لم يكن يخطر ببالي القيام برحلة الصيف. منذ أن هجرتها قبل أكثر من خمسة أعوام لأسباب أهمها ضعف الصحة بأبرز الاسباب وهو التقدم سنا بعد خدمة في بلاط صاحبة الجلاله أكثر من نصف قرن. مارست فيها أبهة المصايف كثيرا من السنوات. تشبها بالأثرياء. والوجهاء والأعيان الذين لم أكن يوما في عدادهم. لأني نشأت في النصف الاول من القرن العشرين في احدي قري المنوفية - الخضرة مركز الباجور - وهي ليست غريبة علي المنوفية التي تشتهر بأنها أفقر المحافظات مساحة أرض. حيث تقل ألف فدان عن مركز كفر داود الملاصق لها بمحافظة البحيرة - كفر داود 31 ألف فدان. والمنوفية بها 30 الفا - وهنا يظهر حالي جليا أنني من افقر فقراء المنوفية!!اعتقد في قول الشاعر الذي لا أتذكره! ملك الملوك إذا وهب لاتسألن عن السبب!! فالله يعطي من يشا قف علي حد الادب!! فالحمد لله رب العالمين. أنا مستور بفضل الله سبحانه وتعالي أولا. وثانيا بحفظ القرآن الكريم. وبركته في التخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الازهر عام 1965 بتقدير شعبي. حيث كنت أعمل بقسم التصحيح بجريدة المساء مجانا منذ عام 1961 العام الدراسي الاول لي في الكلية حيث لا واسطة لي الا الله الذي هيأ لي العمل عن طريق صحفي من قريتنا من الرعيل الاول في الصحافة قبل ثورة 23 يوليو 1952 التي أوقف الصحيفة التي كان يعمل بها - المصري - وحولته رئيسا لقسم الحوادث في شقيقة جريدة الجمهورية - المساء الراحل الاستاذ بكر درويش رحمه الله!! أعود الي المصيف : أعلن اولادي الذهاب الي مصيف رأس البر لاول مرة عن طريق ابنتي المدرسة بالتربية والتعليم بمصايف المعلمين برأس البر التابعة لمحافظة دمياط العريقة. والتي مررنا بها في طريقنا الي الشاطئ برأس البر وهي مدينة. رائعة. ومتقدمة وخاصة في صناعة الاثاث التي تشتهر بها بين دول العالم. ومن مدنها رأس البر التي أتحدث عنها بكل اعزاز واحترام. ولاحرج. فهي من اجمل مدن مصر مبني ومعني.. آية في التناسق حيث لايوجد بها منزل أوعشة - يزيد علي ثلاثة طوابق. وتلك ميزة لاتتوافر في اغلب عواصم مصر العربية ناهيك عن الشوارع الفسيحة المنظمة النظيفة والتي وجدت بها ما لم اجده في جميع عواصم المحروسة حتي القاهرة الأم الا وهو خلوها من كارثتي - التوك توك والدراجات النارية - والتي ابتليت بها اغلب العواصم ان لم تكن كلها. وخاصة بعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو .2013 لم يسعفني الحظ لتقدم سني ومرضي في التمتع بالمدينة العريقة رأس البر. والتي كانت مصيفا للملوك قبل ثورة يوليو وانما اضطرتني الظروف لأعرف بعض الأسماء. وعلي رأسهم رئيس المدينة الجديد الذي لم يمض علي رئاسته اكثر من شهرين ولكنه يعمل مخلصا للحفاظ علي تقدم هذا البلد الذي يزوره صيفا كثير من أبناء مصر للتمتع بهذا الصرح الجميل!!