* توقفت كثيراً أمام الكلمة التي ألقاها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في افتتاح قناة الغد العربي بالقاهرة الأسبوع الماضي. والتي قال فيها إن أيدولوجية العنف خرجت من المنطقة العربية وتم تصديرها للغرب وأنه إذا لم يتم هزيمة هذه الأيدولوجية في المنطقة العربية أولاً لن يتم هزيمتها في أي مكان آخر.. مشيراً إلي أن الأحداث الإرهابية التي وقعت في باريس. وراح ضحيتها أبرياء هي نتيجة تصدير هذا العنف والإرهاب للغرب. حاولت أن استوقف السيد بلير اعتراضاً علي ما قاله وابين له ما يدعي أنه يجهله. ولكن ارتباطه بموعد السفر للعودة إلي لندن حال دون ذلك. وأتمني أن يصله صوتي من خلال مقالي هذا. وأقول له إذا كانت أيدلوجية العنف والإرهاب خرجت من المنطقة العربية فمن صانعها وداعمها؟ ومن الذي تجاهلها وغض الطرف عنها وساعد في انتشارها ظننا منه أنها لن تخرج عن الحدود العربية ولياكل العالم العربي الإسلام بعضه؟ ومن الذي يدعم الإخوان وصانع داعش والجماعات التي تحمل لواء الإسلام المتشدد؟ ألم يقرأ ويسمع السيد بلير تصريح جيمس وولسي رئيس المخابرات الأمريكي CIA في 2006 والذي قال فيه "سنصنع لنا إسلاماً يناسبنا ونجعلهم يقومون بالثورات فيتم انقسامهم علي بعضهم" ألم يكن يدرك السيد بلير خطورة هذه الجماعات المسلحة والإرهابية التي انتشرنت بسرعة كبيرة في المنطقة العربية بعد التمهيد وتعبيد الطرق لها ونشر الفوضي الخلاقة في الدول العربية من خلال تدمير الكيانات العربية في العراق وليبيا وسوريا واليمن. ألم يدرك خطورة الإرهاب العربي الا بعد أن أصبح عنف هذه الجماعات الإرهابية يهدد أوروبا بأكملها ووصل للعمق الغربي في قلب باريس وراح ضحيته أكثر من 130 قتيلاً وكثيرون ما بين حالات حرجة وجرحي. هنا تذكر السيد بلير وأمثاله من قادة الغرب خطورة هذه الجماعات علي المجتمع الأوروبي. وعقدت النية علي إعلان الحرب علي داعش وأمثالها وأصبحت الآن خطراً يهدد العالم بعد أن كانت الطائرات الأمريكية تلقي لها العتاد والأسلحة جواً ووقف العالم الغربي كله ضد روسيا عندما بدأت إعلان الحرب علي الإرهاب الداعشي في سوريا. ألم يدرك السيد بلير وغيره أن القضاء علي صدام حسين وتدمير العراق خلف وراءه دولة مفتتة ومسرح للإرهاب وأرض خصبة خرجت منها داعش؟ ألم يدرك السيد بلير أن أمريكا والغرب كان وراء القضاء علي معمر القذافي وتدمير ليبيا فصارت مرتعاً للجماعات الإرهابية المتناحرة ومركز لتصدير الإرهاب. ومحاولات أمريكا ومن وراءها أوروبا القضاء علي الأسد في سوريا ودعم داعش والجماعات الإسلامية المتشددة لتحقيق هذا الهدف دعماً للإرهاب. ألم يكن دعم بريطانيا لجماعة الإخوان الإرهابية وللجماعات الإرهابية التي تدور في فلكها دعماً للإرهاب. وفي ظل كل هذا كيف يطالبنا بلير بهزيمة أيدولوجية العنف في العالم العربي في ظل الدعم الأمريكي الغربي للإرهاب؟ تمنيت أن استمع لإجابات عن هذه الأسئلة منك سيد بلير ولكن أتيت للتحدث لنا وتقول ما تريد ولم تستمع لما نريد أن نقوله لك في ظل إعلام عربي متقوقع يتحدث لنفسه دون أن يخرج خارج الحدود العربية. وأقول توني بلير.. أنا أعترض هل تسمعني؟ * تعجبت من مقدرة داعش الإعلامية في استخدام منظومة شديدة الخطورة علي السوشيال ميديا في التجنيد والتمويل والتهويل علي يوتيوب وفيس بوك وتويتر وانستجرام وخروج أول صحيفة لها بعنوان "دابق" تسهم بشكل كبير في صناعهة بروبجاندا وتضخيم حجم داعش وسيطرتها ونفوذها وهذه الوسائل أيضاً تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية. فأين نحن من استخدام هذه الوسائل ومتي نكون قادرين علي صناعة إعلام نتحدث به للآخر وننقل له ما يحدث علي أرضنا أو يكون لدينا المقدرة علي الاعتراض علي ما يقوله في إطار إعلامي مهني؟ وياليتنا نأخذ من إعلام داعش قدوة لنا.