* هل انتهي عصر سرية المعلومات وأصبح كل شييء متاحا ومكشوفا أمام العالم بعدما نشر "موقع ويكيليكس" وثائق تفضح أسرارا دقيقة للغاية عن الكثير من الأمور السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تحركها وتخطط لها الدبلوماسية الامريكية والتي تملك كما هو معلوم اكبر وأعظم شبكة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العالم.. إلا أنها وكما يبدو عجزت عن تأمين نظامها المعلوماتي ضد السرقة أو منع اختراقه والاطلاع علي محتوياته المحفوظة في الارشيف السري لشبكة معلوماتها تحت عنوان "سري للغاية". * وبحسب ما ذكرته مجلة "دير شبيجل" الالمانية فإنه لم يسبق في التاريخ ان فقدت دولة أو قوة عظمي هذا الكم الهائل من المعلومات السرية للغاية والحساسة جدا والتي تبني عليها استراتيجيتها وسياستها الخارجية مع دول العالم.. حتي انه لم يعد هناك اسرار او اتفاقيات اقتصادية او تجارية تستطيع امريكا ان تخفيها الان.. او يضطر الناس للانتظار خمسين سنة لكي نطلع علي وثائقها المحفوظة في ارشيف الذكريات السري كما يحدث الان!! لانه في ظل هذا التطور الهائل في اساليب القرصنة علي مواقع الانترنيت لن تكون هناك اية معلومات سرية أو مخبأة في المستقبل.. فقد قام موقع ويكيليكس حتي الان بنشر مئات الالاف من الوثائق والمستندات السرية جدا والتي تخص الولاياتالمتحدةالامريكية وحدها لتفضح ما كان يحدث خلف الابواب المغلقة من جانب المسئولين الامريكيين الذين يعملون في وزارات الخارجية والدفاع وCIAوالسفارات الامريكية في مختلف دول العالم.. ولتفضح امام العالم كله حقيقة ما كانت تخطط له الادارة الامريكية لتحقيق اغراضها السياسية والاقتصادية والعسكرية وتشرح او تفضح الهدف الحقيقي او المغزي لتلك المعونات الامريكية سواء الاقتصادية او العسكرية التي تقدمها امريكا لحلفائها. * وقد ازعج نشر هذه الوثائق وتلك الفضائح الادارة الامريكية بشدة لانها زعزعت بالفعل اواصر الثقة المتبادلة بين واشنطن وحلفائها من دول العالم التي جاهدت امريكا عبر سنوات طويلة لبنائها وتوطيدها وانفقت في سبيلها الغالي والنفيس. * اثبتت التحقيقات التي اجرتها المخابرات ان هناك عمليات قرصنة الكترونية جرت بعد ان تم التسلل الي السجلات الالكترونية السرية للغاية المحاطة بدرجة عالية من التأمين والحماية والتي تحتفظ فيها باسرار خطيرة مثل عمليات التجسس والتصنت وتصيد أخطاء الزعماء وقادة العالم والعمليات الخاصة المخطط لها بعناية وبسرية فائقة لتركيع الدول وفرض سيطرتها عليها فقد نشرت وثائق ويكيليكس علي سبيل المثال رأي وزارة الخارجية الامريكية في الرئيس الايطالي برلسكوني والذي وصفته بانه محب للحفلات الصاخبة وغير مسئول عن افعاله ويعتبر عديم الجدوي.. وكذلك ماقيل عن "ساركوزي" رئيس وزراء فرنسا من انه شخص متسلط وشديد الحساسية وغير صاحب مبدأ.. الي غير ذلك من العبارات السيئة التي اطلقها الدبلوماسيون الامريكان. واكتشفت ادارة التحقيقات الفيدرالية الامريكية ان من تولي انشاء موقع ويكيليكس هو جندي امريكي معتقل حاليا اسمه "هاكر" ويعد من اشهر قراصنة الانترنت في العالم وقد عاونه في عمله شخص اخر اسمه "جوليان سانج" وهو مطلوب حاليا حيا أو ميتا.. وكذلك الجندي الامريكي برادلي" الذي كان يعمل محللا للمعلومات في جهاز المخابرات الامريكية بالعراق والذي اعترف بتسريب اكثر من 150 الف وثيقة سرية للغاية بعد القبض عليه .