بدأ إرسال "إذاعة القرآن الكريم" في الساعة السادسة من صباح الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة 1283ه الموافق 25 مارس لسنة 1964م. بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يومياً من السادسة حتي الحادية عشرة صباحاً ومن الثانية حتي الحادية عشرة مساء. وهي أول إذاعة متخصصة في هذا المجال علي مستوي العالم الإسلامي.. بدأت إذاعة للقرآن الكريم فقط لكنها سرعان ما تطورت وشملت إلي جانب القرآن الكريم الإسلام عقائد. وعبادات ومعاملات. وبدأت إرسالها بأربع ساعات ونتيجة لنجاحها المبهر علي مستوي العالم العربي والإسلامي صدر قرار في مايو 1994. باستمرار إرسال شبكة "القرآن الكريم" علي مدار 24 ساعة واستمر ذلك حتي الآن. صحيح تلقفت كثير من الدول فكرة إنشاء إذاعة للقرآن الكريم علي غرار إذاعة القرآن الكريم المصرية مثل إذاعات القرآن الكريم في السعودية والمغرب الكويتالأردنالدوحةأبوظبي وفلسطين 5/8/1998م لكن لم تتمكن أي منها أن تحذو حذو إذاعة القرآن الكريم المصرية ولم تصل إلي ما وصلت إليه من مكانة عالمية حتي أضحت عروس الإذاعات بدون منافس. وشهدت إقبالاً منقطع النظير حتي من أبناء الدول التي بها إذاعة للقرآن الكريم. تلك الإذاعة التي أسهمت إسهاماً كبيراً في حفظ القرآن الكريم مرتلاً ومجوداً بأكثر من قراءة وقدمت مشاهير القراء: عبدالباسط عبدالصمد. محمود خليل الحصري. محمد رفعت. محمد ومحمود صديق المنشاوي. طه الفشني. وكامل يوسف البهتيمي. راغب مصطفي غلوش. مصطفي إسماعيل أحمد نعينع. محمود حسين منصور. أحمد عامر. الشحات محمد أنور. وعلي حجاج السويسي وغيرهم. فقد أشار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في تهنئته لإذاعة القرآن الكريم في عامها الواحد والخمسين إلي أن هذه الإذاعة مرتبطة في ذهنه بذكريات عظيمة أبرزها أنها أول إذاعة يستمع منها القرآن مرتلاً. موضحاً أن إنشاءها تزامن مع فترة سادت خلالها نشر نسخ من القرآن الكريم تحتوي صفحات مغلوطة. فجاءت الإذاعة لحفظه مسموعاً ومسجلاً ومرتلاً بالقراءات المتعددة والأصوات الخالدة. وفي ظل التقدم التقني نشأت من فكرة إذاعة القرآن الكريم المصرية إذاعات للقرآن الكريم لبعض القراء نذكر منها: إذاعة القارئ ماهر المعيقلي. القارئ سعود الشريم. القارئ عبدالباسط عبدالصمد. إذاعة القارئ عبدالرحمن السديس. إذاعة القارئ محمد صديق المنشاوي. إذاعة القارئ سعد الغامدي. إذاعة القارئ مشاري العفاسي "المصحف المجود". إذاعة القارئ خالد القحطاني. إذاعة القارئ ناصر القطامي. إذاعة القارئ فارس عباد. إذاعة القارئ إدريس أبكر. إذاعة القارئ ياسر الدوسري. وإذاعة القارئ شيخ أبو بكر الشاطري. وكان لإذاعة القرآن الكريم دور مهم في إرساء دعائم والحفاظ علي فن الابتهالات والتواشيح. وهو فن مصري خالص متأصل في وجدان المصريين منذ آلاف السنين. وهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحب الله والتقرب إليه وبالصفاء الروحي والسمو بالذات. وتطور هذا الفن وتعددت أشكاله علي مر الزمن وأصبحت الابتهالات والإنشاد الديني أفضل أنواع الأداء الموسيقي سواء في أسلوب الأداء أو في المقامات. وقد اختلف المؤرخون في نشأة فن الابتهالات. فمنهم من أرجع أصلها إلي العصر الفرعوني ومنهم من أرجعه إلي عهد الدولة الفاطمية. واستطاعت إذاعة القرآن الكريم أن تحافظ علي هذا الفن وأن تسعد به الملايين بأعذب الأصوات وأجملها وأوقعها من أمثال الشيخ نصر الدين طوبار. سيد النقشبندي. الشيخ محمد عمران وغيرهم.