** الإذاعي القدير والإعلامي المخضرم فهمي عمر رئيس الإذاعة الأسبق قال إن الكثير من العاملين في الإعلام الآن لا يلتزمون بالحيادية في نقل الأخبار. وبعضهم أصبح "منظريين وأصحاب رأي ويفتون في جميع مناحي الحياة". وفهمي عمر كان واضحاً في كلماته ومكتفياً بقدر معين من توصيف الحالة الإعلامية الراهنة. ولكن الواقع هو أن بعضهم أصبح يشكل دولة فوق الدولة. وأن إعلام الوصاية السائد حالياً لا يقف عند حدود أداء متطلبات وقواعد العمل الإعلامي ولكنه يعتقد ويمارس دور القيادة ويقوم بترشيح الوزراء والقيادات ويصدر الأحكام القاطعة في حق هذا وذاك ويفتعل ايضا المعارك والأزمات التي تخدم مصالحه وتدعم ما يدلي به من آراء وما يتخذه من مواقف. إن أحداً لم ينتبه بالشكل الملائم لخطورة الفوضي الإعلامية السائدة حالياً وللدور الذي يلعبه بعض مراكز القوي الإعلامية حالياً والذين أصبحت الكلمة كلمتهم.. و"الشلة" شلتهم.. والليلة ليلتهم.. وسيلتهمون الجميع..! *** ** ولنترك الإعلام وحديثه الذي لن ينتهي ولنتحدث عن مصيبة المصائب في التعليم الذي أصبح بلا تربية وفي الجيل الجديد الذي يعتقد أن الغش مشروع ومباح. وأن التحرش ايضا من سمات "الجدعنة" و"الفتونة". والأولاد "السفلة" في مدرسة إعدادية حاولوا اغتصاب المدرسة التي تراقب الامتحان داخل اللجنة لأنها منعتهم من الغش الجماعي. وبثينة كشك مديرة التعليم بالجيزة قررت حرمان خمسة طلاب من أداء امتحان الإعدادية بسبب هذا العمل..! والحرمان من الامتحان وحده لا يكفي يا سيدة بثينة. فالقضية أكبر من عقاب الطلاب فقط. فهي قضية مدارس بلا تربية ولا تعليم. وأساتذة لا يملكون القدرة علي السيطرة علي طلاب صغار ولا يتفاعلون معهم ولا يجيدون الوصول إلي أفكارهم وعقولهم..! إن المدرس هو من يحتاج إلي تأهيل وإعداد وتدريب من نوع خاص. فنحن لا نواجه جيلاً جديداً من الطلاب لا يمكن السيطرة عليه. ولكن نواجه نوعاً آخر من الأساتذة والتربويين أهملوا كل شيء واكتفوا بأداء أدني متطلبات الوظيفة فأضاعوا قيمة المهنة وفقدوا هيبتهم.. وكان التحرش الجماعي من نصيب زميلتهم التي تحمد الله علي أنه كان هناك هذه المرة من استجاب لصراخها واستغاثتها..! *** ** ومن يستضيف هؤلاء الفنانين في الفضائيات.. ومن يسمح بكل هذه الآراء الشاذة والغريبة والهدامة التي يطلقها كل باحث عن الشهرة وكل فاقد للوعي والإدراك والإحساس. إن المخرجة إيناس الدغيدي لا تتوقف عن إثارة قضايا يرفضها ويلفظها المجتمع ويحتقر ايضا من يتحدث فيها بكل هذه الوقاحة والاستفزاز. والإعلامي مفيد فوزي الذي يدرك كل ذلك ويتفهمه والذي نقدر فيه روح التحدي وإصراره علي البقاء في الساحة استضاف الدغيدي لتقول له "إنها قالت لربنا في المنام.. أنا مش مصدقة كلام الأنبياء. وأنها ليست مقتنعة بكل ما يقوله الأنبياء ويعتقده الناس"..!! وقد تكون هذه قناعاتها. فلتعتقد فيما تشاء ولتؤمن أو تكفر فهذا شأنها وحدها.. ولكن أن يقال هذا الكلام ويتردد في وسائل الإعلام مقترناً بحديث آخر يدعو إلي هدم الثوابت والتراث والتشكيك في الأحاديث. فهذا لا يمكن أن يكون مصادفة. ولا هو حرية رأي وتعبير. وإنما نوع من الفوضي الهدامة التي لن تبقي ولن تذر.. هذا مخيف والعواقب مدمرة..! *** ** ونواصل الحديث عن المعذبين في الأرض.. عن البنات والأطفال الصغار الذين يساق بهم لنظافة الشوارع في المدن الجديدة. والذين يقفون بالساعات منذ الصباح الباكر يعملون في ظروف صعبة وشمس حارقة ويستجدون المارة من أجل كوب من الماء. هؤلاء البؤساء يتعرضون للتحرش والانتهاكات من كل نوع من سائقي الميكروباصات ومن حرس العمارات والمنشآت.. ومن كل من تسول له نفسه أنهم فريسة وهدف سهل للاصطياد..! ارحموهم.. وأوقفوا مهزلة تشغيل واستغلال هؤلاء الأطفال. وانتفضوا من أجلهم بنفس الحماس الذي شهدناه عندما تعدي بعض قساة القلوب علي "كلب"..! *** ** وخارج الحدود.. وفي معارك الوجود والبقاء فإن بشار الأسد رئيس سوريا أفشل كل الرهانات والتوقعات واستطاع الصمود والبقاء واللعب مع الأمريكان. وبشار استطاع الآن إقناع الجميع بأنه لو سقط فإن إرهاباً من نوع جديد وتنظيمات إرهابية بالغة الخطورة ستتصدر المشهد وتصدر الإرهاب للعالم..!! بشار بيلعب باللي يغلب به.. والمهم البقاء في السلطة.
