بعد ثورة 25 يناير كنا نقول عن الفلول كل ما نريد.. ننتقدهم ونحذر من عودتهم واستمرار سيطرتهم علي كل مفاصل الدولة. لست من هواة سوق الاتهامات جزافا أو الأخذ بالشبهة ولا من هواة إلقاء التهم وتعميمها.. بل أدعو فقط لمحاسبة المفسدين الذين تلاعبوا بمصير بلد بحجم مصر. ولو كانت كلمة فلول تعني.. بقايا النظام السابق.. فنحن بلا شك مخطئون في استعمال الكلمة إذ لا محل لها ولا واقع نسقطها عليه. لقد أدركنا شيئا فشيئا أن ثورة يناير ذهبت فقط بقمة جبل الجليد وبقي الجبل راسخا شامخا. حتي هؤلاء القلة الذين يشكلون قمة جبل الجليد وظننا أن ما كانت ثورة أطاحت بهم سرعان ما قبلنا بعودتهم عندما تسللوا وفرضوا أنفسهم علينا بعد ثورة 30 يونيو. كان المبرر حينئذ أنه لا ضير من تحالف تكتيكي مؤقت حتي نسقط طغيان الإخوان ثم نفترق. الآن يشعر الكثيرون ممن شاركوا في 30 يونيو أن التحالف التكتيكي مع ما كنا نطلق عليهم فلول كان خدعة والواقع الآن يقول إن أنصار ثورة يناير هم الذين أصبحوا أقلية ويمكننا أن نطلق عليهم فلول يناير بعد التشويه المتواصل والمتعمد لهذه الثورة المجيدة.. ومن أنصار مبارك من تشدد في وقوفه ضد الإخوان وبالغ في تشدده فهو الخاسر الأكبر إذا بقي الإخوان.. فلم يكن أمامه سوي أن يكون رأس حربة في إزاحة الإخوان ومرسي للحفاظ علي ما اكتسبه وربما يسجل نقطة أو أكثر تصب في صالحه فيما بعد.. وقد كان. لقد نزلنا في ثورة 30 يونيو إخلاصا لمصر ثم وقفنا مع القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي آنذاك وحتي أصبح رئيسا عندما أحسسنا أنه صادق وأنه يملك مشروعا للنهوض بهذا البلد الذي ترهل ولديه القدرة والعزم والتصميم علي وضع مصر في المكان الذي تستحقه ويليق بها بين الأمم وأنه الوحيد القادر علي أن يخلصنا من حكم جماعة أيديولوجية مغلقة علي أنصارها. بينما تسلل هؤلاء المنتفعون لميادين ثورة يونيو ووقفوا معها لأهدافهم الشخصية وللحفاظ علي مكتسباتهم وربما زيادتها وللدفاع عن نفوذهم الكبير الذي حصلوا عليه علي حساب عموم الشعب المصري. ما يصيب المخلصين لثورة 30 يونيو بالإحباط هو إزاحتهم تماما عن المشهد من قبل أبواق وزبانية نظام مبارك الذين نصبوا أنفسهم مدافعين عن 30 يونيو ونظامها وفي الحقيقة هم يشكلون عبئا ثقيلا علي الثورة وعلي نظامها. وخلق هولاء الطبالون الذين قفزوا من يخت مبارك إلي سفينة 30 يونيو مجالا أحادي الاتجاه والرؤية والتوجه.. فكل من ينقد شيئا حتي بهدف الإصلاح فهو إخواني أو عميل أو يحصل علي أموال من الخارج ثم يتسابق المرضي بالنفاق في الهجوم من ينتقد شيئا..... وفي الحقيقة هم يشبهون الدبة التي قتلت صاحبها بغبائها. ولا ينبغي ولا يمكن أن تستمر الأمور علي هذا الحال فللمرحلة ظروفها التي تفرض علينا الصبر والتغاضي عن أخطاء وأشياء لكن سوف تنتصر مصر علي الإرهاب وتخرج من هذه الحالة وتجري الانتخابات البرلمانية وتتشكل حكومة ومعارضة. وأخشي علي هؤلاء الذين تسبب لهم كلمة معارضة كل أمراض العصر الجسدية والنفسية رغم أن أي نظام ديمقراطي يتكون من حكومة ومعارضة.