"الارتباك والتخبط".. "الاهتزاز والتسيب".. عناوين تصف باختصار حال الدراسة.. ودولاب العمل.. داخل الكثير من مدارس الجمهورية.. رغم مرور اسبوعين.. وكأن الجميع "ادارة. مدرسين. طلاب".. فوجئوا بقدوم العام الدراسي.. دون انذار مسبق.. أو صدور قرار معلن..!! تعددت الأسباب.. والفشل واحد.. التي انحصرت في عدم انتهاء أعمال الصيانة.. وانتشار القمامة.. وتدني مستوي دورات المياه. وتهالك الشبابيك والأبواب والمقاعد.. وتحطم الزجاج والأثاث.. وتصدع العديد من الأبنية التي أصبحت آيلة للسقوط.. الي جانب غياب المدرسين وانشغالهم في الدروس الخصوصية.. وعزوف الطلاب عن الحضور.. وعجز المدراء عن تطبيق الجدول الاسبوعي بانتظام..!! لن ينصلح الحال.. وسوف تستمر "محنة" كل عام.. طالما بقي النظام التعليمي علي ما هو عليه.. من تدهور وتراجع وانحدار.. ولن تجدي "درجات الحضور والسلوك" في جذب الطلاب الي المدارس.. ولن تنحسر ظاهرة الدروس الخصوصية مهما أصدر الوزير من قرارات تنظيمية وتربوية.. ولن ينتظم المدرسون في الحضور للفصل.. اذا استمرت المعالجة "بالمسكنات".. دون النظر الي القضية برؤي علمية.. ونظريات عملية.. ودراسات واقعية.. تجتث الأسباب البالية من جذورها.. وتضع نظاما وتخطيطا ومشروعا قوميا.. يعيد للتعليم رونقه ومكانته.. كصانع لحضارة الأمة. "المدرس.. الطالب.. ولي الأمر.. المنهج.. الادارة".. أضلاع العملية التعليمية.. لابد أن يشملهم أوجه النهضة والتحديث والتطوير.. والبداية من المدرس.. الذي يجب اصلاح أحواله المالية.. وتدعيمه اجتماعيا وعلميا حتي يستطيع الاستغناء عن موارد الدروس الخصوصية وبالتالي يستيقظ ضميره.. ويعمر قلبه الايمان والصلاح.. ويعود الي الفصل ممارسا دوره علي أحسن ما يكون. الطالب.. ينبغي أولا تنشئته علي السلوك القويم.. وتلقينه المباديء والقيم.. وتوعيته بدور المدرسة في بناء حاضره ومستقبله.. وهنا لابد أن يشارك ولي الأمر.. ويهتم بتربية الصغار علي الاعراف والتقاليد الحسنة.. ويعمل علي تعريفهم بفضائل وروحانيات الدين الحنيف.. ومتابعة تصرفاته وأفعاله أولا بأول.. ثم لابد من إعادة النظر في المناهج.. وأسلوب عرضها وتقديمها.. لكي تتفق مع أدوات وتطورات العصر. أيضا "الادارة".. التي لزم عليها أن تتدارك الأخطاء والخطايا التي ارتكبتها علي مدي سنين عديدة.. والتي أدت إلي الوضع المزري الذي أصبح عليه التعليم المصري.. ويجب الاستعانة بذوي الكفاءات العلمية. والقدرات المهارية في الاعداد والتنشئة والتعليم.. وصار ضروريا استحداث الأدوات والوسائل.. وبناء مدارس ومنشآت تساير أحدث النظم العالمية.. وتضم كافة النشاطات.. وتتيح للطالب ممارسة هواياته وتنمية قدراته إلي جانب تلقيه العلم والمعرفة. بالتأكيد.. المشروع يحتاج إلي عدة سنين حتي يري النور.. كما يلزمه أموال طائلة للتطبيق والتنفيذ.. وإلي أن يتيسر المطلوب. ويتوفر المراد. ويبدأ التخطيط والاعداد.. فسوف تستمر العملية التعليمية مهترئة ومذبذبة ومتخلفة.. مهما حاول الوزير. وجاهد الخبراء. وناضل المدراء.. لأن "الأساس" ضعيف. والأسلوب عقيم. والبناء متصدع..خال من أصحابه.. المدرس والطالب علي حد سواء..!!