من آليات تطوير الخطاب الديني صناعة حامل الرسالة سواء كان إعلامياً متخصصاً في الشئون الدينية أو عالماً متخصصاً في علوم الدين يتصدي لقضاياه علي المنابر أو في وسائل الإعلام أو في قاعات الدرس في الجامعات والمنتديات الثقافية أو حتي عبر الشبكة العنكبوتية. يتحقق ذلك من خلال تدريب واع وإعداد مستمر بعد انتخاب القادرين علي هذه المهمة انتخاباً يفرز الجيد من المتقدمين لهذه المهمة. وقبل أن نفصل في قضايا تدريب حامل الرسالة فعلينا أن نؤكد أننا نعيش عصر التدريب والارتقاء المهني أو عصر صناعة النجوم أقصد أن كل فئة تبحث لها عن موقع قدم في المجتمعات أو تزاحم علي مواقع الصدارة فإنها تسعي إلي ذلك من خلال إعداد رجالها الإعداد الذي يعينهم في تحقيق الهدف المكلفين به. وهو أمر ملحوظ في حالات ومؤسسات كثيرة ويجب أن يكون واقعاً في حياتنا. وإذا أردنا أن نقول ما قلناه بكلام آخر فإننا نقول إنه إذا كان من يهاجمون الإسلام يتم إعدادهم الإعداد الخاص الذي يمنحهم القدرة علي الجدل والسفسطة. والظهور بشكل العارف الحافظ المتبحر. وكذلك المقدرة علي جر الخصوم إلي المناطق التي يجيدها هذا الكادر والحرص علي وضع خصمه في موضع الدفاع دائماً من دون أن يسمح له بالهجوم. فإذا كان الأمر كذلك لدي مهاجمي الإسلام فالأولي أن نعد أصحاب الحق الإعداد الكافي لهذه المواجهة سواء أكان الإعلامي أو العالم الذي يتصدي للإعلام من خلال تدريبات خاصة تمكنهم من كشف ساحة المعركة التي يخوضونها. والتمكن من المواجهة الناجحة. وعندما اتكلم بهذه اللغة لا أقصد أن الإعلامي أو العالم يعيش في حالة من العراك وإنما أقصد أن حامل الرسالة يتم جره عادة إلي جدل وبالتالي: فإن تدريب الإعلامي الذي يتصدي لمهمة الخطاب الديني أن العمل في الأقسام الدينية يجب أن يتضمن شقين شق المعرفة ويبدأ بأن يتم اختياره ابتداء من المتخصصين في العلوم الدينية واللغوية لتكون لديه نواة التطوير والرقي ثم يتم إعداد برنامج تدريبي متطور بحسب موقعه في عمله الصحفي أقصد مراحل تطوره من ضمنها الاحتكاك المستمر بالآليات الإعلامية المختلفة بين فترة وأخري إلي جانب إجادة بعض اللغات الأخري التي تجعل تواصله علي شبكة الإنترنت سهلاً وميسوراً. أما العالم الذي يملك المادة العلمية لكنه كثيراً ما يخفق في التعامل الإعلامي فمن الضروري إخضاعه لتدريبات تمكنه أولاً من التعامل مع الخبر الصحفي وقراءته القراءة الجيدة التي تضع يديه علي ما وراء الخبر وما هو متوقع مما لم يتضمنه الخبر بحيث يتمكن من الاستنتاج والتحليل كذلك تمكنه من معرفة الوسائل الإعلامية وتوجهاته والأهداف التي تخدمها وبالتالي كيفية التعامل مع كل وسيلة علي حدة. وإذا أردت أن أقدم أمثلة للضرورة المعرفية والوعي بما ينشر فإنني اختار قضية أمينة ودود تلك السيدة الأمريكية التي قامت بإمامة المصلين وخطبة الجمعة بأمريكا حيث جري الإعلام وكذلك علماء الدين وراء الحل والحرمة والجواز والمنع للمرأة بشأن إمامة المصلين لكن لو أن الإعلامي والعالم علي درجة من التدريب في كيفية التعامل مع مثل هذه الأخبار للبحث فيما وراء المرأة ولاكتشاف أن المرأة قاديانية الديانة ولو عرف ذلك لكانت المواجهة من هذه الناحية ولوفروا الجهد والوقت في كشف الحقيقة بدلاً من الجدل الذي دار بعيداً عن بؤرة الحدث وقد كان ذلك مقصوداً لدي من رتب لهذه المرأة لكي يكون لحدثها دوياً. لذا فإن حامل الرسالة سواء الإعلامي أو العالم إن لم يتم إعداده وتدريبه باستمرار فإننا لن ننجز الكثير في الخطاب الديني.