في الوقت الذي تتضافر فيه جهود كافة القطاعات الأمنية في وزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة للقضاء علي فلول الإرهاب الأسود. سواء في شمال سيناء أو المتواجدين داخل الجحور في المحافظات والمناطق المختلفة. ولا يظهرون إلا للقيام بإحدي عملياتهم الإجرامية الخسيسة التي أصبحت منهاجاً شبه يومي لهم. في محاولات يائسة لإثبات الوجود- وهم بإذن الله في طريقهم إلي زوال- تأبي فئات أخري تعيش معنا في هذا المجتمع إلا أن تمارس أنواعاً أخري من الارهاب. لا تقل خطورة وضراوة عن هؤلاء الارهابيين الذين يستخدمون السلاح لتحقيق الدمار والهلاك في البلاد وبين العباد. تهدف تلك الفئات إلي تفتيت المجتمع الأسري ونشر الفساد الفكري والأخلاقي والمجتمعي بين شباب تلك الأسر.. هذا الشباب الذي نقول عنه دائماً إنه عماد المستقبل.. ولكن يبدو أن هناك أيادي خفية لا تريد لمصر أن يكون لها مستقبل مشرق. نتمني جميعاً أن نحققه. فها هو المدعو أسامة سلامة رئيس ما يسمي برابطة تجار السجائر يدعو أجهزة الدولة إلي السماح بزراعة وتجارة المخدرات. زاعماً أن متوسط حجم استخدامها السنوي يصل إلي 42 مليار جنيه.. تنفق الدولة أكثر من 2 مليار جنيه لمكافحة ذلك وتفشل في تحقيق ذلك بنسبة 85%.. وأن هذا التقنين سوف يدر دخلاً سنوياً علي الدولة قدره 4.2 مليار جنيه يساعد في سد بعض أوجه العجز في الموازنة.. وأكد المذكور أن ما يعادل نصف الشعب المصري من مدخني الحشيش حيث يصل عددهم ما بين 40 إلي 45 مليون شخص. بخلاف العرب والأجانب المتواجدين بالبلاد. * ما رأيك أيها المواطن الشريف في تلك الدعوة؟.. أدعوك قبل الإجابة أن تقرأ الحقائق والاحصائيات التالية ثم نبدأ بأخذ الآراء: هل تعلمون يا سادة أن عدد الضحايا من مستخدمي مخدر الحشيش في حوادث الطرق خلال عام 2014 وصل إلي 12 ألف قتيل. وأن نسبة 87% من مرتكبي جرائم الاغتصاب مارسوا جريمتهم وهم تحت تأثير هذا المخدر.. وأن نسبة 58% من مرتكبي جرائم حوادث السرقة بالإكراه كانوا تحت هذا التأثير. ما رأيكم في أن حالات الاغتصاب التي تم الابلاغ عنها العام الماضي فقط وصل إلي 4000 حالة.. وأن 70% من الجناه كانوا من الشباب الذي كان واقعاً تحت تأثير المخدرات.. هل تعلمون أن مصر تحتل المركز الثاني في جرائم زنا المحارم والاغتصاب والتحرش الجنسي علي مستوي العالم. يا له من مركز متقدم نخجل منه. هل تعلمون أنه أثناء حكم الإخوان المسلمين للبلاد زادت مساحات زراعة المخدرات والبانجو وزادت الكميات التي دخلت البلاد منها بالتواطؤ مع بعض أجهزة مخابرات عدة دول للتأثير علي عقول الشباب. وتغييبهم عن حقيقة ما يحاك بالبلاد والعباد لإحكام السيطرة علي كافة القوي الموجودة بها. وبالطبع فإن الشباب كان هدفاً رئيسياً لهم.. وهنا أتذكر طائفة الحشاشين التي ظهرت فيما بين القرن الحادي عشر والثاني عشر ميلاديًا في بلاد الفرس والشام حيث كان يتم التأثير علي الجنود والمقاتلين من أبناء تلك الطائفة بالمخدرات والنساء.. ويا لها من وسائل دنيئة سعت إليها وبها تلك الجماعة للسيطرة علي البلاد بغض النظر عن أنهم يقتلون ويدمرون أغلي وأطهر ما بها. وهو عقول شباب هذا الوطن. ألا يمثل هذا يا سادة نوعًا خطيرًا من الارهاب الذي يسعي إلي تدمير شباب الوطن.. أعلم ان الدولة تبذل قصاري جهدها في مواجهة مخاطر العنف والتدمير والعمليات الارهابية المسلحة. ولكنها يجب ألا تتغافل أو تؤجل التعامل مع هذا الوجه الآخر من أوجه الارهاب. فكلاهما يستهدف شباب الوطن. إن الاجهزة الرقابية المختصة بمواجهة ظاهرة انتشار المخدرات وتفشي الجرائم الاخلاقية يجب أن تتصدي بقوة وحزم للتعامل معها يساندها في ذلك الاعلام الغيور علي مستقبل هذا الوطن.. والأزهر الذي ينادي جميعاً بأن يقوم بدوره التنويري وأن يجيد التواصل معه فكر وفهم الشباب ونجاحهم بأسلوبهم لضمان تحقيق النجاح في ذلك استيعابهم .. ناهيك عن ضرورة التنسيق مع المخرجين السينمائيين ومنتجي الافلام لتخفيف حدة الافلام الماجنة التي تتصدر دور العرض تحت ستار حرية التعبير.. والعمل علي تفعيل دور الأسرة من خلال وسائل الاعلام للسيطرة والتحكم في أبنائها. أعرف ان الموضوع ليس عبارات انشائية ونظرية ولكننا تعودنا أن نعرض المشكلة وبعض أوجه حلها لعلها تلقي آذاناً صاغية وعقولاً واعية وضميراً مستيقظاً يهدف إلي حماية أسرتي وأسرتك.. ابني وابنك.. أخي وأخيك.. من جرائم هذا النوع من الارهاب.. وتحيا مصر..