بسرعة تنتشر.. تلتف حول مقار المدارس ومراكز الشباب.. وبسرعة أكبر تجد من يحاربها.. لأنها تلتهم ليس مصروف التلاميذ.. بل وفلوس فصول التقوية.. وأحيانا الدروس الخصوصية.. أسماؤهم مختلفة.. تنتشر داخل العمارات بإضاءتها الخافتة وشباب يتزاحمون في الداخل والخارج..¢ البلاي ستيشن¢.. اللافتات باللغة الانجليزية وأعلام الأندية الأوروبية وبوسترات لاعبيها علي الأبواب.. تجذب المزيد من الزبائن.. يعتبرها البعض الملاذ للزهقانين أو أصحاب أوقات الفراغ..هي التطور الطبيعي لألعاب الاتاري والكمبيوتر لكنها في النهاية ظاهرة شبابية تجمع معظم طلاب المدارس الذين زوغوا من اليوم الدراسي لاختفاء الملاعب يخوضون مباريات افتراضية علي جهاز كمبيوتر. محلات البلاي ستيشن تستحق جولة لننقل لكم أجواءها المليئة بالحماس أحيانا وبسحب الدخان أحيانا أخري! البلاي ستيشن في الأحياء الراقية أو الشعبية يجمعها ملامح مشتركة. تتميز المحلات الراقية بالابتكار والبذخ في الديكور بدءا من الواجهة الزجاجية وحتي المدخل الخاص للمحل أما الشعبية فتكتفي ببوسترات وأحيانا رسوم جرافيتي للعيبة.. الإضاءة الخافتة سمة أساسية للمحلات وزجاجها المغطي بالفاميه الغامق يحولها لكهف غامض يخفي ما بداخلها لولا الجلبة التي يحدثها بعض الشباب وأصوات الموسيقي الصاخبة المنبعثة من الداخل ومنها أغان شعبية أو أجنبية حسب أذواق الزبائن الصغار الذين هم أساسا من طلاب المدارس الاعدادية والثانوية المجاورة وحتي شباب العشرينات والثلاثينات أحيانا. الألعاب متنوعة علي الشاشات ما بين كرة القدم وحتي الألعاب القتالية.. الشاشات LCD ومنها الألعاب التفاعلية 3D تختار اللعبة والحساب بالساعة وسعر الساعة يختلف حسب المنطقة ففي بين السرايات مثلا الساعة ب 3 جنيهات وفي الدقي والمهندسين تبدأ من 5 وتصل إلي 12 حسب اللعبة والشاشة وHD ب25 جنيها وتقدم بعض المحلات المشروبات والمأكولات الخفيفة من شيبسي وعصائر وحتي السندوتشات. أجواء المرح وضحكات الشباب عند المكسب أو صرخاتهم عند الخسارة.. تبقي ظاهرة التدخين المفرط رغم أن المكان مغلق وبعضه غير بريء! لاحظنا التوسع في هذه المحلات خصوصا بجوار المدارس وأكد الملحوظة أحد أصحاب المحلات الذي رفض ذكر اسمه موضحا قلة تكاليف المشروع مقارنة بالأرباح فهو مثلا بدأ بشراء جهازين بلاي ستيشن من احدث الاجهزة وايضاً شاشتين LCD بالحجم المناسب فكلما كانت الشاشة اكبر كلما فضلها الزبائن ومن الربح تمكن من زيادة عدد الاجهزة وها هو الان يمتلك اكثر من عشرون جهاز واستبدل محله بمكان اكبر لاستيعاب هذا الكم من الاجهزة. يتفق معه "أحمد حسانين" صاحب محل اخر في كونها من المشاريع الناجحة ولكن انتشار التابلت والايباد في يد حتي الأطفال سحب منها البساط فتلجأ المحلات إلي الحفاظ علي الزبائن من خلال مسابقات تنافسية بين الزبائن بكأس للفائز النهائي كما تعرض مباريات دوري أوروبا والكلاسيكو وايضا استحداث بعض متطلبات اللعب من مشروبات ساخنة وباردة ومأكولات خفيفة تحقق دخلا إضافيا واختار محمد سعيد "32 سنة" البلاي ستيشن كمشروع له لأنه يعشق اللعبة أولا ويري أنها لا ترتبط بسن معين فرواد المحل عنده من جميع الاعمار لديهم طاقة يحاولون إخراجها باللعب والتنافس بينهم. الرواد.. صغار وشباب أغلب من قابلناهم من الشباب الصغير فمثلا "محمد هاني" طالب بالصف الاول الاعدادي قال إنه يأتي أسبوعيا في الاجازة ليلعب بعد أن اتفق مع والده علي منحه إذنا باللعب لمدة ثلاث ساعات يوم الجمعة مقابل المذاكرة الجادة طوال الأسبوع وميزة محل البلاي ستيشن التنافس مع أصحابه ووجود ألعاب مساحتها كبيرة لا يستطيع تحميلها علي جهاز الكمبيوتر ولعبته المفضلة الحرب يجتمع مع اصدقاءه ويتنافس علي شراء الاسلحة في اللعبة لتكوين جيش اقوي ويعتقد أن هذه الألعاب تعلم القوة والدفاع عن النفس رغم العنف..ويلتقط طرف الحديث زميله "سامي نبيل" الذي ينزعج من التدخين المكثف داخل المحل وعدم وجود تهوية وهو السبب الذي يجعل والده يمنعه من المجيء ولكنه يتحايل للعب مع زملائه. ورغم أن محمد محمودومحمود عصام طالبان في الصف الثالث الثانوي إلا أن شبح الثانوية العامة لم يمنعهما من لعب البلاي ستيشن أثناء وقت ما بين الدروس ولو ربع ساعة محمد يدمنها منذ الصف الرابع الابتدائي وينتظر أجازة أخر السنة ليلعب يوميا ومحموديعتقد أن أيام الجامعة سيكون وقت اللعب أطول وأفضل. وليس كل زبائن البلاي استيشن من طلاب المدارس فهناك الشباب الكبار الذي يهربون من ضغوط العمل إلي تنافسات بينهم مثل احمد سعيد "موظف" و يعتبر البلاي ستيشن ألعاب ومقهي معا .مفضلا اللعب علي ¢ قعدة القهوة¢ وخاصة انه غير مدخن فيجد المتعة في منافسة اصدقائه وتنظيم دورات كرة ويقطع بها وقتا من ضغط الشغل ومشاكل الحياة. يوافقه الرأي محمد حسنين "28 عاماً" الذي بدأ بالفرجة ثم تحول اللعب إلي طقس يومي مع لمة الأصدقاء. مشيرا إلي التنوع في الألعاب وامكانيات الجرافيكس التي تجذب الشباب. ويضيف: الألعاب القتالية-رغم عنفها- إلا أنها متنفس للشباب وأفضل من الجلوس علي المقاهي! الثقافة مع الترفيه حملنا حصاد جولتنا إلي الخبراء لنسألهم عن حدود اللهو البريء والفراغ الخطير.. فقالت لنا د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس.. أن هذه الأماكن ترتبط بفكرة الفراغ لدي الشباب وكيفية استغلاله سواء بممارسة الهوايات المفيدة كالقراءة وتعلم اللغات والرسم والموسيقي والرياضة أو امتداد فكرة التحصيل العلمي وليس فقط الدراسة طوال العام.. وتحذر من خطر ادمان ألعاب البلاي ستيشن بما تبثه من عنف وعدوانية لدي النشء وبعضها تحتوي علي مشاهد غير لائقة .مشددة علي دور الأهل في المراقبة والتوجيه ليس فيما يتعلق بالبلاي ستيشن بل حتي داخل المنزل وما يشاهده ويمارسه الأبناء أمام أجهزة الكمبيوتر وبفرض نموذج القدوة وانتهاج أسلوب الحوار.. وتدعو إلي غرس نشر الثقافة جنبا إلي جنب مع الترفيه كوسيلة لقضاء وقت الفراغ مذكرة بدور المكتبات العامة الغائب وما كانت تنظمه من مسابقات وتنادي د. سامية خضر بنشاط حقيقي لوزارة الشباب في مراكزها الرياضية ووزارة الثقافة في قصورها الممتدة في المدن والقري.