قليلون هم الزعماء الذين يحولون أوقات المحنة إلي نصر. ففي الوقت الذي كان يشعر فيه المواطنون بالصدمة نتيجة سقوط الطائرة الروسية في سيناء والحصار السياحي الذي تعرضت له مصر لضربها اقتصادياً. كان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم 19 نوفمبر عام 2015 بتوقيع عقد انشاء أول محطة تعمل بالطاقة النووية في مصر لتوليد الكهرباء. ولذا لن ينسي التاريخ هذا اليوم الذي وضعت فيه مصر أقدامها علي أولي عتبات دخول النادي النووي بعد ما يزيد علي 50 عاماً من وضع الدول الكبري العراقيل أمامها لعدم تحقيق هذا الحلم. لتظل متخلفة بعيدة عن ركب الحضارة. وحصول مصر علي التكنولوجيا النووية ليس من قبيل الرفاهية أو انفاق أموال فيما لا ينفع. بل إنها تشتري مستقبلاً أفضل لأبنائها. خصوصاً أنها المرة الرابعة التي تحظي فيها القاهرة بفرصة امتلاك برنامج نووي منذ عام 1958. إذ كانت الدول الاستعمارية تحاربها لتحول دون استكمال حلمها. وفي حال تنفيذ باقي الاستحقاقات الاقتصادية المهمة. ويأتي في مقدمتها اطلاق برنامج القضاء المصري. إضافة إلي تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة. لأن عواصم الدول الحديثة لابد أن تكون معبرة عن التطور الذي شهدته خلال الفترة التي أقيمت فيها هذه المدن. حتي تعلم الأجيال القادمة أن "من هنا" حيث العاصمة الإدارية الحديثة المتطورة. حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي مصر. واحسب أن هذه المشروعات. خصوصاً مع البدء في تنفيذ مشروعات عملاقة أخري كثيرة منها المليون ونصف المليون فدان. فضلاً عن ربط الدلتا بسيناء عبر حفر ستة انفاق أسفل القناة. وتطوير ميناء شرق بورسعيد. وتخصيص 40 مليون متر مربع لإقامة مناطق صناعية في اطار مشروع التنمية بقناة السويس وانشاء أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط. سينقل مصر إلي المستقبل الذي تنشده وتحقق التنمية التي ينتظرها الجميع. ويبدو أن كل هذه الانجازات. وفشل محاولات واشنطن ولندن في الوقيعة بين القاهرة وموسكو بإسقاط الطائرة الروسية. جعلت عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية يفقد صوابه مجدداً. فعاد لتصريحاته المراهقة التي تشعل الفتن في المجتمع داعياً عبر قناة "bbc" عربية. لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة وانتقال السلطة سلمياً وإلا سيكون البديل الفوضي. وطبعاً أبو الفتوح لا يكف عن زيارة السفارات الأجنبية في مصر للحصول علي التعليمات وبث سمومه عبر وسائل الإعلام التابعة لهذه الدول. ولذا حان الوقت لتتخذ الدولة الاجراءات القانونية ضده باعتباره يقود حزباً ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية ويسعي إلي نشر الفوضي في المجتمع. وتالياً فدعوته "دموية". لأنها تسعي للقفز فوق ارادة الشعب وخلق حالة من الاقتتال بين طوائف المجتمع. وعليه أن يعلم أن المصريين اختاروا الرئيس السيسي بإرادتهم الحرة بعد أن تأكدوا انه الوحيد القادر علي قيادة سفينة الوطن ضد أمواج الإرهاب العاتية التي حاول الإخوان إلقاء مصر فيها لتغرق في الدماء وتتفكك وتالياً تكون فريسة سهلة أمام أمريكا وأعوانها لتقسيمها. وأقول لكم. إن مصر تسرع الخطي للحاق بركب التقدم والحضارة الحديثة رغم المحاولات المستمرة من جانب واشنطن وأعوانها لوضع التحديات أمامها. لكنهم لا يعلمون أن شعب مصر اعتاد أن يعبر الحواجز منذ آلاف السنين. ولن يسقطه المرتزقة سواء من الداخل أو الخارج. فأبو الفتوح الذي يحاصره الفشل السياسي راح يحارب طواحين الهواء للبحث عن بطولة زائفة. لكنه يلعب بالنار. لأن محاولته تفكيك مصر ستقوده إلي الهاوية والموت دهسا تحت أقدام المصريين وهو مصير كل المتآمرين.