في العام الذي مضي من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي نستطيع أن نرصد 3 محطات رئيسية أو 3 إنجازات فارقة ليس بمقدور أي منصف أن يتجاهلها.. * الإنجاز الأول هو افتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس 2015 في ملحمة وطنية تضافرت فيها كل القوي الوطنية لتحقيق الحلم واختصار 3 أعوام في عام واحد من العمل الشاق الذي تواصل فيه الليل بالنهار. * ثم يأتي الثاني بالتسلسل الزمني وهو فوز مصر بعضوية مجلس الأمن في 15 أكتوبر الماضي في اعتراف حقيقي من العالم أجمع بحيوية وأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في محيطيها الإقليمي والدولي. وإشارة حقيقية وواضحة إلي استعادة مصر لمكانتها التي غابت عنها. * أما الانجاز الثالث فيتمثل في توقيع اتفاقية المشروع النووي المصري السلمي بالاتفاق مع الجانب الروسي علي إقامة محطة الضبعة النووية ليتحقق الحلم الذي طال انتظاره منذ عام 1963 وتعطل لظروف الحروب التي خاضتها مصر خلال الأربعين عاماً الماضية. بالإضافة إلي غيرها من المتغيرات السياسية التي حالت دون تنفيذه بعد ذلك. إذن نحن أمام انجازات حقيقية ملموسة. وإيقاع متسارع الخطي يكشف عن جانب يخفيه الرئيس السيسي خلف شخصيته الهادئة التي نراها وهو أنه رجل "طبعه حامي" أو كما نقول بتعبيرنا الدارج أنه "رجل مابيعجبوش الحال المايل". مصر لديها رئيس لا يعرف المستحيل. فإذا أراد.. قرر. وإذا قال.. فعل... وهذه المعطيات في حاجة إلي من يجيد قراءتها. ويسير بنفس إيقاعها.. وهنا مكمن المشكلة. إن ما تحقق خلال عام واحد فقط من فترة ولاية الرئيس السيسي أدي إلي رفع سقف طموحاتنا في الكثير من مناحي النشاط والحياة. فلم يعد مقبولاً أي تعلل بنقص الامكانيات.. مصر تريد حلولاً غير تقليدية وأفكاراً خارج الصندوق. ومن هنا يأتي النقد لكثير من أوجه السلبيات التي نواجهها.. والنقد هنا ليس موجهاً لشخص الرئيس أو النظام. وإنما هو اعتراض علي تلك الطريقة "الكلاسيكية" التي تتعامل بها مؤسسات الدولة مع الملفات "المزمنة". وكأنها مازالت تعمل "علي قديمه".. حتي نكاد نتخيل الرئيس السيسي وكأنه يصفق بيد واحدة. أو أنه يعزف نغمة جديدة تختلف عن تلك التي أجادتها باقي المؤسسات وإعتادت عليها طيلة سنوات مضت. دعونا نعترف بأن أصل المشكلة التي تواجهها مصر الآن يكمن في تلك المسافة الكبيرة بين أداء الرئيس السيسي. وأداء باقي المؤسسات.. بين "عقيدة" الرئيس ورؤيته. وعقيدة بعض الأجهزة ورؤيتها. * وهنا يثور السؤال البديهي: وما السبب في وجود تلك المسافة؟ والاجابة ببساطة تتمثل في أنه لم يتم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب. * والسؤال الثاني: ومن أين نأتي بهذا الشخص المناسب؟ والاجابة.. إن مصر مليئة بالكثير من الخبرات والكفاءات في مختلف المجالات. ولكن كم من الخبرات المدفونة وأصحاب الكفاءة الذين لم يسمع عنهم أحد لمجرد أنهم لا يجيدون "وربما لا يريدون" "لعبة العلاقات العامة" التي يجيدها غيرهم.. هؤلاء مطلوب البحث عنهم أينما وجدوا. وهذه مسئولية الأجهزة المعاونة للرئيس التي يجب أن تكون بمثابة "جواهرجي" موارد بشرية. بحيث تقوم باكتشاف العناصر المتميزة ذات المواقف والكفاءة لتقدمها وتدفع بها أمام الرئيس.. فينزلها منزلتها التي تستحقها في مختلف المواقع. نعم.. مصر ينقصها "جواهرجي" كفاءات أمين يقف إلي جوار الرئيس.. يكتشف العناصر "النفيسة" ويفرزها عن تلك "الرخيصة" فيجلوها ويزيل ما عليها من صدأ وغبار ويقدمها لمتخذ القرار. فتكون أذرع مساعدة وأيادي معاونة بصدق وإخلاص تصفق وتعزف معه سيمفونية متناسقة.. من أجل مصر. "والحديث متصل"