لن يموت المصريون من الجوع.. حتي وإن رحل السياح البريطانيون والروس والأمريكان والهولنديون.. ولن تسقط مصر حتي وإن كان سقوط الطائرة الروسية قد تم بفعل فاعل أو نتيجة لعمل إرهابي.. فمصر باقية ما بقيت الدنيا.. وستظل حية خالدة رغم حقد الحاقدين ومحاولات المتآمرين. استباق السلطات البريطانية لنتائج التحقيقات وتأكيدها علي أن الطائرة سقطت نتيجة لتفجير قنبلة كانت بإحدي الحقائب. ومطالبتها بإجلاء سائحيها فوراً من شرم الشيخ. يؤكد أن خيوط المؤامرة قد اكتملت. وأن الحكاية بدأت حين قررت شركتا "إير فرانس" الفرنسية و"لوفتهانزا" الألمانية عدم تحليق طائراتها فوق سيناء بعد ساعات فقط من سقوط الطائرة. وتم تسريب معلومات تقول إن الطائرة قد انفجرت في الجو. وأن الأقمار الصناعية التقطت وميضاً حرارياً للطائرة قبل لحظات من سقوطها.. وكأنه سيناريو محكم يدرك كل طرف فيه دوره ويحفظه جيداً وبدأ تأديته بإتقان. المؤامرة التي أميل لتصديقها تقول إن التدخل العسكري الروسي في سوريا قد أغضب قادة التحالف الغربي الذي اتخذ من محاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا ذريعة لبقاء قواعده العسكرية في المنطقة. وادعي أن القضاء علي هذا التنظيم الإرهابي يحتاج إلي سنوات طويلة.. لكن التدخل العسكري الروسي حقق خلال أيام إنجازات عسكرية فشل التحالف الغربي- متعمداً أو متخاذلاً- في تحقيقها علي مدار شهور طويلة. ثم تلاقت وجهتا النظر المصرية والروسية في ضرورة الحفاظ علي وحدة الأراضي السورية وعلي أهمية دعم الجيش السوري حتي لا تسقط الدولة السورية مع البحث عن حلول سياسية للأزمة. ووقف تدفق السلاح للجماعات الإرهابية والتنظيمات المتناحرة التي تحمل أجندات مختلفة ولا يهمها الحفاظ علي وحدة وتماسك الدولة السورية. من هنا فإن فكرة الانتقام من روسيا علي الأراضي المصرية سيحقق ضربة مزدوجة للطرفين. ويصب في مصلحة الحاقدين والكارهين لاستقرار مصر وأمنها والمتآمرين علي اقتصادها ومصالحها. والشامتين في تعثرها ومصائبها. نظرية المؤامرة التي نميل إلي تصديقها تطرح مجموعة من الأسئلة التي لا نجد إجابة عنها. وهي: - هل إسقاط الطائرات المدنية بركابها هو الأسلوب الذي يستخدمه تنظيم داعش في عملياته الإرهابية في العراقوسوريا وليبيا؟ - وهل يملك التنظيم الإمكانيات الفنية واللوجيستية والمخابراتية التي تؤهله لتخطيط وتنفيذ مثل هذه العملية؟ - ولماذا لم تخبر المخابرات البريطانية السلطات المصرية بوجود اختراق أمني في مطار شرم الشيخ قبل العملية إذا كانت بالفعل علي علم بها؟ ولماذا لم تنسق معها بعدها؟ ولماذا لم ترسل المعلومات التي تملكها لفريق التحقيق الحالي؟ - ولماذا كل هذه الضجة في الإعلام الغربي رغم حدوث مئات من العمليات الإرهابية التي يرتكبها تنظيم داعش يومياً؟ وسواء صدقت تلك المؤامرة أو كانت من صنع الخيال. فإن حادث الطائرة وتداعياته وتلك المؤامرة ونتائجها. قد وضع المصريين في اختبار جديد. وحملهم مسئولية كبيرة تجاه الوطن. ليثبتوا للعالم أن مصر لن تسقط. وأن الجماعات الإرهابية والحاقدين والمتآمرين لن يتمكنوا من النيل من استقرارها وأمنها. وأن رحيل السياح البريطانيين والروس والأوروبيين من شرم الشيخ لن يدفع مصر لإعلان إفلاسها. وأن سقوط طائرة في سيناء- حتي ولو كانت بفعل فاعل- لن يدفع مصر بالتفريط ولو بحبة رمال من هذه الأرض المقدسة. هذه المسئولية تقع علي عاتقنا جميعاً.. حكومة وشعبا.. جيشا وشرطة.. فنانين وصحفيين وإعلاميين.. مستثمرين ورجال أعمال. والمطلوب من الحكومة وضع برامج عاجلة لمعالجة تداعيات الأزمة. وتنظيم حملات إعلامية دولية تؤكد علي أمان مصر واستقرارها. والتحرك الفوري لوزارتي السياحة والخارجية وسفاراتنا بالخارج لشرح الأوضاع في شرم الشيخ. وعلي المصريين الذين اعتادوا قضاء إجازاتهم خارج مصر أن يتحملوا مسئوليتهم الوطنية ويتجهوا لشرم الشيخ والغردقة بدلاً من السفر إلي باريس ولندن وروما. أما الشامتون الذي اعتادوا الخروج من جحورهم علي رائحة المصائب. فهم أحقر من أن نرد عليهم.