هل تعتقد أن تفريطك في كرامتك مع الآخر.. يجعلك تحتفظ به.. وأن التغاضي والتغافل هو طريقك لكسب وده.. ومجرد محاولة إيقافه عند حده تعني أنك ستخسره. إذا كانت هذه فكرتك عن العلاقات.. فلك أن تعلم عدم صلاحية الفكرة للتعامل حتي بين أفراد البيت الواحد.. وأن تفريط شريك في حقوقه واحترامه عند الآخر يعني بداية الانفصال.. فلا المفرط يتحمل ولا المعتدي سيكف حتي يصل الأمر للنهاية الأكيدة. الكلام بمناسبة المرأة السعودية التي اعتدت بالسب والضرب علي ضابط أمن المطار.. هي وصلت متأخرة عن موعدها والمفترض أن تقف مع الآخرين مكانها في الطابور.. إلا أن طائرتها كادت تقلع فطلبت من الضابط الدخول وطالبها بالألتزام.. وكما جاء في باقي الخبر.. انها امسكت بشنطتها وقذفتها في وجه أمين الشرطة المجاور للضابط فأصيب. الواقعة تحمل الكثير مما لنا وما علينا. نبدأها بأن الراكب لابد أن يحترم مواعيده وقواعد التعامل ولا ينسي إنسان من كان أن الاختلاف له آخر.. قد نتبادل الحوار.. نتوقف عنه.. نطلب عون طرف ثالث مهم في الموضوع مثار الجدل ونتقبل حكمه.. لكن أن تكون النهاية شتائم وضرب فهذا سلوك غير مقبول ولا يمكن التهاون في عقاب فاعله.. ينطبق هذا علي ما يحدث في المطار أو أي مكان آخر.. وعلي مواطن مصري أو حامل لجنسية ثانية ومدي حبنا لهذه البلد التي أتي منها من عدمه.. بل إن قربنا من أبناء بلد ما ليس دافعا بحال للتغاضي عن عقاب المخطئ منها فهذا يكرر الأخطاء ويزيد التمادي من كل ضعيف نفس وفي النهاية سنصل لعقاب كبير علي جريمة أكبر لأننا عملنا أنفسنا حبايب ونريد أن تعدي الأمور.. فتتعقد وتتأزم. ولو لم تعاقب المرأة السعودية فلماذا تم الحكم علي ¢ياسمين النرش¢ والأهم كيف سنحكم أي إساءة أو تجاوز وتعدي فيما بعد.. اننا بذلك نعلق علي مداخل بلدنا دعوة مفتوحة لكل دول صديقة.. ¢اعتدوا علينا ادعوا مواطينكم لبهدلتنا ولن نحاسبكم لأننا علي علاقة طيبة بكم¢. كان علي الراكبة الالتزام بالأخلاق قبل المواعيد.. ولو فعلت نفس الشيء في بلدها سيحاسبونها.. ثم إنها حين اعتدت علي أمين الشرطة وليس الضابط فهي متحكمة في أعصابها.. وان كان الكل عندنا سواء ولا تقلل الرتبة من جرم الاعتداء. وعلي الإنترنت قرأنا الآراء.. فمن قائل إن لو كانت مصر تريد تدعيم علاقاتها بالسعودية ستذكر الأخبار إنها إمرأة خليجية ويتم استرضاء الضابط.. وفي حال العكس سنجد تسابق البرامج في جمع اللمة مع كلمات متشابهات لإدانة تلك السعودية. والأسوأ هو من يشير لوجود بعض من يقبلون المال مقابل تحرير هذه الحالات. بالمناسبة يحدث في سفريات كثيرة ظروف قاهرة للتأخير وبشرحها لضابط الأمن يتفهم ونلحق بالطائرة. باختصار عليهم اللوم حين يظنوننا سنفرط في كرامة أي مصري.. وأنهم لن ينالهم العقاب اعتمادا علي محبة بلدين أو إدعاء بقبول البعض للرشوة. وعلينا ألا نقبل المساس بالكرامة.. ومن ناحية أخري أن نعيد الفرز عن كل مرتش أساء لسمعتنا بالذات علي باب مصر.. فالحكاية ليست بلدا ولا إمرأة إنها الكرامة.. وهي مصر.. وهو ما.. علينا.