يعتبر نبات القنب "الحشيش" و"الخشخاش" من أقدم المواد المخدرة. وظل الحشيش والمورفين والأفيون يتناقل عبر الأجيال بعد ان وجد فيه الأطباء تسكيناً للآلام خاصة مع بزوغ عصر الدولة العثمانية حيث شاعت زراعته في الصعيد ومع بدايات القرن العشرين تحول إلي وباء يقتحم كل بيت فاضطرت الحكومة في 1989 لانشاء أول مكتب لمكافحة المخدرات في الشرق الأوسط والعالم العربي ووجدت إسرائيل الفرصة مناسبة لاغراق البلاد بالمخدرات فقامت بزراعة مساحات شاسعة من القنب بسيناء لتهريبه إلي داخل مصر وأصبحت أكبر مصدر للمخدرات بالعالم لكن الجيش المصري استطاع القضاء علي تلك الامبراطورية بعد معاهدة السلام إلا أن المخدرات لم تتوقف وتوالت عمليات التهريب برا وبحراً وجوا لاغراق البلاد في مستنقع الادمان. وبعد أن استطاعت الحكومة تحجيم تجارة الحشيش والكحوليات انتشرت أنواع جديدة من المخدرات الكيميائية أشهرها الهيروين والكوكاكين بعد ان تم تصنيعه في البداية لأغراض علاجية بشركات الأدوية فتحولت إلي مخدرات. ومع التطور التقني ظهرت مخدرات الجيل الرابع التي تواكب الثورة التكنولوجية من خلال موسيقي مخدرة بترددات مختلفة تشعر السامع بتأثير نفسي مشابه لتأثير المخدرات التقليدية لكنها أشد فتكا وتدميرا. هذا ما يؤكده الدكتور أحمد فخري أ. علم النفس الاكلينيكي بجامعة عين شمس ويقول ان المواد المخدرة شقت طريقها في مصر وانتشرت في كل مكان وكانت البداية من زهور اللوتس الأزرق التي كانت توضع في الشاي قديما أو تخمر في المشروبات الكحولية لتساعد علي زيادة النشاط بعدها ظهر الحشيش والبانجو حيث يعرف البانجو بمخدر الفقراء ويستخرج من نبات القنب المجفف وينمو في أي وقت من العام وتتسبب في الهلوسة وتدفق الأفكار بطريقة غير تقليدية لذا يعتبره البعض سببا في ابداعهم وشعورهم بالسعادة ثم يأتي الكوكايين ليحطم عرش الحشيش والأفيون ويظهر الهيروين ليتربع لسنوات طويلة علي قائمة المخدرات فتكا للعقول. أما الترامادول الذي أنتشر بسرعة البرق فلا يمكن السيطرة عليه اذ ينتشر بين الطبقات العاملة ويمتد مفعوله لساعات طويلة وكذلك عقار الصراصير أحد الأنواع المنتشرة في الأوساط المختلفة ويعرف بهذا الاسم نظرا لآثار الهلوسة التي يسببها عند تناوله وشعور مستخدميه بأن الحشرات تنتشر في أجسامهم.. أما "الكلة" إحدي مواد الغراء اللاصقة فيشمها غالبية المتسولين وأطفال الشوارع وتؤدي إلي الشعور بالدوخة والهذيان ويؤدي ادمانها إلي الغيبوبة والوفاة. أما الآثار الضارة التي تسببها تلك المخدرات فالأفيون يؤدي للشعور بآلام العضلات والعظام وسرعة ضربات القلب والاحساس بالوهن والقات بسبب تضخم البروستاتا والضعف الجنسي كما يؤثر علي القلب ويجعل تعاطيه عرضة لسكتات القلب المفاجئة. بينما يصاب مدمنو البانجو بارتفاع ضغط الدم وسرعة النبض واختلال التوازن والاضطراب النفسي في حين يعتبر الحشيش من مسببات الاصابة بسرطان الرئة ويدمر الجهاز العصبي ويسبب السكتات القلبية المفاجئة وتتشابه الأعراض في جميع المخدرات حتي تنتهي بمتعاطيه إلي الوفاة. المخدرات الرقمية ويضيف ان المخدرات الرقمية لها نفس الآثار التي تسببها المخدرات التقليدية من آثار مرضية مماثلة في التمركز حول الذات واللامبالاة والعزلة وصولا الي نهاية الادمان الرقمي الذي يدمر حياة الفرد. ويؤكد د. جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر ان للمخدرات اثراً ضاراً علي صحة الفرد والمجتمع بدءا من حجر الشيشة والسجائر إلي المخدرات الرقمية كما ان لادمان المخدرات اثارا ضارة علي الدخل القومي للبلاد نظرا للمبالغ الضخمة التي تهرب الي الخارج لجلب تلك السموم. ويقول ان علامات الادمان يجب ان تكتشفها الأسرة مع بدء التغيير الحاد في السلوك والعصبية الزائدة والكذب واختلاق المبررات والشعور بالاجهاد وفقدان النشاط واللامبالاة وشرود الذهن والتمركز حول الذات وصعوبة التحكم في الانفعالات والتخلي عن القيم والمعايير. لذا يجب علي الأسرة التوعية المستمرة بمشاكل الادمان بين قطاعات المراهقين بأسلوب يتناسب مع طبيعتهم حتي لا تحدث نتائج عكسية مع اتباع أساليب تعتمد علي الحوار المتبادل بين الآباء والأبناد والمتابعة المستمرة للأسرة وخاصة في مرحلة المراهقة والتدخل السريع في معالجة الانحرافات السلوكية أولاً بأول مع استشارة المتخصصين في مجال الصحة النفسية حول أفضل الأساليب في كيفية التعامل مع مشكلات المراهقين. ويتفق معه د. هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ويقول ان دور الأسرة في مراقبة أبنائها ومعرفة أعراض الادمان في وقت مبكر اذا حدث تغير في السلوك والميل إلي العزلة والسهر طوال الليل وعدم الذهاب إلي العمل وتدهور التحصيل الدراسي مع التدخين بشراهة وضعف الشهية مؤكدا ان الحشيش هو البوابة التي تؤدي الي تعاطي المخدرات الأخري مثل الهيروين والأفيون مشددا علي ضرورة الابتعاد عن تجربة أي مادة مخدرة وتناولها وعدم الانحراف وراء رفقاء السوء لتفادي الوقوع في دائرة الادمان.