منذ سنوات طال أمدها وكتبنا ليس علي غش الأدوية فحسب ولكن الأخطر أن تنتج الأدوية من شركاتها وليس بها المواد الفعالة التي تظهر نتيجة العلاج بعد تناوله في غياب لدور هيئة الرقابة والبحوث الدوائية وغض بصرها عما يحدث وعما يقال فلقد استمراً الجميع النوم في العسل.. فشركات الأدوية تحقق أرباحاً تفوق تجارة المخدرات والكل رابح.. وذلك بعد أن ارتأوا أن العملة الصعبة لا تتوافر لاستيراد المواد الفعالة من الخارج في ظروف استثنائية انتهت ومضت وحين لم تنتج الأدوية واختفي وجودها من الأسواق قرابة ال 900 دواء منها أدوية حاكمة للحياة وهاجت الدنيا وماجت. تفتق الذهن بعدها عن أن تنتج الأدوية وبها القدر اليسير من مادتها الفعالة وذلك في الشركات التي قد يوجد فيها قدر من الضمير. أما البقية الباقية فتنتج الأدوية الغالية الثمن وبتوكيلات شركات لها اسمها العالمي. وتكتب للمريض ولا أي استجابة لشفاء ويدوخ المريض وأهله وتستنفد كل طاقتهم المادية بين تحاليل وأشعات وتشخيصات مختلفة يظن بها أهل المريض والمريض أن به مرضا يستعصي علي الاستكشاف ويلفون ويدورون في منظومة الطب التي كتبت فيها القصص ومات فيها من مات ولا محاسب ولا مجيب ولا حق يستبين للناس وأصبحت دوامة الصحة والمستشفيات والعلاج الشغل الشاغل للحكومات. ولأن المنظومة كلها متكافلة تكافلاً تاماً لا يسمح بإظهار حق أو إقرار حقيقة. أصبحت المشكلة هلامية لا تجد لها حلولاً ولا حساباً ولا إصلاحاً فنقابة الأطباء تناصر أطباءها ظالماً أو مظلوماً؟ إن أبسط أنواع الدواء التي تشفي الصداع الواضح للمريض تأخذها فلا يذهب منك الصداع ويسألونك في أرقي صيدليات البلد "هل تريد النوع المحلي أو المستورد؟؟" ولأن صحة الإنسان وآلامه أهم عنده من مال الدنيا فإن السؤال يحدد الاختيار فمضمونه أن الدواء المحلي لن يغني أو يشفي مرضاً ولذا ولو ستستدين ثمن العلاج فستأخذ المستورد؟؟ وتعطيك الصيدلية ورقة البيع ليس بها لا اسم الدواء ولا ثمنه إنما مكتوب بالانجليزية SPESES مثلاً وذلك تهرباً من الضرائب؟؟ لماذا؟؟ وأقسم لكم هذا ما حدث طلبت أمبول فيتامين ب من أشهر صيدليات البلد وسألني السؤال التقليدي "محلي ولا مستورد؟؟" وحيث إن آلام الأعصاب هائلة نتيجة مرض السكر طلبت المستورد ظناً مني أنه إذا كان الامبول أغلي امبول مصري ب 5 جنيهات سيكون المستورد ب 20 جنيهاً مثلاً!! وحتي أفوق من آلامي طلبت أن يحضر من يعطيني الحقنة.. وحضر المندوب وأعد الحقنة ووضع الأمبول في السرنجة وأخذتها. وحين أخذت منه البون لسداده كانت الصدمة أن السعر 150 جنيهاً!! أكررها كتابة حتي لا تظنوا أنها خطأ مطبعي.. أمبول فيتامين B12 ثمنة مائة وخمسون جنيهاً مصرياً!! جن جنوني واتصلت بالصيدلية الكبري لئلاً يكون خطأ محاسبي؟؟ وهالني تأكيده أنه ثمن الامبول مع أسلوب مترفع قائلاً مش إنت قلت عايز المستورد يادكتور؟؟ والتزمت الصمت فقد شربت المقلب وانتهي الأمر وليس لدي مستند منهم واضح فيه أن أبو 150 جنيها هو أمبول واحد فيتامين "ب" 12 حجمه ثلاثة سنتيمرات؟؟ كي اجأر بشكواي لطوب الأرض وأولهم الضرائب التي لا تأخذ حقها إلا من المنبع من مرتب الموظف الغلبان؟؟ ويستطيع لو فيه سائل أو مسئول منهم أن يتصل بي وأعطيه اسم الصيدلية الشهيرة بسلاسلها ويذهب لطلب الامبول المستورد؟؟ ويأخذوا حق الدولة والمواطن منهم. ليتها وقفت عند هذا الحد انتظرت أن يأتي الأمبول المعجزة بأي نتيجة ولو 1% ولا فائدة!! وتأكدت أن المنطق في تجارة الأدوية هو "من لم يرض بقضائي.. فليخرج من تحت سمائي". أعلم أن الوطن به من المشكلات والفساد وضياع الحقوق ما ينوء بحمله الجبال وأن رئيس الدولة يجوب العالم شرقاً وغرباً ليرفع من شأن مصر؟؟ ويحارب في كل الجبهات في الداخل والخارج حروباً عسكرية وحروباً علي الفساد وحروباً علي المؤامرات ويقود سفينة الوطن بدفة ربان حكيم الرؤية والرؤي للوصول بالوطن لبر الأمان لكن أليس هناك من يتصدي في كل وزارة أو مؤسسة لمشكلة واحدة بنفس أسلوب زعيم الدولة وبذلك تكتمل منظومة النجاح التي يستشعرها المواطن؟؟ الصحة والدواء هما أغلي ما يلمسه المواطن البسيط نجاحاً لو تحقق حين يأتي بدواء كحة لطفله فيشفي أو يتناول قرصاً للصداع فتهدأ آلامه. لكن أين تتبقي الثقة لو لم يحدث ذلك؟؟ اللهم هل بلغت اللهم فاشهد