أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ثمار التنمية لا يتعين أن تستأثر بها المدن الكبري وإنما يجب أن تمتد لكل ربوع الوطن.. وقال الرئيس خلال ترؤسه أمس الاجتماع السنوي لمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية الذي يضم في عضويته عدداً من الشخصيات الدولية البارزة منهم الرؤساء السابقون لرومانيا والبانيا وكولومبيا ولاتفيا وصربيا وعلماء ومفكرون أن الدولة ستبدأ قريباً برنامجاً لتأهيل الشباب للمراكز القيادية. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس ألقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع تضمنت استعراض الدور التاريخي والمعاصر للمكتبة ليس فقط كمركز إشعاع ثقافي في مصر يحمي القيم المصرية الوطنية وإنما أيضاً كمشعل من مشاعل التنوير في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط فضلاً عن دور المكتبة في الحفاظ علي تراث الإنسانية في مختلف فروع العلوم والفنون والثقافة. نوه الرئيس إلي إصرار المصريين علي إعادة إحياء فكرة المكتبة من جديد وذلك من خلال الجهود التي تم بذلها بالتعاون مع منظمة اليونسكو والتي تكللت بالنجاح حيث تم افتتاح المكتبة في عام 2002 لتواصل دورها التثقيفي والتنويري والذي يكتسب أهمية مضاعفة في مرحلة البناء الراهنة التي يتعين أن تتواكب معها "حركة فكرية تنويرية شاملة" تواجه الفكر المغلوط وتدحض قيم العنف والإرهاب وتعيد إحياء القيم الإسلامية النبيلة وفي هذا الصدد أشاد الرئيس بالجهود المشتركة التي بذلتها المكتبة بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الخارجية لتنظيم مؤتمر "نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف" الذي عقد في يناير الماضي مؤكداً علي ضرورة متابعة نتائجه والبناء علي ما تم التوصل إليه أثناء هذا المؤتمر. أضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس شدد في كلمته علي ضرورة امتداد نشاط المكتبة إلي كافة ربوع مصر في الدلتا والصعيد حيث لا يتعين أن تستأثر مدن مصري الكبري بثمار التنمية. مشيراً إلي أهمية تواكب كافة جهود الدولة في نشر اللامركزية كما وجه بالمضي قدماً في تنفيذ العديد من المشروعات التي طرحتها المكتبة في شتي مجالات الثقافة والتوثيق والتأريخ والتعليم مؤكداً علي أهمية إيلاء المشروعات المعنية بالتعليم اهتماماً خاصاً ولاسيما التعليم الفني والتدريب المهني. وتعقيباً علي مداخلات أعضاء مجلس الأمناء أوضح الرئيس أن مصر تولي اهتماماً كبيراً للشباب وأن مؤسسة الرئاسة بصدد الإعلان قريباً عن برنامج لتأهيل وإعداد الشباب لتولي المراكز القيادية منوهاً إلي أن المكتبة يمكنها أن تلعب دوراً مهماً من خلال المساهمة في هذا البرنامج التدريبي. ذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أوضح أنه علي الرغم من أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية يكون لها دور في الانجراف الفكري لدي بعض الشباب نحو التيارات والتوجهات المتطرفة إلا أن استغلال الدين من قبل المضللين ومغلوطي الفكر يمثل عامل الجذب الرئيسي للعناصر المحبطة وهو الأمر الذي تتعين مواجهته بتصويب الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة في ضوء ضرورة توافر إطار متكامل لمكافحة الإرهاب لا يغفل أياً من الأبعاد الضرورية لدحره علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية. نوه الرئيس إلي أن حضارة وعراقة الشعب المصري حالت دون سقوط مصر في براثن الفوضي حيث انتفض الشعب للحفاظ علي هويته.. وأضاف أن مواجهة مصر للإرهاب يتعين أن تأتي من خلال عمل مشترك مع كافة أطراف المجتمع الدولي بحيث يمتد ليشمل مناحي كثيرة للتعاون في مختلف المجالات وفي مقدمتها تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وعقب انتهاء الاجتماع قام الرئيس بتسليم المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق ورئيس المحكمة الدستورية العليا النسخة الأولي من الكتاب الذي أصدرته مكتبة الإسكندرية توثيقاً لفترة رئاسته لمصر وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب عن خالص الشكر والتقدير للمستشار عدلي منصور لتوليه مسئولية جسيمة في مرحلة تاريخية دقيقة واستطاع خلالها أن يقود البلاد بصبر وحكمة حيث أنجز استحقاقين رئيسيين من استحقاقات خارطة المستقبل والمتمثلين في إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية. فضلاً عن جهوده المقدرة والمثمرة للمساهمة في استعادة الأمن والاستقرار. أضاف الرئيس أن التاريخ سيتوقف كثيراً أمام الدور الذي قام به المستشار عدلي منصور والذي أسفر عن مكانة رفيعة في قلوب المصريين معرباً عن خالص تمنياته القلبية لمنصور بالاستمرار في العطاء من أجل الوطن ومن جانبه أعرب المستشار عدلي منصور عن خالص شكره وتقديره للرئيس وأعضاء مجلس أمناء المكتبة لهذه اللفتة الرائعة والتكريم الصادق.