انعقاد قمة الكوميسا يصب من جديد في صالح شعوب الدول الافريقية التي تصبو الي تحقيق التنمية المنشودة لصالح شعوبها وتحقيق أفضل استغلال لمواردها ولقد عادت مصر بقوة خلال الفترة الماضية من خلال زيارات مكوكية للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حرص علي لم الشمل ولملمة الجراح التي أصابت علاقات مصر بالدول الأفريقية عامة وتجمع الكوميسا بصفة خاصة ولعل التقارب المصري الأثيوبي الذي حدث خلال الفترة الماضية يكون مفتاحا لعلاقات اقتصادية أوسع وأرحب بين البلدين فيما يخص اقامة استثمارات مصرية في المنطقة الصناعية المخصصة بأثيوبيا وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الي مستويات تتوافق مع حجم الحدث ويجب ان تسارع مصر الي كسب محبة الشعوب الافريقية من خلال تكثيف توجيه خدمات صحية وتعليمية لشعوب المناطق الفقيرة بدول القارة وتلك الخدمات هي التي كسب بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تعاطف هذه الشعوب وتأييدهم وهو الاسلوب الذي دخلت به دول مثل الصين وتركيا الي القارة الافريقية كما يجب الاسراع في الاهتمام بالطرق البرية ومد خطوط السكة الحديد الي المناطق المحرومة بين هذه الدول لتسهيل انتقال البضائع والخامات عبر دروب هذه المناطق الوعرة.. وعلي سبيل المثال فإن دولة مثل أثيوبيا بين انفصالها عن اريتريا لم يعد لها ميناء سوي جيبوتي ولكي يتم زيادة حجم التجارة مع الدول الافريقية يجب الاهتمام بانشاء الطرق البرية بتطوير وسائل الدفع حيث تعقد الصفقات بالاساليب التي كانت بالعصور الوسطي وهو تبادل السلع مقابل سلع.. ووضع نظام لضمان صادرات تلك الدول بين الحكومات. وأصبحت مصر اليوم مؤهلة أكثر من أي وقت مضي لمضاعفة حجم التبادل التجاري مع تلك الدول بل وحدوث اندماجات بين التجمعات الاقتصادية الموجودة في القارة الافريقية لعمل تكتل اقتصادي قوي يصب في صالح اقتصاديات تلك الدول وشعوبها.. ان الأمل معقود الان علي زعماء دول الكوميسا لتحقيق مزيد من التعاون والانسجام مع باقي التكتلات الاقتصادية لصالح رخاء هذه الشعوب.