انتشرت أكوام القمامة في السنوات الأخيرة في كل أحياء المحافظات الكبري والصغري وفي الريف المصري فحدث ولا حرج فالقمامة تستقبلك في مدخل كل قرية وكل مدينة والوعي لدي المواطنين صفر فلا يوجد إعلام يكثف حملات لتوعية المواطنين بالمضار الصحية الكبيرة التي تلحق بهم وبأولادهم.. فكل أسرة تقول طالما القمامة ليست في بيتي فأنا آمن.. ولكن الحقيقة أنني لاحظت المجهود الكبير الذي تبذله المحليات في محافظة الجيزة في جمع القمامة من علي الطرق الرئيسية وحتي الشوارع الجانبية في كل أنحاء المحافظة ولكن في المدن والقري يلجأ المواطنون إلي رمي القمامة في الطرقات العامة. والكارثة الكبري هي إلقاؤها علي شاطئ النيل بل في نهر النيل نفسه وما يسبب ذلك من تلوث لمياه النيل وتلوث البيئة المحيطة بالقري والمدن. ويحضرني الآن عندما كنت أدرس في ألمانيا عام 1975 وكيف كان الأطفال الألمان يجمعون الزجاجات الفارغة في سلة ويتوجهون بها إلي محال شراء المخلفات لبيعها بقروش زهيدة لشراء الشيكولاتة والمثلجات. كذلك كان الأطفال يجمعون الجرائد بعد قراءتها ويقدمونها لمحلات جمع هذه الأمور مقابل قروش زهيدة تفرح بها الأطفال. أما بالنسبة للمخلفات الأخري فتوجد ثلاث سلال كبيرة مختلفة الألوان كتبت علي الأولي للأوراق والثانية للمعلبات والثالثة للقمامة العضوية وكل ربة منزل ملتزمة بذلك لأن القانون يعاقب المخالف بغرامة كبيرة. وهكذا عشت في ألمانيا ثماني سنوات لم أشاهد خلالها كيس زبالة واحداً ملقي في الشارع. إن الأمراض في مدننا وقرانا سببها انتشار القمامة في كل مكان وقد تحدثت مع رئيس الوحدة المحلية في بلدنا وردان والذي أكد علي الجهد الذي تقوم به المحليات في تنظيف الشوارع وجمع القمامة من الشوارع ولكن قلة الوعي لدي المواطنين هي السبب. إن المحليات عليها حمل كبير وأقترح أن تحاول أن تعطي لكل شقة ولكل سكن عدد 15 كيس زبالة شهرياً ويحدد موعد جمع القمامة من المنازل كل ثلاثة أيام وأن يكون لكل شقة كيس واحد للمخلفات وآخر للورق والزجاجات الفارغة وغيرها. إن سرعة عمل العديد من مصانع تدوير القمامة في كل محافظة أمر ملح للتخلص من القمامة بصورة حضارية وصحية. وشراء عدد كاف من سيارات جمع القمامة المغطاة حتي لا تتطاير القمامة في الشوارع. وتشغيل عدد كاف من جامعي القمامة وأن يكون لهم زي نظيف وتحديد أجور مناسبة لهم من قاطني العمارات والفلل والمنازل وتشغيل الشباب العاطل. ووضع صناديق مختلفة الألوان لجمع القمامة في الطرقات العامة. والأهم من ذلك أن تكون كل ربة منزل ملتزمة قانوناً بعدم وضع كل أنواع القمامة في كيس واحد مما يجعل تجار القمامة يبحثون عن الزجاجات البلاستيكية والزجاجية في منظر غير إنساني يجب أن لا نراه في مصر. ولابد أن تقوم المحليات بالتنبيه علي الأهالي في القري بعدم إلقاء القمامة في الشوارع ومداخل القري ولابد علي العاملين في المحليات أن يشددوا العقوبات علي من يرمي الزبالة في الشوارع دون وعي ونحن نطالب بصدور قانون يعطي العاملين في المحليات الحق في تنفيذ قانون يغلظ العقوبات علي من يرمي المخلفات في الشوارع أو شاطئ نهر النيل لتحيا مصر نظيفة وصحية.