرتكبها بغرامة فورية.. ويؤكد ذلك اللواء علاء الديجوي مدير مرور القاهرة. مشيراً إلي أن عبور المشاة أثناء فتح الإشارة أو في الأماكن غير المخصصة للعبور مخالفة يعاقب عليها القانون ويغرم مرتكبها بغرامة فورية أو يتم تحرير محضر بذلك. مشيراً إلي أن هناك حملات توعية تتبناها الإدارة العامة للمرور لنشر الثقافة المرورية وتوعية المواطن بحقوقه وواجباته.