شهدت مراحل حرب الاستنزاف عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس وكأنها تتدرب علي العبور الأكبر العبور العظيم في أكتوبر 73 حيث جاء شهر مارس 69 ليشهد أهم مراحل التصعيد العسكري في حرب الاستنزاف حيث تم إجراء تطعيم لأكبر عدد ممكن من وحدات القوات المسلحة للقتال من خلال معارك رئيسية أو أعمال قتالية وتلك المرحلة التي امتدت لحوالي خمسمائة يوم من مارس 69 حتي 8 أغسطس عام 70 تم خلال الأعمال القتالية بصورة مستمرة وبمعدلات أداء ناهزت من 1 2 قصفة مدفعية يومية وصلت في بعض الأحوال إلي 4 5 قصفة وصاحبها أعمال قتالية أخري كما نفذت تراشقات بالأسلحة الصغيرة وأسلحة الضرب المباشر بمعدل 10 20 اشتباكاً يومياً وكذا دفع 2 4 دورية أو كمين في قطاع كل تشكيل يومياً وتنفيذ 1 2 عمل قتالي تعرض بالقوات أسبوعياً في قطاع كل جيش. كان استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض في 9 مارس عام 69 نقطة تحول وفي 13 مارس قامت عناصر بالإغارة علي نقطة جنوب البحيرات ودمرت النقطة وخطفت أسيراً وأصابت دبابتين. في ليلة 7. 8 يوليو 69 شنت قواتنا ست إغارات ناجحة علي نقط العدو القوية في شمال البلاح والشط كذا الإغارة علي نقطة لسان التمساح شرق مدينة الإسماعيلية وهي النقطة التي استشهد فيها الفريق رياض بقيادة المقدم إبراهيم الرفاعي التي أصاب خلالها 30 فرداً للعدو وتدمير دبابتين أما الإغارة علي نقطة لسان بورتوفيق ليلة 10/11 يوليو فتم خلالها قتل وجرح 40 فرداً وتدمير خمس دبابات وأربع دشم والحصول علي أسير وتزامنت مع إغارة أخري لنسف النقطة القوية شمال الإسماعيلية. ليلة 10/11 أغسطس عام 69 تم تنفيذ غارتين قويتين علي نقطتي الدفرسوار والفردان في وقت واحد واكتشفت القوات المصرية أن أفراد العدو تخلوا عن بعض النقاط القوية ليلاً وما كان منها إلا أن سارعت بنسف هذه النقاط من جذورها وهو ما حدث في شمال الشط وجنوب التمساح والقرش جنوب البلاح. في شهر نوفمبر وديسمبر توسعت أعمال الكمائن النهائية نتيجة لقيام العدو بإيقاف التحركات الليلية تفادياً للكمائن ومع ذلك نجحت 3 كمائن لقواتنا في تنفيذ مهامها في منطقة الشط والجبانات وجسر الحرش. شهد شهر ديسمبر إغارة مشتركة علي نقطتي شمال وجنوب جزيرة البلاح في وقت واحد يوم 6 ديسمبر وقامت القوة التي كانت تقدر بحوالي مجموعة كتيبة مشاة باحتلال الضفة الشرقية للقناة بعد تدمير جميع أهداف العدو واحتياطياته المحلية ومنطقة شئونه الإدارية وتمكنت بالأرض وطلب قائد الجيش الثاني استمرارها في مواقعها علي أن يتولي الجيش تأمين أعمال قتالها ولكن وزير الحربية أمر بعودة القوة حتي لا تحيد عن أهداف تخطيط حرب الاستنزاف وعادت القوة بعد آخر ضوء يوم 7 ديسمبر بعد أن قامت بتثبيت العلم المصري علي المنطقة الشرقية والذي ظل مرفوعاً تحميه نيران قواتنا علي الشاطئ الآخر حتي وقف إطلاق النيران. يوم 14 ديسمبر نظمت قوات الجيش الثاني كميناً نهارياً من إحدي وحدات الجيش في الساعة الخامسة ودمرت عربة جيب متقدمة علي الطريق وقتل أربعة أفراد بها وأسر أول ضابط إسرائيلي في حرب الاستنزاف النقيب دان افيدان وبذلك بلغ إجمالي الإغارات والكمائن خلال عام 69 حوالي 44 عملاً منها 5 في عمق العدو وخلال الشهور السبعة نفذت قواتنا 16 إغارة عميقة في طول الجبهة علاوة علي ثلاث إغارات في الطور وإيلات وكان أهم الكمائن هو الذي نفذه أحد تشكيلات المشاة في المنطقة شمال الشط يوم 19 فبراير عام 70 حيث تمكن من تدمير دبابة وعربتين نصف جنزير وقتل وجرح 15 فرداً. أما كمين منطقة رقبة الوزة شمال القنطرة حتي جنوب بورسعيد يوم 30 مايو فقد نفذ انتقاماً لأطفال مدرسة بحر البقر وشاركت فيه مجموعة من إحدي وحدات المشاة مع مجموعة قتال من الصاعقة بالهجوم علي مجموعة قتال إسرائيلية من 4 دبابات و4 أرتال مدرعة وأتوبيس إجازات حيث تم أسر فردين وتدمير الدبابات وقتل وجرح 35 إسرائيلياً وأطلق علي هذا اليوم في إسرائيل السبت الحزين. ليلة 25. 26 مارس نفذت القوات الخاصة إغارة لتدمير مواقع صواريخ هوك بمنطقة شرق البحيرات. بذلك كانت معارك وكمائن وإغارات حرب الاستنزاف بروفات حقيقية مصغرة لعمليات العبور واجتياز خط بارليف في أكتوبر .1973