اعترفوا علنا أمام القراء والمستمعين والمشاهدين بأنهم كانوا في مطلع حياتهم من الطلاب الفاشلين أو المتعثرين وأنهم حصلوا علي شهاداتهم بالخبرة ومرور السنين. وظهروا أثناء اعترافهم كأنهم من الغزاة الفاتحين وكأن العلم عقبة كبري امام الناجحين وقدموا وهم لايشعرون قدوة سيئة للملايين. ومن المؤسف ان يتكرر هذا الاعتراف بين وقت وآخر علي لسان النجمات والنجوم من الاعلاميين. تطالعنا وسائل الاعلام بين وقت وآخر بتصريحات علي ألسنة النجوم في المجالات المختلفة خاصة نجوم الفن والرياضة أنهم كانوا في خصام مع التعليم ولم يكونوا في يوم من الايام علي صداقة مع الكتب والكراسات والاقلام وحتي المدرسين وانهم كانوا يفرون من المدارس ويهملون في أداء الواجبات الدراسية وكثيرا ما رسبوا خلال سنوات الدراسة. يقولون ذلك وهم يبتسمون ويتعجب الناس ويسألون كيف وصل هؤلاء الي النجومية والنجاح في حياتهم العملية رغم فشلهم في حياتهم العلمية وبلغ الشطط ببعض هؤلاء انهم يدلون باعترافات طائشة تخرج علي اللياقة والادب وتقاليد المجتمع فيقول احدهم انه عرف من النساء اكثر من نجوم السماء أو رمال الصحراء وتنسج اخري علي نفس المنوال وتظهر هذه الاقوال في عناوين منتشرة علي صفحات الصحف او من خلال الشاشات والتليفزيونات الي اذان وعيون الملايين من المهتمين والمشاهدين. والغريب ان يتكرر هذا الاعتراف علنا علي ألسنة نجوم ونجمات الاعلام من المذيعين والمذيعات فيقولون انهم كانوا من المتعثرين في دراستهم وانهم لم يشغلوا انفسهم بهذا الامر من قريب.. وبعيد حتي تخرجوا والتحقوا بوظائفهم الكبيرة. ويتعجب الطلاب ويسألون: ما جدوي بذل الجهد وسهر الليالي. ويسأل أولياء الامور ماذا بعد النفقات الباهظة علي التعليم وماذا يجدي التفوق والنجاح. ويسألون: كيف حصل هؤلاء علي هذه الوظائف العالية والنجومية الطاغية رغم امكانياتهم العلمية القليلة أو الضئيلة. ويقول اهل الرأي والحكمة عن اصحاب هذه التصريحات. ليتهم سكتوا وبدأوا في تعويض ما فاتهم بالقراءة والاجتهاد في تحصيل العلم. وقالوا ايضا.. انهم ليسوا في حاجة الي هذه الاعترافات. لانهم عرفوها من قبل "فكل اناء بما فيه ينضح" وكل مافي الرأس يظهر علي اللسان واضحا للعيان. إن العاملين في وسائل الاعلام هم معلمو الشعب يكتبون ويتحدثون للملايين والمطلوب منهم ان يكونوا علي قدر كبير من العلم المتخصص والمعرفة الموسوعية والنظرة المحايدة الموضوعية يتابعهم الجميع ومن بينهم العلماء والادباء والشعراء والحكماء. يبحثون في احاديث اهل الاعلام وغيرهم عما يفيدهم وينفعهم ويروي ظمأهم للعلم والمعرفة ومن عاش أو قرأ في التاريخ القريب يعرف ان نجوم الفن وايضا الاعلام خاصة الصحافة والاذاعة كانوا فيما مضي خاصة في النصف الاول من القرن العشرين كانوا من أهل العلم والادب والثقافة. اذا تحدثوا أو كتبوا جذبوا الاسماع والعيون والقلوب والعقول بعلمهم الغزير وثقافتهم الموسوعية ومعارفهم الشرقية والغربية وبدلا من هذه التصريحات التي تضرهم وتضر غيرهم. عليهم ان يتحدثوا إلينا عن آخر كتاب اطلعوا عليه أو تجربة مفيدة سمعوا عنها فنتعلم منهم ونمضي في اثرهم علي طريق العلم والمعرفة والتقدم.