شعرت بالخجل وأكثر وانا وسطهم .. ولو جلست علي نفس المقعد وسمعت ماقالوا.. لوصلت إلي الحسرة التجمع كان في مدينة أغادير داخل دار أسرة أمازيجية.. والامازيج أصل المغاربة ولهم عندنا امتداد نسميه البدو.. وهم أيضا الأصل أما ما قالوا فهو انهم شربوا الثقافة من مصر .. وكل منهم يصف كيف تعلم من أفلام نجيب محفوظ.. وأغاني أم كلثوم.. ومازلوا يذكرون فاتن حمامة وكلمات غناها عبد الوهاب.. وظلوا يتواترون أشعارا لكامل الشناوي وازجالا لبيرم التونسي.. ومع فيض ثقافتهم الواسعة تستقر في رءوسهم علامات مصرية.. أخذتني إلي ما صرنا فيه.. وكيف تبدلت بنا الأحوال.. ماذا سيتعلم ابناء الشعوب المجاورة منا الآن.. وبأي قصائدنا سيتأثرون بعد أن هجرنا نحن.. بيت القصيد.. وحين قالوا أن أولادهم صاروا يتابعون التركي بدلا من المصري. لم افتح فمي فقد تركنا المكان والمكانة لغيرنا.. وكما قالها نزار وغنتها نجاة "فكيف نبكي علي كأس كسرناه" حدث هذا في أول يوم لزيارتي للمغرب.. وجاء ثاني الأيام المخصص للمنتدي الدولي للإعلام في دورته الثالثة.. ومصر فيه هي ضيفة الشرف. ليكون البدء بسفيرنا أحمد جمال الدين الذي تحدث عن حرارة اللقاء ودمجها بسخونة الجو الذي وصل يومها إلي الخمسين درجة.. بردت منها ورطبتها كلمات متتاليات.. واستعدادات طيبة من الدكتور عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر. وصاحب الشعبية الواسعة الدكتور حسن حمائز مدير المنتدي. ويعيد إلي الأذهان صورة الأستاذ الجامعي الذي يلتف به طلبته ليساورك السؤال هل يتجمع الطلبة حول أستاذهم لعلمه فقط أو أن هناك سمات شخصية تمنحه هاله من الاقتراب. وعن الاعلام وتشكيل الوعي الاجتماعي كان أول الحوارات.. وللكلمات حول هذا الموضوع وقع خاص فنحن جميعا بحاجة لصحوة إعلامية تمدنا بالثراء الفكري. وتشعل عقولنا بالثقافات.. والأهم من كل هذا.. تزرع داخلنا الاخلاقيات التي صرنا نفتقدها.. ونتذكرها فنهفو إلي زمان.. كان. وقد اخترت هذه النقطة لكلمتي وصحبتها بطلب أن يضع الحضور تصورا لكيفية انقاذنا من الهجمة الاعلامية الشرسة علي كل قيمة جميلة نبيلة.. في برامج وافلام واغاني ومسلسلات وحتي إعلانات.. سلاحها ترويج الرذيلة.. والقبح. وجاءت المناقشات ثرية.. ذات اتجاهات مختلفة.. الكل يطرح وجهة نظره التي قد تغاير أفكار الآخر.. لكنها لا تفسد للود.. قضية. حوار ويتطرق الحوار الممتد لأربعة أيام.. للإعلام والثورات.. وايضا والارهاب وبلاد مشاركة لم تحدد بعد معني كلمة ارهاب. لكننا عرفناها وعشناها ودحضناها واخترنا بإرادتنا الحرة من يخلصنا من سطوة جماعات كادت أن تفتك ببلادنا. الفكرة عنا.. ليست واضحة في أذهان غيرنا.. القنوات الكاذبة تلعب بالرءوس وتبث الباطل. ويظنه البعض حقا. والحل في ان يكشف إعلامنا زيفهم.. وأن نزيد في التبادل الثقافي علي كل المستويات ليعي الجميع من حولنا أننا كنا نعيش المهزلة وصرنا نحيا.. الأمل. بالفعل كان للمنتدي والتجمع من معظم بلاد العالم.. دورة في توضيح المفاهيم والتقريب بين البلاد. والتأكيد علي العلاقات المتأصلة بين مصر والمغرب وكما أن للحديث بقيه.. وحكايات مغربية.. فللمنتدي شخصيات لابد من ذكرها ليكتمل المعني.. والدور الذي يلعبه د. أدريس أبو ريحان المدير التنفيذي الذي لملم الخيوط ووصلها.. ليغزل ثوبا ثقافيا.. ومنتدي لإعلام يلعب دوره في الوعي الاجتماعي.