ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس بالنشاط العسكري الروسي في سوريا. معتبرا إياه ¢تصعيدا مقلقا¢. في وقت تكثف موسكو ضرباتها دعما لنظام بشار الأسد منذ أسبوع. وقال ستولتنبرج للصحفيين لدي وصوله للمشاركة في اجتماع لوزراء الدفاع ال 28 للحلف الأطلسي في بروكسل أن الحلف سيعمل علي تقييم آخر التطورات وانعكاساتها علي أمن الحلف. وأضاف هذا واضح نظرا للانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي للحلف الأطلسي من طائرات روسية. وأضاف شهدنا ضربات جوية وإطلاق صواريخ وشهدنا عمليات اختراق للمجال الجوي التركي. وكل ذلك يدعو بالطبع إلي القلق. عبرنا عن هذا القلق ونبقي علي اتصال وثيق مع السلطات الروسية. كما أكد علي وجود حاجة أكبر من أي وقت مضي إلي مبادرات لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا. وردا علي سؤال عما إذا كان الحلف الأطلس مستعدا لدرس إمكانية توسيع مهمته علي ضوء القصف الصاروخي الروسي الأخير. قال ستولتنبرج إن الحلف الأطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا. ميدانيا أعلن الجيش السوري لليوم الثاني علي التوالي أمس عن بدء هجوم واسع علي مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة في ريف حماة. بغطاء جوي من الطائرات والبوارج الحربية الروسية. وغداة نقل التليفزيون السوري عن مصادر عسكرية قولها إن القوات الحكومية بدأت العملية البرية في حماة. خرج رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري. العماد علي عبدالله أيوب. في تصريحات تليفزيونية ليعلن عن هجوم جديد. وردت المعارضة بتأكيد تحويل ريف حماة إلي ما وصفتها ب ¢مقبرة دبابات¢ بعد تدمير العديد من الآليات التابعة لقوات النظام التي قالوا إنها تحركت بغطاء جوي روسي. وذكرت شبكة شام أن الريف الشمالي لحماة تعرض لقصف عنيف بمئات الصواريخ والقذائف أعقبتها محاولة تقدم عسكري رد عليها مقاتلو المعارضة بتدمير عدد كبير من الآليات والعربات والدبابات والعتاد والذخائر إضافة لمقتل وجرح العشرات من جنود النظام. وأشار الائتلاف الوطني للمعارضة السورية. المظلة الأكبر للمعارضة. إلي أن خسائر قوات النظام في ريف حماة خلال الهجوم تجاوزت 20 آلية بينها 11 دبابة و5 عربات وتدمير منصات صواريخ.. ونقل الائتلاف عن مستشار الجيش السوري الحر. أسامة أبو زيد. ان العملية تمت بغطاء جوي روسي. ورأي أن ذلك يؤكد نوايا التدخل العسكري الروسي في المحافظة علي نظام الأسد وليس محاربة تنظيم داعش. الذي أكد أنه لا وجود له علي الإطلاق في ريف حماة. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" أنها غيرت مسار طائراتها الحربية المحلقة في الأجواء السورية كي تتجنب الاصطدام بنظيراتها الروسية أثناء تنفيذ مهام عسكرية في سوريا. وقال المتحدث باسم الوزارة جميس ديفيس في الموجز الصحفي نحن نواصل تنفيذ عمليات في العراقوسوريا وقد اتخذنا إجراءات لتغيير مسارات الطائرات بحسب الضرورة حينما تقتضي الحاجة الجوية لذلك. وأضاف لقد اتخذنا بعض الإجراءات لضمان عدم تصادم الطائرات. موضحا أن هذه العملية مشابهة لتلك التي تستخدمها أبراج المراقبة الموجودة في الولاياتالمتحدة والتي تعمل علي منع تصادم الطائرات مع بعضها بعضا. وقد أشار ديفيس إلي حادثة من هذا القبيل حيث قال إن طائرة حربية أمريكية كانت علي بعد عشرين ميلا من أخري روسية اضطرت إلي تحويل مسارها في الأجواء السورية حتي لا تقع مواجهة بين الطرفين. دون أن يقدم تفاصيل أخري. وشدد علي أن بلاده مستعدة لخوض حوار متواصل مع الروس لضمان ألا تتسبب العمليات الجوية في أي حادث مؤسف ناجم عن سوء فهم. من جهة أخري أكد ديفيس أن أغلب الجهود العسكرية الروسية تتركز علي أهداف لا علاقة لها بتنظيم داعش في الغرب السوري. لكنهم مع ذلك يحلقون في مناطق أخري من سوريا مثل أقصي الشرق. فيما نشر ناشطون أكراد علي موقع يوتيوب فيديو يظهر فيه صاروخين مجنحين يطيران بسرعة خارقة فوق أراضي تابعة لإقليم كردستان العراق متجهين نحو الأراضي السورية. ويعتقد أن هذين الصاروخين هما من مجموعة الصواريخ المجنحة التي أطلقتها سفن حربية روسية تابعة لأسطول بحر قزوين نحو مواقع تنظيم داعش الإرهابي. وكتب ديميتري روجوزين نائب رئيس الوزراء الروسي تعليقا علي قصف مواقع داعش من بحر قزوين في حسابه علي موقع تويتر أمس هدية لداعش لحفر القبور. وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد كشف عن أن سفنا روسية قصفت صباح الأربعاء مواقع داعش في سوريا من بحر قزوين. حيث أطلقت تلك السفن 26 صاروخا عالي الدقة قطعت مسافة 1500 كلم. وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في ظهور له مع نظيرته الإيطالية روبرتا بينوتي في روما: لسنا علي استعداد للتعاون حول استراتيجية - كما أوضحنا - معيبة بشكل مفجع من جانب الروس.. ومع ذلك لا تزال الإدارة الأمريكية تعمل علي وضع الخطوط العريضة لحماية حلفائها في سوريا أو لمواجهة موسكو. بحسب قوله. وأكد جون ارنست. السكرتير الصحفي للبيت الأبيض. ان سوريا لن تتحول إلي حرب بالوكالة بين روسياوالولاياتالمتحدة. لن يتناسب هذا بالتأكيد مع مصالحنا. وفقا لما نقلته الصحيفة. ونفي السفير السوري في موسكو وجود قوات برية روسية تقاتل علي الأرض. معتبرا أن الدور العسكري لموسكو يقتصر علي الدعم الجوي. ولكنه أكد أن الضربات لا تقتصر علي داعش بل تشمل تنظيمات معارضة وصفها بالإرهابية في حين رد المعارضون بتحويل ريف حماة إلي ما وصفوها ب ¢مقبرة الدبابات¢ عبر إفشال أول هجوم بري سوري مدعوم بالطيران الروسي. من جانبه. نفي السفير السوري في موسكو. رياض حداد. وجود عمليات برية مشتركة للقوات السورية والروسية علي الأراضي السورية. وقال إن ما تنقله وسائل الإعلام غير صحيح. وأن الموجود هو تغطية من الجو من قبل القوات الجوية الروسية. أما القوات العاملة علي الأرض فهو الجيش السوري فقط. وكان حداد قد قال قبل ذلك لوكالة ¢نوفوستي¢ الروسية. إن انضمام روسيا إلي العملية العسكرية في سوريا أربك الإرهابيين لأنهم باتوا يشعرون آثار الضربات الجوية الفعلية علي أنفسهم. وأكد ان الضربات لا تقتصر علي داعش وإنما تشمل أيضا جبهة النصرة وجيش الفتح وجيش الإسلام. بالإضافة إلي مجموعات أصغر منضوية تحت رايتها. وعلي صعيد ردود الأفعال العالمية قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس إنه يجب علي روسيا أن تستخدم نفوذها لمنع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من قصف المدنيين. وأضاف أن التدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية جعل الصراع أكثر خطورة.