فجأة وبدون سابق انذار. تعالت الاصوات المطالبة الدولة باستصدار قرار أو تشريع بتأجيل عقوبة الاعدام أو الغائها. والمؤسف أن هذه الاصوات النشاز لم تخرج أو تتعالي الا في أْعقاب صدور قرارات احالة المعزول واخوانه إلي المفتي والحكم علي مرشد الارهاب بالاعدام. بالأمس قررت محكمة جنايات القاهرة مد أجل النطق في قضية التخابر والهروب الكبير من سجن وادي النطرون والمتهم فيها المعزول واخوانه إلي 16 يونيو الحالي وسواء كان الحكم بالاعدام أو الاشغال الشاقة المؤبدة أو حتي البراءة فهذا أمر متروك لعدالة المحكمة وحدها فمصر الدولة والثوار اختاروا منذ اندلاع 25 يناير ومن بعدها ثورة 30 يونيه أن تكون محاكمة المتورطين من نظامي "المخلوع والمعزول" امام القضاء العادي ومن هذا المنطلق يجب علينا الانصياع والامتثال لحكم القضاء مهما كان. أنا شخصيا أري أن الحكم الاهم والاصعب الذي يواجهه المعزول "مرسي" واخوانه هو اعدامهم جماهيرياً وأنسانياً بعد أن اكتشفهم المصريون قبل مرور سنة واحدة من حكمهم للبلاد وهذا الحكم لا نقض فيه ولا استئناف!! الشيء الآخر الغريب والمؤسف في نفس الوقت أن تخرج علينا بعض الاصوات الشاذة التي تنادي بمصالحة مع الاخوان من قبل الرئاسة والحكومة وكأن الرئيس السيسي أو المهندس ابراهيم محلب وحكومته هم وحدهم من ازاحوا الاخوان ورئيسهم المعزول من كرسي الحكم وأعادوهم إلي مكانهم الطبيعي خلف أسوار وقضبان السجن وتناست هذه الاصوات الشيطانية الملايين من المصريين الذين خرجوا في 30 يونيه وما بعدها رافضين محاولات الجماعة "اياها" للهيمنة علي البلاد واقصاء الجميع بل ومخططاتهم لاسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الرئيسية وفي مقدمتها أقدم وأعظم جيش عرفته البشرية. ونقول لهم إنه لا يملك كائن من كان أن يوقع مصالحة مع هذه الجماعة الارهابية التي تطلخت أياديها بدماء المصريين شعباً وجيشاً وشرطة خلال السنوات السابقة خاصة في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة ومازالت دماء المصريين تسيل بمختلف محافظات الجمهورية علي يد هذه الجماعة وأعوانها في الداخل والخارج فكيف نقبل التصالح معها أو معهم بل هي المساءلة والمحاكمة العادلة والقصاص لدماء الشهداء والتوقف عن العنف وبعدها يمكن للمصريين أن يفكروا في التصالح مع الاخوان أو غيرهم من هذه الجماعات المتطرفة. كل يوم تثبت هذه الجماعة وأعوانها أنهم يستحقون جائزة نوبل في الغباء السياسي بل والفكري والاجتماعي أيضا وأنهم يؤكدون للعالم أنهم لا تعنيهم الدولة المصرية بقدر ما تعنيهم الجماعة والكرسي الضائع والا بماذا نفسر ما فعله "الأخ" محمد سلطان نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان والذي ادعي أنه مضرب عن الطعام لحوالي 5 شهور تقريباً اعتراضاً علي سجنه في احدي القضايا وبعدما تم الافراج عنه عقب تنازله عن الجنسية المصرية والسماح له بالسفر إلي أمريكا ورغم أنه كان قعيداً لا يستطيع السير والقيام أو هكذا صور لنا الا إنه بقدرة قادر وببركة "ماما أمريكا" فر ساجداً مقبلاً أرض المطار في نيويورك وكأن اضراباً لم يتم وصحة لم تضر. والاغرب أنه سارع إلي نشر صوره وهو يتوسط طبقي "بيتزا" أمريكاني في اشارة إلي أن البيتزا والهامبورجر الامريكاني أهم وأغلي عليه من الجنسية المصرية. فهل أمثال هذا الاخواني يستحقون منا عناء التفكير في المصالحة معهم؟!