* حسناً فعلها "الرئيس السيسي".. وليثبت للمرة الألف بعد المائة.. أن الرجل بعيد النظر ثاقب الفكر.. تملق أو نفاق.. وذلك في كلمته التي ألقاها لطلبة الكلية الحربية.. والتي حذر فيها من خطورة الجيل الرابع من الحروب الأكثر ضراوة وشراسة من كل الحروب التقليدية.. لأنها تهدف أساساً إلي انهيار المجتمعات وتقسيم الدول والشعوب.. كما انها تستخدم في سبيل تحقيق ذلك أساليب قذرة تنفذها في الخفاء وتحت الستار لزرع الفتنة ونشر الإرهاب.. والتشكيك في قدرات الحكومات والدول علي تنفيذ المشروعات الكبري أو إجراء الإصلاحات الاقتصادية.. ناهيك عن سعيها إلي نشر الشائعات وبث الأكاذيب المضللة.. بهدف استعمار واحتلال العقول بدلاً من الاحتلال التقليدي للأرض.. والذي تراه هذه الدول في الأيام الحالية أكثر في تكلفته.. وأكثر في خسائره من العسكر والعتاد. * ويحكي لنا التاريخ في رؤية تحليلية كيف تطورت الحروب منذ فجر التاريخ.. حين بدأ الجيل الأول والذي كان يعتمد علي القوة والشجاعة والمواجهة بالسيف والرمح.. منذ بداية الخلق وحتي عام 1206 م عندما اكتشف البارود ليبدأ الجيل الثاني من الحروب بظهور الأسلحة التي تستخدم هذا البارود مثل المدافع والدبابات والبنادق والطائرات الحربية والغواصات والمدمرات البحرية والفرقاطات.. والتي أدت إلي قيام الحرب العالمية الأولي.. ومهدت للحرب العالمية الثانية حتي ظهرت القنابل الذرية ليتم استخدامها في الحرب العالمية الثانية ويبدأ معها الجيل الثالث من الحروب.. وبعدها تم بزوغ نجم الالكترونيات واختراع الترانزستورات ورقائق السيليكون التي أحدثت ثورة هائلة في علوم الاتصالات وتم خلالها اختراع الكمبيوتر والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.. الفيس بوك وتويتر.. وتجمعت كل هذه الاختراعات الحديثة مع تطور أساليب الحرب النفسية وثورة المعلومات وحرب الشائعات والأكاذيب المضللة ليظهر الجيل الرابع من الحروب الذي يسعي أساساً إلي تدمير الأجيال والشعوب وتخريب الدول وتقسيمها بدلاً من الحرب التقليدية التي لم تعد الدول الكبري في حاجة إليها!! * ولعل أهم ركيزة يجب الاهتمام بها عند مواجهة أساليب حرب الجيل الرابع هي التفاف الشعب حول مفهوم الدولة وتعظيم معني الانتماء الوطني.. وتنفيذ الحكومة لأكبر قدر من المشروعات القومية العملاقة.