اليوم أتي تصويت جماهير الشعب لمن يختارونهم في بعض المحافظات لتمثيلهم لعضوية مجلس الشعب القادم للمرحلة الأولي وهنا لابد أن نقف طويلاً متأملين ما يجري في جميع المحافظات. لقد شاهدنا في الأسابيع الماضية تزيين الساحات والشوارع بصور وأسماء المرشحين لمجلس الشعب من جميع الفئات والقوائم. حاولت استيضاح الأمر من عامة الشعب وعلي المستوي الشخصي وأفراد أسرتي علي مستوي جميع الأعمار.. وكان التساؤل علي مَنْ سنختار؟ ولماذا؟ وهل لدينا الوعي ببرامج تلك المجموعات والأفراد علي مستوي الحي الذي نقطن به. علي مستوي الأرياف كان بعض المرشحين يجوبون القري والنجوع محاولين توضيح موقفهم من برامجهم لمساعدة المواطنين علي حل بعض المشاكل والتي تتركز في التأمين الصحي أو مساعدة الشباب علي العمل وتقليل البطالة. أو تحسين الخدمات التعليمية والصرف الصحي أو تواجد مياه الشرب النظيفة لبعض القري والنجوع وهذه الأمور كلها ليست الجوهر الحقيقي لخدمة عضو مجلس الشعب. فدور عضو مجلس الشعب الحقيقي هو التشريع والتقنين لأمور الدولة ومساءلة الحكومة عن مدي التقدم الذي تحرزه.. مع حل المشكلات واتخاذ القرارات لمصلحة المواطنين مع محاسبة المقصرين مهما كان وضعهم. ولكن كانت المفاجأة الكبري بالنسبة لي في الأحياء الكبري مثل الجيزة والسادس من أكتوبر. لقد كثرت الأسماء ولوحات المرشحين دون معرفة هويتهم ومستوي تعليمهم وما هي البرامج المقترحة التي يقدمونها للناخبين. سألت مجموعة من الشباب في أحد الأندية الكبري ماذا تعرف عن المرشح الذي سوف تعطيه صوتك؟.. وكانت المفاجأة أن لا أحد منهم يعرف أي شيء عن هؤلاء المرشحين ولكنهم سيختارونه للصداقة أو القرابة ولكن المعرفة العميقة لهذا المرشح لا تتوفر. هنا كان سؤالي كيف سيكون عضو بمجلس الشعب الجديد دون معرفة هذا المرشح للمواطنين الذين يتطلب منهم اختياره؟. كان لابد أن يتعرف الناخبون علي المرشحين والتأكد من شخصياتهم وقدراتهم علي خدمة المواطنين. بالطبع لدينا بعض التفاؤل عن وعي بعض الجماهير للمرشح والتعرف علي برنامجه من خلال الدخول علي الإنترنت ولكن ليس كل مواطن يملك كمبيوتر. كل ما نأمله هو أن يكون الله في عون مصر وحكومتها في السنوات القادمة مع مجلس الشعب القادم. ونحن نطلب من أعضاء مجلس الشعب القادم أن يعرفوا أنهم أبناء مصر وليسوا أبناء دوائرهم وعلي الأحزاب أيضاً عدم التناحر علي المقاعد والسعي للتربح من عضوية البرلمان من خلال مقعدهم في البرلمان القادم. ولن ننسي أن الشعب مراقب جيد علي أعضاء مجلس الشعب حتي لا يستغلوا مناصبهم للتربح وليس خدمة الناخبين.