لن تقوم مصر إلا بأبنائها.. رسالة أرسلها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي أبناء الشعب المصري.. إيمانا منه أنه لن يكون قرارنا من رأسنا إلا إذا كان طعامنا من فأسنا.. ولكن لن يبني مصر إلا أبناؤها الاصحاء.. فالمريض والمعتل لا يكون قادراً علي العطاء.. والمشاركة في جهود التنمية التي يقودها الرئيس لصالح المواطن الذي هو في نفس الوقت أدواتها وغايتها. شاء قدري أن أكون محرراً للشئون الصحية منذ 28 عاماً.. كنت أري أثناء مرافقتي لوزراء الصحة لزيارة المستشفيات وجوه المرضي وهي شاحبة لونها لا يسر الناظرين.. وكنت اتساءل عن الأسباب التي أدت إلي تفشي أمراض الكبد والكلي وسائر جسد المواطن المصري. فور كتابتي مقالي "السياسة الزراعية الغائبة" جاءتني العديد من الرسائل والمكالمات التليفونية.. أكدت إحداها علي سوء استخدام المبيدات الزراعية والتي تترك اثاراً متبقية في الجسد.. خاصة بالكبد والكلي وتأبي أن تترك الجسد إلا هزيلا ومريضاً.. وأن هذه المبيدات ما هي إلا مواد حشرية سامة واردة إلينا من الدول التي ترفض دخول منتجاتنا إليها لو شابها أدني درجات هذه المبيدات. قال لي أحد المهندسين الزراعيين إن أحد أصحاب المزارع اشتهي طفله تناول الخيار.. ولكن الأب رفض تناول ابنه ما يقوم بتوفيره للسوق المصري وخصص له قطعة أرض من المزرعة لزراعة الخيار دون استخدام المبيدات وتناسي أن الله ليس بغافل عما يعمل.. هذه المبيدات السامة خاصة دي. دي. تي. أبادت أبوقردان والبومة والحداية والغراب وهي اصدقاء الفلاح فلم يعد هناك توازن بيئي.. وأن متبقيات هذه الكيماويات تتحول إلي جزيئات وتتداخل وتتحد في الأنسجة والاغشية البريتونية في جسم الإنسان وتدمرها وتستقر داخلها. أوضح لي أحد المهندسين وجود مزارع تروي منتجاتها من الخضروات مثل الكرنب والقرنبيط والخس والشبت والبقدونس بمياه الصرف الصحي محققين مكاسب خيالية متجاوزين كافة الخطوط الحمراء.. بخلاف انتشار الكيماويات والأسمدة المقلدة والمغشوشة. وجدت إجابات شافية عما يدور في ذهني من علامات استفهام.. ولماذا انتشرت أمراض الكبد الفتاكة.. والفشل الكلوي.. وغيرها من الأمراض التي أنهكت وأكلت وشربت من جسد المصريين.. حقق هؤلاء المفسدون مكاسب خيالية علي حساب صحة المصريين وتتكلف الدولة المليارات لعلاج من تسبب هؤلاء في أمراضهم وتخسر الدولة جهودهم في التنمية الشاملة. ايقنت أننا نعيش في ظل منظومة زراعية فاسدة غابت بقصد أو بغير قصد عن أعين الدولة.. يتولي إدارتها أناس عاثوا في الأرض فساداً.. استبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير.. استبدلوا متاع الدنيا وزخرفها والمال الحرام بنعيم الآخرة.. صدق قول الكبير المتعال فيهم.. "لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم".. وقوله عز وجل.. "فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" صدق الله العظيم. لابد من تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لإصلاح المنظومة الزراعية.. ووضع سياسة زراعية واضحة.. وتكثيف الرقابة علي المزارع للحد من استخدام المركبات والمبيدات والأسمدة المخالفة والتأكد من الاستخدام الآمن بإجراء التحاليل العشوائية علي منتجاتها حتي تقوم مصر بأبنهائها الأصحاء والأقوياء.. والأوفياء.