لم يتخيل أحد ان انتخابات مجلس النواب.. ستشهد هذه الوسائل المتعددة والمتنوعة من الرشاوي الانتخابية وشراء الأصوات بهذه الصورة غير المسبوقة التي تؤكد ان المال السياسي خاض المعركة الانتخابية ومازال يخوضها بشراسة.. تنم عن تطلع أعمي للسيطرة علي مقاعد أهم واخطر برلمان في تاريخ مصر.. ولم يتصور أحد ان الاطماع في الكراسي والمناصب والمنافع تدفع لاتهام الآخر بالخيانة أو بيع الوطن. المتابعون للمشهد الانتخابي والمعارك الدائرة للفوز بمقعد تحت قبة مجلس النواب يلمسون نزاهة العملية الانتخابية وحياد القضاة.. ويدركون في الوقت نفسه فساد بعض المرشحين وسماسرة الانتخابات الذين وجدوا في هذه المعركة الانتخابية أكبر فرصة للانتهازية وتحقيق الثراء السريع من خلال المتاجرة بأصوات الناخبين البسطاء والغلابة وبيعها لمن يدفع أكثر.. فما حدث من اختراق المال السياسي بوحشية للعملية الانتخابية يشير إلي أن مجلس النواب القادم سيضم بين اعضائه مجموعة من وحوش الانتهازية وأباطرة المال أو من ينوب عنهم. هل تصدق ان بعض العناصر التي تتصدر المشهد خرجت من تلك المعركة فائزة ماليا وحصدت أموالا طائلة رغم انها لم تحظ بمقعد برلماني؟! وشهدت بعض شاشات الفضائيات في تلك المعركة الانتخابية أكبر حالات غش وخداع وتضليل للناس من خلال استضافة بعض الساسة أو ممثلي تيارات لديهم براعة فائقة علي النصب ولي الحقائق وخداع الناس.. فإنهم قادرون علي ارتداء ثوب الملائكة رغم انهم أكبر شياطين علي أرض الكنانة. اعتقد ان مجلس النواب القادم رغم انه يضم بعض الكوادر السياسية والشبابية الوطنية التي تهدف لخدمة الوطن والناس.. الا ان بعض الغشاشين والافاقين الذين تسللوا لمقعده بوسائل مختلفة سيؤثرون سلبا علي اداء المجلس ويجعلون منه ساحة للصراعات والاشتباكات والفرقعات الاعلامية وعرقلة مصالح الشعب. وهناك من دفعوا الملايين طمعا في حصانة تحميهم وتجلب لهم المنافع والمكاسب أو توفر لهم أدوات لارهاب الوزراء والمسئولين وإذا لم ينصاعوا لتلبية مطالبهم فالحصانة ينبغي ان تكون تحت قبة المجلس فحسب.. ولا يمتد اثرها خارج اسوار مجلس النواب حتي لا نحمي أي نائب يتخذ من الحصانة سندا وحماية للاستيلاء علي أموال الغير أو سلب حقوق الآخرين أو العدوان عليهم.. أو يتستر بها لتحقيق اغراض اخري تمتد للتهريب أو الاتجار في الممنوعات وقد اعجبني بعض المرشحين الذين قالوا انهم ينحازون لإلغاء حصانة النائب ولكن هل هؤلاء بعد ان نجحوا وحصلوا علي مقعد النائب البرلماني سيستمرون علي موقفهم أم سيتنصلون من كلامهم ووعودهم؟! رغم حلاوة المعركة الانتخابية بكل ايجابياتها وسلبياتها الا ان قيام المستشارة الجليلة تهاني الجبالي منسق قائمة التحالف الجمهوري بتوجيه اتهام حاد صريح للواء سامح سيف اليزل منسق قائمة "في حب مصر" الذي يحظي باحترام كبير بأنه تلقي تمويلا من جماعة الاخوان المسلمين بالكويت.. وقدمت صورا وفيديوهات تجمع اللواء سيف اليزل واسامة هيكل القيادي بقائمة "في حب مصر" مع عدد من قيادات الاخوان بالكويت وقائلة: كيف يكون هناك رجل بحجم سامح سيف اليزل عمل بالمخابرات ويخون الشعب المصري واتهمت المستشارة تهاني الجبالي قائمة سيف اليزل بأنها تتلقي تمويلا من أكثر من دولة. بالطبع اللواء سامح سيف اليزل واسامة هيكل ردا علي اتهامات الجبالي وأكدا انها تشهر بهما وان اتهامها لا أساس له من الصحة. اتهام المستشارة تهاني للواء سيف اليزل يمثل خطرا جسيما علي المجتمع لأن المستشارة تهاني الجبالي شخصية قانونية مرموقة شغلت موقعا هاما في المحكمة الدستورية العليا.. ولا يجوز ان تسوق اتهاما بغير دليل.. أو توجه اتهاما دون سند وايضا اللواء سامح سيف اليزل شغل منصبا هاما بجهاز المخابرات الذي لا يضم الا عناصر تتسم بالوطنية الشديدة والنزاهة والقدرة علي تحمل المسئولية وادارة الأزمات والمهام الصعبة. فعندما تتهم المستشارة تهاني القانونية البارزة اللواء سامح بالخيانة فإن الأمر يمثل خطرا جسيما لأننا أمام شخصيتين يتمتعان بسمعة طيبة ويثق فيهما الناس.. وهو ما يدفع الناس للحيرة والتشكيك فيما يدور حولهما!! وما يثير الدهشة وبالغ الاستغراب.. ان قائمة "التحالف الجمهوري" التي تتصدرها المستشارة تهاني تضم ايضا عناصر مهمة وعلي رأسهم الفريق حسام خيرالله الذي كان يشغل منصب وكيل أول المخابرات العامة. الموضوع.. بجد خطير.. يثير الريبة والشكوك لدي الناس نأمل ان يتم حسمه بسرعة حتي تعرف الناس الحقائق. بئس كرسي مجلس النواب الذي يدفعنا للاشتباكات وتبادل الاتهامات واثارة الشكوك حول شخصيات مهمة تعد قدوة للناس. البكالوريوس.. وجاهة للزواج فقط! شهادات البكالوريوس.. أو الليسانس.. هل هي مجرد شهادات للوجاهة الاجتماعية والزواج؟ الدكتور طارق شوقي أمين عام المجالس القومية التخصصية برئاسة الجمهورية.. قال ان شبابنا غير قادر علي التعليم الجيد.. كما نشرت بعض وسائل الاعلام واضاف انه عندما يتخرج الشاب في الجامعة يظن انه بشهادته مهيأ للعمل.. ولكنه غير ذلك فالشهادات اصبحت في مصر للمظهر الاجتماعي لكي يتزوج بها ونضعها علي الحائط.. ونحن في مصر نريد كفاءات لأننا خلال الفترة الأخيرة خرجنا اشباه مهندسين واشباه اطباء. كلام الدكتور طارق شوقي ذكرني بما قاله لي المرحوم اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات العامة الاسبق عندما سألته عن ضرورة الاهتمام بالتعليم الفني والتقليل من اعداد خريجي الكليات النظرية فقد قال لي ان شهادة البكالوريوس وجاهة اجتماعية تنفع الشاب عندما يتقدم للزواج فهل نحرمه منها؟! بالطبع انني اختلف مع هذا المفهوم لأنه لا يدفعنا للتطور والمزيد من الانتاج بل يجرنا للوراء ويعمق من مشكلة البطالة واستفحالها أكثر. رسالة تحذير لوزير الطيران هذه رسالة للطيار حسام كمال وزير الطيران المدني.. طائرات مصر للطيران لا تعمل بكامل طاقاتها.. بل ان بعضها علي الأرض لا يستغل بالشكل المناسب.. والشركة في حاجة لطائرات جديدة في ظل الظروف القاسية والركود السياحي. لا تستمع للأصوات التي تطالب بتأسيس شركة أخري جديدة للخطوط الداخلية.. بينما مصر للطيران لديها شركة اكسبريس التي تقوم بتسيير رحلات منظمة للمدن السياحية الداخلية وخطوط مصر للطيران تحقق خسائر بالاضافة ايضا إلي أن مصر للطيران تمتلك النصيب الأكبر لشركة ايركايرو المتخصصة في رحلات الشارتر لنقل الافواج السياحية وربنا يستر عليها. ** كلام اعجبني: لا يوجد إنسان ضعيف.. ولكن يوجد إنسان يجهل في نفسه موطن القوة "توفيق الحكيم"