لنحاول معاً أن نحل هذه المعادلة..! موظف كبير في الدولة.. أي موظف وفي أي مكان. يتقاضي مرتب وكيل وزارة مثلاً.. ويستخدم في تنقلاته سيارة المصلحة والتي تعمل أيضا في خدمة أفراد الأسرة.. وهذا الموظف شريف ويكتفي بمرتبه الذي يصل إلي عدة آلاف.. ويحاول قدر الإمكان ألا يطعم أولاده من الحرام. هذا الموظف يصل إلي سن الستين.. ويجد نفسه علي المعاش. وينظر إلي معاشه ليجد أنه حوالي الألف جنيه فقط وأن عليه أن يواجه بهذا المبلغ متطلبات واحتياجات الحياة وأن يحافظ علي "البرستيج" الاجتماعي الذي اعتاد عليه وأن يلبي متطلبات الأبناء..! هذا الموظف وكل موظف علي هذا النحو.. ماذا يفعل وكيف سيعيش ومن أين سيأتي بالمال؟! إن نظام المعاشات والتقاعد الموجود حالياً لا يقدم الحياة الآدمية لكل من يصل إلي سن المعاش ويدفع الجميع في اتجاه السرقة أثناء سنوات الخدمة لتأمين سنوات العجز والتقاعد. إن معظم الدول تحرص علي تكريم الإنسان في شيخوخته. وتؤمن له معاشاً تقاعدياً يصل لنحو 80% من آخر مرتب تقاضاه.. أما نحن فنعامله أسوأ من خيل الحكومة.. ونتركه للعذاب دون أن نطلق عليه رصاصة الرحمة!! *** ** وأين ذهب فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر؟ ولماذا لا يتحدث عن الفوضي الدينية الهائلة التي نشهدها علي الفضائيات حالياً والتي ستؤدي إلي هدم المعتقدات والثوابت التي حمت الأمة وكانت مانعاً أمام التمزق والانقسام والانهيار. وما الذي يحدث لنا في مصر.. ولمصلحة من هذا الجدال البيزنيطي العقيم الذي يحول الدين إلي مناظرات وتبادل للاتهامات وتشجيع لهذا وذاك بطريقة تتسم بالتعصب والجهل والوقاحة أيضا. ولماذا يظهر علينا كل هؤلاء في هذا التوقيت.. ومن الذي يريد أن يدفعنا إلي التشكيك في كل شيء. بداية من الحجاب وانتهاءً بالأئمة وتراث الإسلام.. ووصولاً إلي النبي عليه الصلاة والسلام وزوجاته. ولا يمكن أن يكون كل ما يحدث ويقال من قبيل المصادفة أو البحث عن موضوعات للإثارة.. هناك شيء ما ينذر بالخطر ويفتح الباب أمام تأويلات وشكوك. والدكتور أحمد الطيب عليه أن يتحدث وأن يكون ومؤسسة الأزهر درعاً وسيفاً للدين الحنيف... وأن تكون في كلماته القاطعة نهاية لهذا الجدل العقيم المدمر لأمة الإسلام في مصر. *** ** والعرب جميعاً تحولوا إلي ظاهرة صوتية.. فنحن أمة الكلام في الفاضي والمليان..! وما الذي نقدمه جميعاً كعرب للحضارة الكونية والإنسانية الآن؟ لقد تحولنا إلي أمة تستورد كل شيء. سلاحها وطعامها ودواءها.. وسياراتها وملابسها..! نحن لم نعد ننتج شيئاً ولا نقدم للعالم جديداً في الفكر أو العلم واكتفينا بالحديث عن الماضي وعن الأجداد الذين كان لهم الريادة في الطب والفلك والهندسة. إننا لم نعد في حاجة إلي ثورات سياسية بقدر حاجتنا إلي ثورات إبداعية تعيد التركيز علي قيم العلم والعمل.. وتدفع في اتجاه بناء مجتمعات عربية جديدة قادرة علي إنتاج تجارب متميزة في النمو والتقدم بدلاً من أن نصبح عالة علي العالم نستورد منه كل شيء.. ونقوم بعد ذلك بتكفيره أيضاً..! *** ** وإلي أين ستقودنا عاصفة الحزم..؟ إن إيران تبذل جهداً كبيراً لكي تتحول اليمن إلي مصدر استنزاف لدول التحالف العربي. والمساعدات التي تقدمها إلي الحوثيين تدفعهم إلي التشدد ورفض أي حلول سلمية. والمعركة في اليمن لن تحسم بالضربات الجوية فقط. والتدخل برياً قد يكون مطلوباً وواقعياً وفي مرحلة معينة... ولابد أن تكون الحسابات في ذلك دقيقة والقرار في الوقت المناسب وبعد استنفاد كل الطرق والوسائل السلمية والسياسية. *** ** وكنا أول من انتقد ظهور الدكتورة أميرة أبوطالب زوجة محافظ الإسكندرية في الاجتماعات الرسمية للمحافظة لأنها غير ذات صفة رسمية. ولكننا لا نري مبرراً لانتقادات البعض لظهورها في حفل أقيم لتكريم الأيتام.. فلا ضرر ولا جريمة في ذلك... والدور الاجتماعي مطلوب وضروري. ولا يجب أن تكون مهمة البعض هي ملاحقة الآخرين وتحويل إيجابياتهم إلي سلبيات وإرهاب الجميع عن العمل والمشاركة المجتمعية. *** وكل شيء تغير.. ولم يعد هناك مذاق حلو للكثير من الأشياء التي اعتدناها.. وحتي ورود الربيع لم تعد لها رائحة..!