عندما خلق الله الانسان لعبادته وإعمار هذا الكون نظم له حياته ولم يتركه لأهوائه إنما سخر له كل شئ لتستقيم أمور الحياة ولكن الانسان أفسد هذه الحياة بحجة المدنية وهذا يحدث لدينا فقط.. أما الغرب أخذ تعاليم الإسلام الذي نظمه خالق الكون لعباده ليسير عليه فمنذ السادسة مساء لا تري شخصا علي مقهي أو في الشارع وإنما يستقر في بيته لراحة جسده حتي يستعد ليوم عمل جديد وللاسف الشديد نجد لدينا في مصر وخاصة المدن المقاهي والكافتيريات تبدأ من بعد صلاة المغرب كاملة العدد حتي قبل صلاة الفجر بنصف ساعة في سهر كامل ثم ينامون بالنهار. لقد خالفنا نواميس الكون وحولنا الليل للسهر واجهاد الجسم والنهار الي كسل ونوم ويقول الاطباء إن السهر يسبب اختلالا في أعضاء الجسم المختلفة الدماغ والقلب وضعف الذاكرة فعجزنا عن الانتاج والعمل وتراجعنا بصورة غير مسبوقة وخالفنا قانون الكون الرباني. ومن أساسيات الحياة العمل قال تعالي في كتابه الحكيم "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون" سورة التوبة الاية 104 كما نهانا عن السهر الآفة التي ابتلي بها المصريون وضحك علينا الغرب بحجة ان مصر هوليوود الشرق لاتنام الليل فقال تعالي في كتابه الكريم "وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورًا "سورة الفرقان" الآية 46 وقال تعالي "وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا "سورة النبأ الآية 7 وقال رسولنا الكريم محمد الأمين صلي الله عليه وسلم بورك لأمتي في بكورها.. وقال بحسب بن ادم لقيمات يقمن بها صلبه ما أجمل تعاليم الاسلام اذا انتظمنا عليها جميعا وتطبقها القيادة السياسية والعسكرية والمهندس ابراهيم محلب عمل بهذا المبدأ منذ ان كان مهندسا قبل الساعة السابعة صباحا تجده بالمكتب واخر شخص يغادر الشركة فيجب ان نقتدي بقيادتنا ورب العزة جعل الليل راحة وسكينة وهدوءاً ونوماً عميقاً لراحة الجسد الذي يمضي النهار في العمل والانتاج والبناء والتنمية ولي قصة مع السهر محفورة في الذاكرة فوالدي رحمه الله جاء من جنوب مصر يحمل بين جنباته شعار الجد والعمل والنوم مبكرا وقلة الكلام والاكل هذا الشعار كان دستورا ومنهاج حياة طوال رحلة كفاح شاقة أسس خلالها سبع مدارس تعليمية وبلغ من العمر 98 عاما لم يشتك من مرض للاسباب التالية بعد صلاة العشاء لايتناول اي طعام ولا يقابل اي انسان مهما كان وبعد صلاة الفجر يبدأ يومه مترجلا من أمام مستشفي المقطم حيث كنا نقطن بشارع ارض يعقوب متجها الي مدرسة الطالبية لمباشرتها والعودة ماشيا رغم طول المسافة وذات ليلة في مرحلة الشباب رجعت الي المنزل الساعة العاشرة والنصف مساء واذ به يفتح الباب موجها حديثه لي اذهب من حيث أتيت وكان يوما عصيبا ونمت يومها في السيارة.. حفظني القرآن في سن العاشرة والنصف وكان رحمه الله يحفظ القرآن عن ظهر قلب بالقراءات العشر اكتسبت منه كل شئ ولكن ابتليت بعادة السهر من أبناء المدينة متمنيا لابنائي واصدقائي ولجميع المحبين ان نرجع الي دستورنا الجامع كتاب الله وسنة رسوله ونبتعد عن الشعارات الزائفة التي يريد لنا بها الغرب التأخر واخذ تعاليم اسلامنا وطبقها قولا وعملا وتقدم ويوهمنا بأننا هوليوود الشرق لنتأخر.