قضيت أربعة أيام في ربوع مدينة الأقصر عاصمة محافظة الأقصر ضمن وفد صحفي من أعضاء لجنة الأداء النقابي بنقابة الصحفيين. وهي مدينة ذات طابع خاص. لطابعها الأثري والحضاري العريق. وتتكون من شطرين.. البر الغربي والبر الشرقي. يفصلهما نهر النيل الخالد.. يقول التاريخ القديم إنه كان يطلق علي البر الشرقي مدينة الأحياء في العصور الفرعونية حيث المعابد الدينية وقصور الملوك وعامة الشعب.. كما كان يطلق علي البر الغربي مدينة الأموات حيث المقابر والمعابد الجنائزية. ونود أن نشير إلي أن أهم الأنشطة المميزة لمدينة الأقصر.. النشاط السياحي. ثم النشاط الزراعي وبعض الأنشطة الحرفية والبيئية.. ولكن صناعة السياحة تمثل حجر الزاوية للنشاط الاقتصادي لتلك المدينة العظيمة والتي يعمل بها بصورة مباشرة نحو 12% من السكان. حيث شهرتها محلياً وعالمياً لتراث الآثار بها.. حيث تزخر بالعديد من أهم مناطق الجذب السياحي بنسبة سدس آثار العالم. و85% من آثار جمهورية مصر العربية. كما تجدر الإشارة إلي أن من أهم المعالم السياحية والمناطق الأثرية والتاريخية بمدينة الأقصر والتي استمتعت بزيارتها لأول مرة في حياتي معبد الكرنك علي بُعد ثلاثة كيلومترات شمال المدينة. ويرتبط بمعبد الأقصر بطريق الكباش الذي أقامه الملك أمنحتب الثالث 1397- 1360 ق.م. ثم متحف الأقصر الذي تم إنشاؤه عام 1975 كمتحف إقليمي يعرض فيه بعض ما يتم اكتشافه بالمنطقة أثناء أعمال الحفائر والتنقيب عن الآثار. فضلاً عن متحف التحنيط الذي يعتبر أول متحف في العالم من نوعه. وأحد أهم المتاحف النوعية التخصصية ويعرض أدوات التحنيط ومومياوات آدمية وحيوانية ومراحل التحنيط وبعض موادها ثم مسجد سيدي أبوالحجاج والذي يعتبر من أقدم المساجد خارج مدينة القاهرة. وهو مشيّد أعلي الركن الشمالي الشرقي لمعبد الأقصر ووادي الملوك الذي اختاره ملوك طيبة ليكون مستقرا لمومياواتهم ووادي الملكات ومن أشهر مقابرها مقبرة الملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني ومعبد الدير البحري وهو المعبد الجنائزي للملكة الجليلة حتشبسوت 1490- 1469 ق.م. أعظم وأشهر ملكات مصر. وتمثالا الملك امنحتب الثالث ومعابد أخري كثيرة. وباختصار شديد نستطيع أن نقول إن آثارنا الفرعونية القديمة لا مثيل لها في عظمتها وكثرتها وإتقانها فهي بحق تدعو إلي الإعجاب والدهشة وتنطق بعظمة الإنسان المصري القديم صاحب الأمجاد العظيمة والفريدة.. لقد رأيت بعيني رأسي أفواج السائحين من مختلف دول العالم تتوالي وهم يقفون في صمت أمام تلك الآثار مبهورين بعظمتها وشموخها. وإذا كانت الحركة السياحية الدولية الوافدة قد تراجعت وضعفت منذ أحداث ثورة 25 يناير 2011 والتي تركت آثارًا سلبية علي النشاط السياحي بانخفاض أعداد السائحين. فإننا ندعو وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والغرف السياحية بتشجيع السياحة الداخلية وتنشيط برامجها فهي لا تقل أهمية عن السياحة الخارجية. والأمر يتطلب إجراء خصومات في أسعار الإقامة الفندقية ومنح أسعار تشجيعية للمواطنين لمشاهدة آثار الفراعنة العظام. نقول لشعب الأقصر المسالم والصابر: لا يضيق صدرك ولا تتحسر علي حالك. فالسياحة تمرض ولكن لن تموت. كلمات: علي الإنسان أن يدرك أن هناك أشياء مستحيلة التحقيق ويثابر علي تحقيقها رغم أنف المستحيل. لا تحكم علي يومك بالمحصول الذي حصدته بل بالورد الذي زرعته.