موسكو - انقرة - وكالات أنباء: حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا امس مما وصفه ب"اللعب بالنار" في الأزمة القائمة علي خلفية إسقاط تركيا لمقاتلة روسية في تصعيد جديد للحرب الكلامية بين البلدين. قال أردوغان في كلمة بثها التليفزيون التركي ان تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماعه مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في موسكو بشأن الحادث "غير مقبولة" اضاف اردوغان أن "علي روسيا ألا تلعب بالنار". وأكدت مصادر رئاسية تركية ان اردوغان وبوتين قد يجتمعان خلال قمة المناخ في باريس الأسبوع المقبل لكن لم يتم تحديد موعد للمحادثات. وكان بوتين قد اكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا اولاند في الكرملين ان بلاده علي استعداد للتعاون مع التحالف الذي تقوده واشنطن لكن حوادث مثل تدمير الطائرة ومقتل الجنود ستكون بالقطع غير مقبولة. وطالب بوتين باعتذار رسمي من أنقرة لكن الأخيرة رفضت واتخذت موسكو عددا من الاجراءات العقابية من بينها وقف العلاقات العسكرية والغاء صفقات تجارية. كما هدد بوتين بانسحابه من اي تعاون مع التحالف الدولي لضرب داعش في سوريا. اذا تكررت واقعة مثل اسقاط المقاتلة. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان تركيا تجاوزت الخط الأحمر عندما هاجمت الطائرة. من ناحية اخري استدعت وزارة الخارجية التركية امس السفير الروسي بأنقره اندريه كارلوف وقدمت له احتجاجا علي تعرض السفارة التركية وشركاتها في روسيا لاعتداءات خلال تظاهرات نظمها مواطنون روس رفضا لاسقاط الطائرة الروسية. وذكرت محطة "سي .ان.ان تورك" الاخبارية ان الخارجية التركية طالبت بزيادة التدابير الامنية حول السفارة والشركات التركية لان حمايتها تقع علي عاتق البلد المضيف بحسب القوانين الدولية. وتعرضت السفارة التركية في موسكو لهجوم بالحجارة والبيض أثناء تنظيم تظاهرة من قبل مجموعة من الروس. احتجاجا علي اسقاط الطائرة الروسية وتسبب الهجوم في تحطم نوافذ المبني بينما نظم مجموعة من الاتراك تظاهرة امام مبني القنصلية الروسية باسطنبول رافعين شعارات ضد ادارة بوتين التي قالوا انها تواصل قصف التركمات السوريين في منطقة "بايربوجاق" أو جبل التركمان في ريف اللاذقية بشمال سوريا وهو ما ارغم عددا كبيرا منهم الي ترك منازلهم والتوجه للمناطق الحدودية مع تركيا. من جانبه قال رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو ان انقره ستعمل بالتعاون مع روسيا لخفض حدة التوتر. واكد أوغلو في مقال خص به صحيفة التايمز اللندنية ان قتال تنظيم داعش يمثل الاولوية القصوي ولكن يجب علي تركيا حماية سيادتها الوطنية. في نفس السياق قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية امس ان اسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية هدد بصدع هائل في العلاقات بين البلدين. مع استعداد الكرملين للاضرار بالعلاقات الاقتصادية مع انقرة وسعيه لفرض عقوبات عليها بينما قال المسئولون الاتراك انه لايوجد سبب للاعتذار. في تطور آخر تعرضت 3 طائرات حربية تركية من طراز اف 16 فوق أجواء بحر "إيجه" اثناء قيام دورياتها الاعتيادية في الاجواء الدولية لتحرشات لمدة 40 ثانية من قبل طائرات يونانية مقاتلة. وردت الطائرات الحربية التركية علي الفور مما ادي لابتعاد الطائرات اليونانية. واكدت هيئة الاركان العامة التركية امس استمرار رصد كافة التحركات علي الحدود التركية مع سوريا من قبل المقاتلات التركية التي نفذت عدة طلعات جوية في المنطقة.