مهما تحدثنا عن حرب نصر أكتوبر 1973 وقيمة ما يمثله وما حققه من نتائج مستمرة آثرها حتي الآن بعد مضي 42عاماً فقد يعتبر البعض أن هذا نوع من التغني والافتخار بالماضي والاعتزاز بما فعله الأجداد.. وربما أن ما قاله الإسرائيليون أنفسهم وما فعلته الحرب وأثره النصر علي المجتمع الإسرائيلي قد يكون الأفضل والأكثر مصداقية إلا أن البعض قد يري أن الاستعانة والاستشهاد بما قاله الإسرائيليون وما فعلته الحرب فيهم أمر طبيعي لمفاجأة الحرب التي هزت الجميع ولكن أن يتذكر الإسرائيليون حرب أكتوبر ويتحدثون عنها بنفس المرارة والقسوة ويحذرون من تكرارها مرة اخري وبدأت بعد 35 عاماً تكشف علي ألسنة قادتهم وضباطهم وجنودهم وساستهم أسراراً جديدة يتحدثون عنها فهذا يعكس ويجسد بكل وضوح لا مبالغة ولا ليس في ما فعلته حرب أكتوبر فيهم وتأثيرها عليهم حتي بعد مرور 35 عاماً منها. مع اندلاع حرب أكتوبر المجيدة وأثناءها وخلالها وفي أعقابها مباشرة أفقدت حرب أكتوبر الإسرائيليين توازنهم واتزانهم وأصابهم هول المفاجأة ومرارة ما حدث فعبروا عن ذلك صراحة وبكل وضوح. قال ديان وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر:"لم يكن يتوقع أحد حتي صباح يوم الغفران أن تنشب الحرب في ذلك اليوم ولذا لم تبدأ تعبئة الاحتياط قبل ذلك.. لم أفكر أنا شخصياً في أن الحرب ستقع ولم أسمع من أي شخص أن الحرب ستندلع حقاً لقد كنا نشاهد ما يحدث ولكننا لم نفهم ماذا يحدث لامناص من التخلي عن جنود التحصينات فليهرب من يستطع الهرب أما الباقون بمن فيهم الجرحي فليبقوا في التحصينات. أما الجنرال دافيد إليعارز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال الحرب فقال: إن المخابرات العسكرية مسئولة عن إعطاء الإنذار بأن حرباً ستندلع وإذا كان بالإمكان أن نفهم أن القيادة السياسية تقرر استناداً إلي معلومات المخابرات بأن احتمال الحرب ضئيل جداً فكيف يجوز أن يتولد وضع يستحوذ فيه هذا التقويم علي المخابرات العسكرية علي الرغم من المعلومات التي بين يديها. أما الجنرال حاييم بارليف ممثل هيئة الأركان الإسرائيلية في القيادة الجنوبية الجبهة المصرية فقال: كانت لدي مخابرات الجيش الإسرائيلي أنباء ثبت صحتها بشأن الاستعدادات الحربية من جانب مصر ولكن تقويم هذه الأنباء هو الذي لم يثبت صحته. اما الجنرال إسحاق رابين فقال لقد وقع موشي ديان فيما يمكن أن نطلق عليه الانغلاق الذهني. الجنرال جونين قائد القيادة الجنوبية قال لقد اتضح للقيادة الإسرائيلية أن ثمن محاولات الإنقاذ لقواتنا في خط التحصينات الأمامي باهظ جداً وفي لحظة أوقفنا كل محاولات الإنقاذ. أما الجنرال بيرن قائد احدي الفرق المدرعة فقال: إن المصريين يركضون إلي الدبابات يتسلقون ويقتلون دون أن يكون لذلك نهاية وشعرت في مرحلة معينة بأن دفاعنا أخذ في الانهيار. عن تساقط الطائرات الإسرائيلية بفعل شبكة صواريخ الدفاع الجوي المصرية قال المعلق أوري دان.. سلاح الجو الإسرائيلي خسر في الحرب 115 طائرة بينما تحدث المعلق الإسرائيلي إيتان هيعر عن الأعمال الانتحارية التي قام بها جنود الصاعقة المصريون. تأثير الحرب علي المجتمع الإسرائيلي في التسعينيات تحدث الباحث خلدون ناجي معروف في رسالة دكتوراة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن تأثير حرب أكتوبر علي المجتمع الاسرائيلي قائلاً إن الحرب جعلت الخوف هو السمة الأساسية التي تسيطر علي الرأي العام الإسرائيلي وتحدث المخاوف التي كانت سائدة قبل 67 وعادت إلي الذاكرة أحداث المذابح التي تعرض لها اليهود في أوروبا وعاد القلق إلي الشخصية الإسرائيلية وظهرت اتجاهات احتجاجية قادة مظاهرات نتيجة عدد كبير من القيادات واعادة النظر في النظام السياسي وأدت الحرب لظهور قوي سياسية جديدة وتفوق اليمين السياسي بكتل الليكود وتدهور لقوي اليسار وأوضحت الحرب زيف الوهم بأن اعتبارات الأمن تعلو علي اعتبارات الاقتصاد وأدت الحرب ايضا إلي زعزعة ثقة الرأي العام في القدرة العسكرية الإسرائيلية كما أظهرت الحرب كما ظهر في رسالة الدكتوراة غياب عنصر التخطيط في صنع السياسة الخارجية الإسرائيلية لا سيما في جزئها المتعلق بالأمن القومي. ..وبعد 42 عاماً الآن بعد مضي 42 عاماً علي حرب أكتوبر نجد أن هناك مواقع علي شبكة الانترنت لمجموعات من ضباط وجنود الجيش الاسرائيلي ممن شاركوا في الحرب بدأوا يتذكرون ماذا حدث ويتبادلون الذكريات المؤلمة والبعض الآخر من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي أدلوا مؤخراً بأحاديث مطولة بالصحف وشبكات التليفزيون الإسرائيلي حول ما حدث في السادس من أكتوبر عام .73 الميجور جنرال متقاعد حنون شيف كان خلال حرب أكتوبر قائد اللواء الرابع عشر المدرع الإسرائيلي كان مسئولاً عن صد أي هجوم مصري محتمل قال: في حديث لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية حتي اليوم يستيقظ العديد من المقاتلين السابقين في حرب أكتوبر كل ليلة بسبب الكوابيس التي تطاردهم قائلاً كنت أقود وأسيطر علي 56 دبابة بعد أن مر أقل من 24 ساعة لم يبق لدي سوي 14 دبابة.