يجب ان نعتذر لبلدنا لاننا لم نقدره حق قدره.. استمعت يوم الاربعاء قبل الماضي باهتمام شديد لكلمة السيدة "إيرينا بوكوفا" المدير العام لمنظمة اليونسكو التي ألقتها في جامعة الازهر حيث ضجت القاعة بالتصفيق أكثر من مرة لبراعتها في اللغة الانجليزية ولقدراتها والتعبيرية والمعلوماتية والدبلوماسية فقد بدأت بتحية الاسلام وقالت انها يشرفها ان تكون في مصر وفي جامعة الازهر التي تعد أعرق الجامعات وأرفعها مكانة. وان تأثير الأزهر وقيادته لا مثيل له في مصر وخارجها. لفت نظري حرصها علي الحشمة والوقار. والاستشهاد بآيات القرآن الكريم بما يتناسب مع الموقف سواء في المساواة بين الناس جميعا أو العدل أو احترام الاخر. وتأكيدها ان الاسلام دين عالمي وأن موجات العنف في العالم الاسلامي لم ولن تحسب علي الاسلام والمسلمين وقالت: لقد تأثرت كثيرا بكلمات فضيلة الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر عندما اكد ان الحضارة الاسلامية هي حضارة اعتراف وتواصل. وارتفعت نبرة صوتها عندما قالت: لايمكن للعالم ان يتصور مصر بدون الاهرامات.. أبوالهول.. وادي الملوك.. ابوسمبل.. معبد الكرنك.. بدون القاهرة التاريخية التي تعد احدي اقدم المدن الاسلامية بمساجدها الفريدة ومدارسها ونوافيرها موضحة انها لن تجد مكانا افضل من مصر لتوضح منه للعالم اهمية تراث ما قبل الاسلام للانسانية بما في ذلك المسلمون كمصدر للانتماء والكرامة مستشهدة أكثر من مرة بكلمة الدكتور عبدالحي عزب رئيس جامعة الازهر التي ألقاها ترحيبا بها وكانت كلمة معبرة اصدق تعبير عن سماحة الاسلام واهتمامه بالحضارات السابقة بل وحرصه عليها عبر التاريخ. فقد تابعت مدير عام منظمة اليونسكو والوفد المرافق لها كلمة رئيس الجامعة باهتمام كبير عندما اوضح موقف الاسلام من الامم وتاريخها من واقع القرآن الكريم حيث ابدع في شرح حضارة عاد وثمود وفرعون التي وردت في سورة الفجر "الم تر كيف فعل ربك بعاد.. إرم زات العماد..التي لم يخلق مثلها في البلاد.. وثمود الذين جابوا الصخر بالواد.. وفرعون ذي الأوتاد".