أعلنت د. إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية ان المرحلة القادمة تتطلب نزول الفنون الأوبرالية إلي الشباب وطلبة الجامعات في أماكنهم ومقراتهم.. ولا ننتظر قدومهم إلينا حيث هدفنا إيصال الفن المحترم والمتميز للأجيال الصاعدة.. إلي جانب محاربة الابتذال الفني الذي يهدد أركان الفن بكل أنواعه ويكاد يحوله لأعمال سطحية بلا عمق وتقضي علي المسيرة الفنية الناضجة في مصر والوطن العربي. جاء ذلك خلال حوارها ل "الجمهورية" والتي ناقشت خلاله عدة نقاط هامة تختص بحفلات الأوبرا من الإنتاج الجديد وأهم الفرق العالمية إلي جانب وقوف فنون الأوبرا لدعم الجانب السياحي في المحافظات السياحية بأسوان والأقصر والغردقة وشرم الشيخ وقالت: بداية يهمنا ان نجمع الشباب أمل مصر الغد تحت سقف الأوبرا ليعلموا فنونها ويدركوا قيمتها.. فالفن الرفيع المحترم هو وسيلة لتهذيب النفوس وإنقاذه من براثن المؤمرات التي تسحب الشباب إلي عالم الإرهاب.. وتأكيداً لتوصيل رسالتنا الثقافية قررنا الانتقال إلي الجامعة والتحدث بلغة الفن والموسيقي والغناء مع الأجيال الشابة الطموحة. جامعة القاهرة وتقول: قمنا بتوقيع بروتوكول تعاون بين دار الأوبرا وجامعة القاهرة.. وفي الحقيقة هي مبادرة من الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة وبالاتفاق مع د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة علي ان يتم تقديم حفلتين شهرياً موسيقية وغنائية بالجامعة من أجل التواصل مع الجيل الجديد الذي يتش كل وعيه. وأضافت: يفتتح الموسيقار عمر خيرت أولي تلك الحفلات يوم الاثنين القادم لأنني أعلم أنه معشوق الشباب فنبدأ بعوامل الجذب.. وفي نهاية الشهر يقدم المطرب الكبير علي الحجار الحفل الثاني.. وتتواصل بعدها الحفلات خلال الموسم الدراسي بجامعة القاهرة وأسعار مخفضة للطلاب. وقالت د. إيناس عبدالدايم: بناءً علي اتفاقيتنا مع جامعة القاهرة.. اتفقنا أيضاً علي تقديم حفلات بجامعة المنصورة وجامعة أسيوط.. وأعتقد ان فنون الأوبرا بنجومها سيكون لها مردود ومؤثر ايجابي يبعد الشباب عن التفكير الإرهابي الذي يحاول أصحابه بثه في أبنائنا الشباب.. كما اننا نقدم حفلات متنوعة بأسعار رمزية للطلبة وبأسعار مخفضة تصل كثيراً إلي عشرة جنيهات بجميع مسارحنا.. ولكن لأن هناك بعض الطلبة لا يتمكنون من مشاهدة الفنون الرفيعة قررنا الوصول إليهم في عقر جامعاتهم. حفلات بالصعيد وأضافت: وخلال الأيام القادمة ستنتقل فنون الأوبرا إلي رحاب أوسع حيث اتفقنا مع عدد من محافظي الصعيد علي تقديم أعمالنا علي مسارحهم.. وهي محاولة أيضاً لاكتشاف ماذا يريد الشباب الصعيدي من الفنون ورؤيته لها لايماني بأن الفن يؤثر علي الإنسان ويرتقي به ثقافياً وسلوكياً. وحول أزمة السياحة التي تعيشها مدينة شرم الشيخ والتي قد تؤثر وتمتد إلي بقية المدن السياحية المصرية قالت: السياحة عنصر هام من عناصر الدخل القومي في مصر.. ولا يمكن الاستغناء عنه أو عدم الوقوف معه في أزمته.. ومبادرة الفنان محمد منير الأولي.. فهناك مبادرات أخري. وبالنسبة لنا نحن جاهزون لإقامة العديد من الحفلات في جميع المدن السياحية وعلي رأسها بالطبع "شرم الشيخ" لرأب الصدع الذي أصابها.. ولكننا ننتظر الموافقات خاصة الموافقات الأمنية.. ووزير الثقافة يؤيد تلك المبادرات لأنه يعي دور الوزارة ودار الأوبرا في تلك المواقف.. وأكرر بمجرد الحصول علي الموافقات ستنتقل فرق الأوبرا إلي شرم الشيخ فوراً. عام مصر - الصين وعن أهم نشاطات الأوبرا في الفترة القادمة قالت: هذا العام.. هو عام مصر - الصين.. وأطلقنا عليه ذلك بسبب زيارة الرئيس الصيني المرتقبة لمصر.. وستكون هناك أنشطة فنية وعروض هامة من فرق الصين ومن أكبر فنانيها علي مدار العام.. ولن تقتصر الحفلات علي القاهرة فقط بل ستصل حتي أسوان.. وقد تم تفعيل تلك الأنشطة الفنية بالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة. وحول أهم الفرق الأجنبية التي تزور القاهرة خلال هذا الموسم قالت د. إيناس عبدالدايم: هناك فرق عديدة من أمريكاوألمانياوأسبانيا وروسيا والأرجنتين وفنلندا وغيرها من الدول أصحاب الفنون الرفيعة منها فرقة باليه تياترو كولون من الأرجنتين. وأوركسترا ميونيخ للايقاع من ألمانيا. ومن جامعة فانتا باربارا بولاية كاليفورنيا الأمريكية تأتي فرقة يو إس بي للشرق الأوسط. وأضافت: بعد نجاح عروض فرقة باليه موسكو علي الجليد تعود مرة أخري في ابريل القادم. ومن أسبانيا هناك فرقة باليه فلامنكو.. وفرقة لافي باص ثري. إلي فرقة تسارسين للفنون الشعبية الروسية التي تحضر آخر الموسم.. وأيضاً الجسر الموسيقي المصري الفنلندي.. بالاضافة إلي استضافة السوليستان والأجانب من ألمانيا وايطاليا والمجر وروسيا واليابان. وانتقلت د. إيناس عبدالدايم في حديثها إلي مهرجان الموسيقي العربية والذي انتهت فعالياته هذا الأسبوع بحفل رائع للفنانة أنغام والفنان الفلسطيني محمد عساف فقالت: جمهور مهرجان الموسيقي العربية استمتع بليالي الدورة ال24 للمهرجان وبحفلاته الغنائية التي احتشد فيها عدد كبير من نجوم الغناء المصري والعربي.. وحقاً كان الإقبال شديدا وغير معتاد علي مدار السنوات الماضية.. وهو ما يؤكد استمرارية نجاح المهرجان علي مدي دوراته والتي امتدت لازدحام شديد وكبير في شراء تذاكر الحفلات. وأضافت: هناك عدد من الحفلات نفدت تذاكرها خلال أربع ساعات.. وهي حفلات المطربة أنغام والفنان هاني شاكر والمطرب التونسي صابر الرباعي. أما باقي حفلات النجوم فنفدت معظمها علي مدار الأيام الثلاثة الأولي من فتح شباك التذاكر. أنغام والرباعي وحول ما تردد ان هناك نجوما تنازلوا عن أجورهم قالت: أجور جميع نجوم الحفلات مرتفعة.. والمهرجان لا يسدد الأجور المتعارف عليها بحفلاتهم الأخري خارج دار الأوبرا.. وهم وافقوا علي أجورنا الرمزية وان كانت تعتبر باهظة علينا أيضاً. ولكن هناك نجوما شاركوا في الحفلات مجاناً.. ولم يأخذوا أي أجر مثل النجم التونسي صابر الرباعي.. ونجمة الغناء في مصر أنغام حيث رأت أنها أجور بسيطة بالمقارنة بما نأخذه من أجر في الحفلات الأخري في مصر والدول العربية. وأضافت: حفلات المهرجان تقام كل عام بالقاهرة والإسكندرية منذ سنوات وذلك حتي لا نتعب جمهور الموسيقي العربية بالسفر إلي القاهرة.. وبعد افتتاح أوبرا دمنهور انضمت أيضاً إلي المسارح التي تقام عليها فعاليات المهرجان. ونفت د. إيناس عبدالدايم رئيس المهرجان بأن الحفلات لا تتضمن الأعمال التراثية فقالت موضحة: الشكل العام للمهرجان لم يتغير.. فالتراث بداخل الحفلات.. ولكن ليس ضروريا تقديمه في حفلة واحدة فمعظم الأغاني تخطي عمرها 50 أو 60 سنة وهناك فرقة الانشاد الديني قدمت أعمالا تراثية في تلك الدورة علي مسارح الاسكندرية ودمنهور.. والحفلات كانت ناجحة. كما حرصنا علي اقتناء الأصوات المتميزة من كل الفرق ليشاركوا في ليالي المهرجان.. ومعظم ابنائنا يرددون أغاني التراث.. والتي تداخلت في فقراتهم.. ولكن لم تكن هناك حفلة مركزة. التكريمات الضخمة وانتقلت في حديثها للجمهورية إلي العدد الكبير للتكريمات في حفل الافتتاح والذي وصل إلي 16 شخصية تم تكريمها فقالت: اتفق ان التكريمات عددها كبير.. ولكن اللجنة رأت ان معظم الأسماء لشخصيات عمرها كبير في السن.. وفضلت اللجنة تكريمهم في حياتهم قبل ان تنتهي سنوات عمرهم.. كما ان ذلك يبعث البهجة في نفوسهم.. إلي جانب الضغوط من كل جانب في الترشيحات. وحول توصيات مؤتمر الموسيقي العربية التي تصدر كل عام بلا آلية تنفيذ قالت رئيس المهرجان: توصيات المهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية نعلن عنها في حفل الختام وتنشر في الصحف والمجلات.. والمشكلة التي تصادفنا أننا لسنا جهة تنفيذية لتطبيق تلك التوصيات الهامة. فنحن نقوم بعرضها علي الجهات المعنية والمعاهد والكليات الموسيقية.. بل ونبعث بها إلي المجمع الموسيقي العربي لان له دورا في التأثير علي تلك الجهات المعنية.. وهذا العام نرسلها إلي الجهات المعنية في الدول العربية المشاركة في فعاليات المهرجان حتي نحقق فائدة في الخارج قد تؤثر عندنشا.. ولكن من يتابع ذلك هو المجمع الموسيقي العربي. وتحدثت د. إيناس عبدالدايم عن حفل الأوركسترا السيمفوني والذي شاركت فيه بالعزف علي آلة الفلوت فقالت: شارك أوركسترا القاهرة السيمفوني أكثر من مرة في حفلات المهرجان بدورات سابقة أي منذ أيام د. رتيبة الحفني - مؤسسة المهرجان - وأذكر انني شاركت معه بإحدي الحفلات. فهي ليست أول مشاركة له.. وليست بدعة.. كما ان الأوركسترا مصري يستطيع تقديم كل شيء.. وهي مقطوعات ومؤلفات موسيقية مكتوبة.. وعندما يسافر الأوركسترا للخارج يعزف مقطوعات مصرية خالصة حتي لا نحرم ابناءنا المؤلفين من تصدير موسيقاهم للخارج.. والمعروف ان عازف الموسيقي الكلاسيكي قادر علي أداء وعزف أي أشكال ومقطوعات موسيقية في العالم.