أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان مصر بلد أمن واستقرار وهناك جهود دءوبة لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار. وقال الرئيس السيسي خلال لقائه مع قناة "تشانيل نيوز اسيا" السنغافورية "أوجه رسالة طمأنة لكل الزائرين لمصر سواء كانوا سائحين أو مستثمرين بأن مصر آمنة ومستقرة وأن هناك جهدا كبيرا يبذل من أجل أن يكون هناك مزيد من الاستقرار والأمن بشكل دائم في كل ربوع مصر". أضاف الرئيس ان الانتخابات البرلمانية القادمة ستجري بنفس الشكل الذي جرت به الانتخابات السابقة من حيث الشفافية والنزاهة من دون تدخل الحكومة وحول إمكانية مشاركة بعض التيارات في الانتخابات "بخاصة تنظيم الإخوان" أوضح الرئيس السيسي ان المشكلة هي ان الشعب المصري غاضب جداً من التيارات التي قامت بأعمال عنف وإرهاب وبالتالي فإن الأمر غير مرتبط بالسلطة نهائياً بل هو مرتبط بالمزاج العام للمصريين. وأضاف ان المسألة مرتبطة أيضاً بمدي تقبل الشعب المصري من عدمه لأي مرشح محسوب علي هذه التيارات. وعن فكرة أن يكون الجيش مسئولا عن اختيار وزير الدفاع خلال مدة ثماني سنوات أوضح الرئيس السيسي انه ومنذ ثورة 30 يونيو كل الحكومات التي تم تعيينها كانت حكومات مدنية بالفعل مضيفا: أعلم ان الصورة ربما لا تكون واضحة بالنسبة للخارج وربما عجز الإعلام عن أن يعكس الصورة الحقيقية للواقع المصري ولكن الحكومة الحالية هي حكومة مدنية بالكامل وكل أعضائها هم من المدنيين وفيما يخص وزير الدفاع قال الرئيس السيسي ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة يقوم بتقديم مرشح يتم الموافقة عليه من عدمه فذلك أمر لا علاقة له بالدولة المدنية والحكومة المدنية علي الإطلاق لأنه أمر يتعلق باختيار وتعيين من يمثل ويدير القوات المسلحة. خطر الإرهاب ورداً علي سؤال حول ما يمكن أن تقدمه آسيا في إطار جهود مواجهة خطر الإرهاب الذي تمثله جماعة داعش الإرهابية قال الرئيس السيسي: ان مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب تحتاج إلي استراتيجية عالمية وإن مصر تقوم من جانبها بدور فعال منذ سنوات طويلة ماضية في هذا المجال. موضحا ان استراتيجية مواجهة الإرهاب يجب ألا تكون أمنية فقط بل يجب أن تكون شاملة وأن تضع في الاعتبار المواجهة الأمنية والعسكرية والبعد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والديني. أضاف الرئيس السيسي انه إذا ما تمكنت دول العالم من التوافق علي مثل هذه الاستراتيجية فسوف نستطيع أن نجابه هذه الظاهرة ونتغلب عليها مع الوضع في الاعتبار انها تحتاج إلي وقت لتحقيق نتائج إيجابية والقضاء عليها وعن عمليات استقطاب الشباب التي تقوم بها داعش وبعض الجماعات المتشددة المماثلة. أشار الرئيس السيسي إلي أن كثيرين ممن يخضعون لهذه الأفكار المتشددة يتفاجئون بتصادم هذه الأفكار النظرية والمتطرفة مع الواقع ومتطلباته ولذلك فهم يعجزون عند توليهم أو مشاركتهم في أي سلطة عن التفاعل بشكل مناسب مع مقتضيات الواقع واحتياجات المواطنين ومع متطلبات الدولة. أضاف انه علي الجانب الآخر يجد المواطنون ان من أعطوهم أصواتهم هم في الواقع غير قادرين علي إدارة شئون البلاد بتعقيداتها. مشيرا إلي أن هذه التيارات تعتبر صندوق الانتخابات فرصة للاستحواذ والتمكين والوصول إلي السلطة دون التخلي عن السلطة بشكل سلمي وهي إشكالية موجودة واستطرد الرئيس السيسي قائلاً إن هناك فرقا كبيرا بين الفكر الاسلامي الصحيح والتطرف والإرهاب ونحن نتحدث عن الفكر الإسلامي الصحيح الذي لا يصطدم مع الواقع ولا مع الإنسانية ولا يختلف مع الآخرين لأسباب دينية أو أي أسباب أخري. إشكالية حقيقية وحول تصور الرئيس السيسي لسبب انسياق بعض الشباب للأفكار المتطرفة التي تطرحها داعش أو التنظيمات المماثلة قال الرئيس: إن هناك بالفعل إشكالية حقيقية تنبع من انه كثيرا ما يكون هناك تعليم غير صحيح. فضلاً عن وجود مشاكل اقتصادية واجتماعية في مجتمعاتنا لابد وأن نعترف انه لم يتم مواجهتها بالشكل المناسب مما يجعل مثل هذه الأفكار المتطرفة لها جاذبية لدي بعض الشباب. أضاف: نحن في الدول العربية والإسلامية نحتاج إلي أن ننتبه إلي عملية التعليم ككل بما فيها التعليم الديني. كما انه يتعين علينا العمل بجد لتجاوز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. مشيرا إلي أننا في مصر نبذل جهدا كبيرا حتي نوفر طاقات أمل للشباب وحول الخطوات التي تقوم بها الدولة لتحقيق ذلك فعلياً علي أرض الواقع أشار الرئيس السيسي إلي أن أحدي هذه الخطوات هي زيارة العديد من دول العالم لدعوة المستثمرين والتعاون معنا في مصر. لافتاً في هذا الخصوص إلي أن لدينا العديد من المشاريع جاهزة للمشاركة من جانب المستثمرين وهي تمثل فرصة عظيمة جداً للاستثمار في ظل حقيقة ان مصر سوق كبيرة بها أكثر من 90 مليون نسمة فضلاً عن أعداد كبيرة جدا من المستهلكين المحتملين في المناطق المحيطة بمصر سواء في افريقيا أو أوروبا. كما ان مصر هي الآن صاحبة ثاني أكبر استثمار في العالم. وقال: نحن نسعي بكل جهدنا حتي نعطي أملاً للشباب وردا علي سؤال قال الرئيس السيسي: انه في أعقاب ثورة 30 يونيو كانت هناك الكثير من الأنشطة المتطرفة الإرهابية وأعمال العنف وهي أنشطة تكاد تكون انتهت تماما فالوضع أصبح الآن أفضل بكثير وعن قضية صحفيي قناة "الجزيرة" ورفض السيسي فيما سبق التعليق عليها حتي إصدار حكم القضاء وهل من الممكن العفو عنهم بعد أن صدر الحكم. قال الرئيس السيسي: أنا أتفق معك في أهمية عدم التعليق علي أحكام القضاء وأهمية احترام استقلالية القضاء في مصر وهو أمر يتفهمه الكثير من المهتمين بالشأن المصري وإن كان البعض منهم يتصور أن هناك إمكانية لتدخل بشكل أو بآخر في أحكام القضاء وهو أمر ليس موجوداً لدينا علي الإطلاق.