بعد أكثر من خمس سنوات.. من "رهان آثم.." علي..:- - الفوضي. - الإرهاب.. - القتل والتخريب.. - وإثارة الفتن والنزاعات - المحلية والاقليمية - - وبعد الترويج. والتحريض. والتمويل للحرب بالوكالة.. هل بعد هذه السنوات الخمس.. وما حفلت به وامتلأت.. بالجرائم. والمذابح. والصراعات والاقتتال. وبعد ما أسفرت عنه.. من أعداد لا حصر لها من الضحايا. ومن المصابين.. فضلا عن المشردين. الذين لا ملجأ لهم ولا مأوي.. بالاضافة إلي حجم الخراب والدمار.. الذي لحق بالعديد من المدن والقري. في مختلف الدول التي وقع الاختيارعليها.. لتكون "مسرحا.." لمخططات وأهداف.. المدبرين والمتآمرين من القوي الدولية والاقليمية علي السواء. هل بعد "ما جري..".. وما تم تنفيذه من جرائم..:- * اقتنع "المتآمرون..".. بأن هذا الأسلوب.. وهذا السلوك.. لن ينال فقط الأهداف التي خططوا لها.. ونفذوا عملياتهم ضدها.. * أم أن الوقائع. والنتائج.. قد كشفت لهم.. ان "الرهان.." علي الفوضي.. وعلي التخريب والتدمير.. وعلي القتل والاغتيال.. لن تقف عند الحدود التي خططوا لها.. وعند الجرائم التي دبروها ضد "البشر..".. وضد الأرض والممتلكات.. وأن الفوضي.. والجريمة.. والعنف.. لابد وأن تنال.. المدبر.. وتنال الفاعل.. بنفس القدر.. ومن نفس "النوع.." والأسلوب الذي.. حاكه. وصنعه وحرص عليه.. المدبرون. والمتآمرون. *** من يشكك في هذه النتيجة.. عليه أن يشرح لنا.. ما تعرضت له العاصمة التركية "أنقرة.." مؤخرا.. عليه أن يفسر طبيعة العملية العسكرية التي استهدفت "تجمعا من أجل السلام.." والذي راح ضحيته "97 قتيلا.." وإصابة 240 جريحا. ويفسر لنا. وفي نفس الوقت.. المعني والمدلول. الذي أراده تنظيم "داعش.." وهو يعلن عن الجريمة.. ويقول.. "انه سعيد بالحادث..".. ومباركة التنظيم.. داعش.. لنتيجة المجزرة.. وقوله "ألف مبروك..".. وانه كان يتمني مقتل كل من شارك في التجمع الذي خرج داعيا للسلام. ذلك في الوقت الذي خرجت فيه.. جمعيات مدنية.. وأحزاب سياسية. في تظاهرات بعدد من المدن التركية. خاصة في أنقرة.. واسطنبول.. وأزمير.. وفان.. احتجاجا علي العملية الإرهابية.. ليس هذا فقط.. بل قامت هذ المظاهرات بترديد الهتافات ضد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".. ووصفته بأنه "القاتل.." والمسئول عن هذه المجازر.. وأن أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية..".. هما المستفيد الأول لهذه العملية الإجرامية.. بهدف استغلالها في إعلان الطوارئ بالبلاد.. وتأجيل العملية الانتخابية.. هذه الصورة المعقدة والمركبة والمتناقضة.. ألا تكشف لنا مدي "الجرم..".. الذي اقترفه أردوغان وحزبه ونظام حكمه ضد "بلده تركيا..".. وضد شعبه.. وضد جيرانه. والدول المحيطة.. وعلي رأسها مصر. فالمعروف وباليقين.. أن "داعش..".. صناعة أمريكية - تركية - قطرية.. وأن عمليات التدريب.. والتمويل.. والتسليح.. وكذلك الهجرة غير الشرعية ومن مختلف المناطق والأقطار.. كان يتم تدبيرها وتجميعها وتأهيلها بأيد وتسهيلات مركبة.. وتسليح أمريكي.. وتمويل قطري.. وكان المعبر الآمن والرئيسي هو تركيا.. لاسقاط النظام في سوريا وتفكيكها ونشر الفوضي في أرجائها.. فضلا عن فتح الطريق أمام العصابات الوافدة للوصول إلي "الفراغ الليبي".. ولمحاصرة مصر.. ماذا حدث "اذن..".. وكيف تحولت تركيا نفسها إلي هدف سياسي.. بحيث أصبحت مفعولا به.. لا فاعلا أصليا. وبماذا نفسر هذا "التراجع الأمريكي..".. الذي يغض الطرف عما يجري.. وإذا تحرك كان تحركه.. مترددا.. ومتناقضا. فهو تارة يدعم "داعش.." في منطقة.. ويوجه إليها في نفس الوقت. ضربات "لينة..".. في مناطق أخري. *** إن حالة من الفوضي السياسية.. وحالة من التناقض والتضارب.. تجتاح العالم.. ليس فقط ما يخص الشرق الأوسط.. والمنطقة العربية.. بل يتجاوز الأمر حدود الاقليم.. ويتوغل في آسيا الوسطي.. حيث تتداخل وتتعارض المصالح والسياسات.. ليس فقط بين دول الإقليم.. ولكن تمتد لتشمل "استراتيجيات..".. ونفوذ ومصالح القوي الكبري أيضا. فها هي روسيا تخرج عن حيادها.. وعن سكونها.. وتتدخل بقوة عسكرية.. فاعلة. ونافذة.. جويا وبحريا.. وحتي بريا. ها هي روسيا تقوم بغارات جوية مؤثرة.. ضد القوات والعصابات التي أقامتها ودربتها وسلحتها أمريكا والغرب. وبدعم غير مسبوق من تركيا وقطر.. لتفكيك المنطقة.. ودفع سوريا إلي مصير العراق وليبيا والصومال. وأمام هذا النشاط الروسي الفاعل والمؤثر. نجد الطرف الآخر. الأمريكي - الأوروبي والتركي.. يحاول لم "الشمل..".. الذي أصابه "العطب..".. وأصابه التفسخ. والفوضي والاقتتال.. والولايات المتحدة بموقفها "الغامض..".. أو المتواطئ.. وبقيادتها المترددة والضعيفة كما يتحدث عنها حلفاؤها الأوروبيون.. يمكن أن تكون "شريكا.." سريا "لروسيا..".. وهي تمارس هذا الدور الفاعل والمؤثر علي مجري الأحداث في منطقة الأزمة. وهل أدرك الأمريكيون.. أن استمرار الفوضي والاقتتال بين دول المنطقة وشعوبها.. يمكن أن يقود أو يؤدي إلي..:- حالة من الفوضي.. لا ضابط لها.. ولا رابط.. وأن التدخل الروسي العسكري.. ضد داعش.. وضد العصابات المسلحة. المنتشرة في سوريا.. وفي العراق.. وفي ليبيا.. وفي غيرها يمكن أن يوقف هذا التحرك السريع في اتجاه "الفوضي الشاملة..".. وأن الغارات الروسية "المؤثرة..".. سوف تقضي علي بقايا المخطط الأمريكي. الهادف. إلي تمكين خلايا وعصابات ما أطلقوا عليه "الإسلام الراديكالي.." خاصة بعد أن فقدت واشنطنوتركيا وغيرهما السيطرة أو التحكم في هذا التيار المتنامي. وخاصة بعد أن أصبحت "الهجرة الجماعية والكثيفة..". لأعضاء وجماعات هذا التيار. إلي أوروبا والغرب.. عملية مرعبة ومخيفة.. خصوصا وأنه لم يعد من السهل التعرف وبدقة علي فاعلي ومحركي وقادة هذا التيار.. وأن النشاط العسكري والسياسي الروسي.. والذي "يفرد..".. أذرعه علي امتداد المنطقتين الملتهبتين.. الشرق الأوسط.. وآسيا الوسطي.. يفرد أجنحته.. ويوسع نفوذه السياسي والعسكري.. ليكون هو الضمان وصمام الأمان. ويكون "الضامن..".. والمتحكم في مناطق يجري دفعها نحو عدم الاستقرار. *** في هذا الإطار.. يتحدث "ايفان كراستيف..".. في مقال له بجريدة النيويورك تايمز الدولية.. عن أن أوروبا.. يمكن أن تقبل بالدور العسكري والسياسي الروسي.. وتقبل "بروسيا القوية.." في هذه الفترة الصعبة.. كضامن للاستقرار.. حتي وان جاء هذا القبول بالتحرك الروسي علي حساب..:- تراجع أوروبا عن قيمها.. وعن طموحاتها السياسية. وأن التحرك الروسي النشط.. إنما هو بمثابة "درس.." للولايات المتحدة قد يمكنها من التمييز في دراسة وتحليل السياسات الدولية القائمة خاصة في آسيا الوسطي.. ليس بالضرورة للشرق الأوسط. هذا الوضع الدولي والاقليمي المعقد والمتداخل والمطرب يستوجب الحيطة والحذر من جانب مصر. ويتطلب التحرك النشط مع دول المنطقة العربية.. والدول الصديقة من أجل التعرف الواعي والمعمق علي التحركات الدولية التي توحي بمؤشرات مختلفة.. بعضها إيجابي.. ومعظمها سلبي. ولاشك أن المصالح المتضاربة والمتداخلة.. لدول العالم الثالث المتوسطي والآسيوي تحمل الكثير من العناصر الإيجابية التي يمكن أن تكون في صالح مصر والدول العربية.. إذا ما استطعنا أن نوظف ونستغل هذه العناصر بشكل فعال.. خلال مرحلة غاية في الصعوبة وفي التعقيد. ذلك أن الأطراف الدولية.. وجميعها تقريبا.. وبلا استثناء تمر بحالة ركود اقتصادي.. وتفسخ سياسي.. لا يسمح لها بالعمل وبالفعل المؤثر. فالكل في حاجة إلي التفاهم.. وإلي التعاون.. وإلي العمل المشترك.. وليسوا في وضع يفتح الأبواب للمواجهة والصراع. خاصة وقد أثبتت السنوات الأخيرة.. والأوضاع المعقدة.. أن الفوضي.. وأن الإرهاب والتخريب وإثارة الفتن.. وتجنيد المجرمين.. لا تصنع تقدما.. ولا ينتج عنها.. إلا المزيد من الفوضي والمزيد من العنف ومن القتل.. ولا رابح ولا عائد إلا الخراب والدمار.. والذي قد يدفع الجميع إلي الحرب.. حرب عالمية.. لا تبقي ولا تذر.. وهذا هو الدرس الذي يجب علينا جميعا.. استيعابه..