الممارسة طريقك إلي الإجادة إذا أردت تعلم لغة أجنبية.. نصيحة تبدو سهلة ولكنها صعبة التحقيق لأغلب متعلمي اللغات.. فالممارسة تعني كورسات بمئات وربما الاف الجنيهات.. من هنا فكر أحد الشباب مجدي عبدالغني 27 سنة "بكالوريوس تجارة -قسم انجليزي" في أسلوب عملي لممارسة اللغات الأجنبية عن طريق تبادل اللغة.. أن تتحدث اللغة الأجنبية مع ناطقيها المقيمين في مصر أو زائريها في مقابل تعليمهم اللغة العربية أو اللهجة العامية.. هذا هو التبادل الذي يحقق الإفادة للطرفين ولينطبق التبادل بعدالة أو Fair Trade Language Exchange كمسماه وضع مجدي مجموعة من القواعد تضمن استمرارية هذا النشاط.. لا حديث في الدين أو السياسة أو الجنس فالهدف هو التعليم والصداقة تأتي من الاحترام المتبادل والطريقة لقاءات منتظمة كل يوم أحد من كل أسبوع بين مجموعة من الشباب تعارفوا عبر الفيس بوك واجتمعوا علي حب اللغات ومعهم أجانب يتعلمون اللغة العربية.. يجلس الشباب في دوائر.. ساعة للحديث باللغة الاجنبية وساعة للحديث بالعربية.. يحرصون علي إحضار كشكول ضمانا لجدية التعلم قد يتحدثون في مواضيع عامة أو يتبادلون الأسئلة والاجابات حول قواعد اللغة.. وينظمون من الأنشطة المبهجة ما يساعد علي توطيد العلاقة بين الشباب كمشاهدة الأفلام أو طبق بنكهة أحدي البلدان القادم منها المشاركون وأحيانا رحلات سياحية تجمع بين عين السائح وخبرة ابن البلد.. هذه هي حكاية جروب علي الفيس بوك عمره أكثر من 4 سنوات بدأ بمجدي وصديق واحد أجنبي تعرف عليه عبر الفيس حتي وصل إلي نحو 800 عضو من مختلف الجنسيات و1500آخرون يطلبون الاضافة غير صفحة مفتوحة للراغبين في المشاركة تضم نحو 4 الاف عضو.. ولأن أرقام الراغبين للتقدم كثيرة يحاول مجدي صاحب الفكرة تنظيمها من خلال عمل استمارات للعضوية ولقاءات شخصية مع المتقدمين من مصريين وأجانب لمجموعة تبادل اللغة لضمان الجدية والرغبة في التعلم وتعليم الاخرين وأيضا تسجيل اللغات المتوفرة أو المطلوبة في التبادل وبقدر سعادة مجدي بشعبية الجروب وحرص الأجانب علي المشاركة فيه بقدر طموحه في وجود مكان مناسب وثابت للقاء تحت رعاية جهة ثقافية أو شبابية ترعي هذا النشاط الذي يعتبره مجدي مميزا وهاما في طريق تعلم اللغة. ولنتعرف علي هؤلاء الشباب بشكل أفضل.. حضرنا أحد تجمعاتهم لنعرف منهم حكاية اللغات والثقافات آنا "41 سنة" من الولاياتالمتحدةالأمريكية من أنشط الحاضرات وأكثرهن ابتساما جاءت مصر من سنة لتعليم اللغة الانجليزية لأحد الأسر وتعرفت عبر صديقتها علي الجروب الذي ساعدها علي قضاء وقتها في مصر بسعادة ودون أن تشعر بالوحدة لتخرج منه بعدة كلمات بالللغة العربية تقول أنها ستحملها معها وكأنها جزء من مصر تعود به إلي بلدها بعد أيام .انطباعها أن الشباب الذين تعرفت عليهم يجمعون بين الطيبة والود والرغبة في المساعدة وأفادتها جلسات الجروب في تفهم اختلافات ثقافية بين مصر وأمريكا مؤكدة أنه في الثقافات ليس هناك الأفضل بل التوافق رغم الاختلاف. ورغم ان جوو هو "23 سنة" من كوريا الجنوبية عضو جديد علي مجموعة تبادل اللغة ولكنه سعيد بها بحكم دراسته اللغة العربية في مركز بمصر بعد دراستها في جامعة ميونج جي الكورية لذلك يبحث "جوو هو" أو خالد حسب اسمه العربي عن المزيد من تحدث العربية والعامية معا وهو ما يساعده فيه أصدقاؤه الجدد المهتمون باللغة الكورية.ويعلق أن يندهش كل مرة لوجود عدد كبير من الشباب كلهم قادم للتعلم والمذاكرة وهو عن نفسه يحمل كراسته ليدون عدد من الملاحظات كما يحكي لهم عن مواقف مر بها ليساعدونه في حسن التصرف خصوصا مع سائقي التاكسي. وباتريشيا "26 سنة" من أمريكا من أقدم أعضاء الجروب الأجانب وهي تدرس الانجليزية وتتعلم العربية عرفت بالجروب عن طريق الفيس بوك وبعد حضورها اللقاءات المتوالية جلبت المزيد من أصدقائها بعد أن لمست شغف الشباب ورغبتهم في التعلم والمساعدة وتصف أصدقاءها بالجروب بأنهم أول من تفكر فيهم إذا احتاجت أي مساعدة وأنهم ساعدوا علي تغيير أي انطباع سيء بسبب مضايقات رجل الشارع لها واكتشفت فيهم التزاما تكونت معهم صداقة وألفة ورصيد من الذكريات. ويجلس عبد الرحمن "23 سنة" ألماني من أصل صومالي بانتباه ومع كراسة الواجب وفيها كلمات باللغة العربية يصححها له أصدقاء الجروب. عبد الرحمن قارب علي مغادرة مصر بعد إقامة لم تصل للعام لدراسة اللغة العربية منها 4 أشهر في الجروب تعرف فيها علي أصدقاء جعلوه أكثر ثقة في الحديث والكتابة بالنسبة له الجروب نوع من اللقاء الاجتماعي الذي يساعد علي التعلم في أجواء ودية وليست تنافسية. يغادر مصر بعد أن شاهد لها وجوه متنوعة وأماكن مختلفة. وليس الأجانب وحدهم المستفيدون من مجموعة تبادل اللغة فهناك العديد من الشباب الحريص علي المشاركة والتعلم مثل احمد صياح محمود "22 سنة" ليسانس تربية انجليزي الذي وجد في الجروب الحل السحري للتحدث اللغة الانجليزية وعرف عنه من صديق أجنبي وخلال 3 سنوات كون صداقات جيدة وعبر الحوارات الثرية فهم الكثير من العادات الثقافية للشعوب الأخري كما أصلح بعض الانطباعات الخاطئة. أما ياسر نجم "26 سنة" مدير شركة توريدات غذائية فقد سمع بالجروب من صديق له وبعد بضعة زيارات صار ضمن روتينه الأسبوعي والسبب كما يقول تعلم اللغة الانجليزية بعيدا عن الطريقة الرسمية في العمل ولأن طريقة الجروب في الجلوس في دوائر تضمن مشاركة كل فرد وكل لديه ما يفيد به الاخرين مؤكدا أن الناس المتعاونة والروح الجميلة سر استمرار المجموعة وتزايدها. و يعتبر فؤاد محمدي "30 سنة" مصمم دعاية واعلان من الأعضاء المواظبين من 3 سنوات علي الأقل بعد أن اكتشف فائدة الجروب في الممارسة الحية للغة لأنه كان يعد الماجستير ويبحث عن منحة في الخارج فعرف أن الطريق هو امتحان "التويفل" الذي يشترط اجادة في النطق والسمع والكتابة وهو ما يحققه الجروب مجانا مقارنة بالكورسات الغالية ويسعد فؤاد لأنه يقابل شباب من ثقافات مختلفة وكأنه يسافر كل أسبوع لمكان جديد عندما يتعرف علي شخص جديد من بلد اخر. ويري أن الجروب يكون صداقات حقيقية لأن الأجنبي يبحث عمن يرشده ويقدم له معاملة دون استغلال كما أن الأجانب الموجودين هم محبين للمكان مما حول الجروب إلي لقاء اجتماعي مميز امتد إلي الخروجات والرحلات ووجود القواعد التي تحكم الجروب تساعد علي استمراره وتفادي الخلافات ويبقي ما تمناه الجميع.. مكان مناسب لهؤلاء الشباب.