ومازالت الشقيقة الكبري مصر تقدم العون لأمتها العربية رغم كل الصعاب الجسام الداخلية ومؤامرات الخارج عليها. هذا قدر مصر الذي لا تستطيع أن تتخلي عنه وكم قدمت من قبل من تضحيات وشهداء وأموال من أجل قضايا أمتها العربية سواء القضية الفلسطينية أو الجزائر أو العراق وسوريا وبالتحديد ثورة اليمن التي لها في الميراث السياسي والشعبي المصري آثار عميقة تصل لحد الجراح. وأظن أن القيادة السياسية تملك من الحكمة والحنكة التي تعرف بها كيف تحافظ مصر علي قوتها وعلي جيشها العظيم الذي استعصي طوال العقود الأخيرة علي المتآمرين والحاقدين وأصحاب المصالح من أجل أن تكون لهم اليد الطولي في المنطقة مع ذراع ربيبتهم المدللة. أظن أن خطوات مصر الأخيرة مع تطورات الأحداث مدروسة ولا تحتاج لأن يزايد عليها أحد.. ولن تسمح قيادتها الواعية أن تجر مصر إلي مستنقعات عسكرية فشلت دول عظمي في تجارب مشابهة لها في أفغانستانوالعراق.. وأتصور أن جيش مصر رغم أنه للدفاع عن أمنها وحدودها وشعبها وأمنها القومي. إلا أنه يدرك بحكم تجاربه الطويلة حجم الأخطار والمؤامرات التي تحاك ضده وكل تدخلاته السابقة واللاحقة مدروسة بدقة تدعو للاطمئنان. *** وأتصور أن التكامل العربي كل واحد لا يتجزأ وأن الأخطار التي تتعرض لها الأمة العربية هي نتيجة طبيعية لمشكلات مجتمعية متراكمة علي كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية تستغل الأطراف الخارجية هذه الظروف.. الأمر الذي يتطلب العمل العربي المشترك خاصة في التصدي للإرهاب الذي يستغل مشكلات الفقر والتطرف الذي ينزلق بالشباب إلي هاوية الإرهاب. بالتأكيد إن الأمة العربية بحاجة إلي تضامن وتكامل خاصة أنها تملك من الإمكانيات الاقتصادية ما يحقق لها القوة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن العربي. وأظن أن عودة مصر القوية بعد تداعيات ثورتي يناير ويونيه وقدرتها الفائقة علي مواجهة تحدياتها الداخلية ومؤامرات الخارج.. زادت الأشقاء العرب ثقة في الشقيقة الكبري القادرة علي أن تتعاون معهم لمواجهة التحديات الجسام خاصة بث الفتن وتأجيج الصراعات الدينية والمذهبية التي يحاول أعداء الأمة جرجرة شعوبها نحوها.. ولكن تضافر الجهود لمقاومة الجهل والفقر والمرض بين هذه الفئات المضللة سوف يجنب الأمة دماء كثيرة سالت أنهاراً في العراق وسوريا وفلسطين وليبيا وغيرها.. وقد آن الأوان لكي يتنبه العرب جميعاً لمخاطر الفرقة والتشرذم.. وتحيا الأمة العربية في ظل قلب العروبة النابض. *** "قلاش" النقيب الواعد التهنئة من القلب للزميل والصديق العزيز الأستاذ يحيي قلاش نقيب الصحفيين واجبة ومستحقة.. فقد كنت شاهداً علي رحلة الكفاح الصحفي والنقابي للصحفي الوطني والإنسان منذ كان أول مندوب صحفي لجريدة المساء في رئاسة الجمهورية ومازلت أذكر أسئلته الجريئة للرئيس الأسبق مبارك والذي للأمانة كان يستقبلها برحابة صدر. وكان الزملاء يستغربون لجرأة هذا الصحفي الشاب الذي كان يعلق ببساطة أنه لا يتوقع أذي لأن الرئيس كان يري فيه شبهاً كبيراً في الملامح من ابنه الأكبر! الذكريات كثيرة مع الزميل النقيب العزيز.. ولكني لا أري حرجاً في أن أصارحه أن مشاكل نقابة الصحفيين حادة ومزمنة وتحتاج للتعامل معها بأسلوب الجراح الباتر. وليس بأساليب المسكنات وأنصاف الحلول تحت وطأة العملية الانتخابية الحاكمة دائماً بأسلوب غالبية النقباء وأعضاء مجالس النقابة. وأذكر في هذا الصدد واحدة منها وهي لائحة أجور الصحفيين التي أسمع عنها منذ كنت صحفياً شاباً في أواخر السبعينيات من القرن الماضي ووعود كل النقابيين بشأنها.. ومضي ما يقرب من 40 عاماً ومازالت هذه اللائحة وعداً لا يتحقق أبداً.. وتم الاستعاضة عنه بما يسمي بدل التكنولوجيا منذ انتخابات النقيب الأستاذ صلاح جلال ومن بعده الأساتذة إبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد وغيرهم حتي صار هذا البدل خطيئة في حق نقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية حيث أصبح سبوبة لصحف "بير السلم" وتضخم العضوية بالنقابة وأيضاً اكتظاظ المؤسسات الصحفية بالصحفيين القدامي الذين يخشون الخروج إلي المعاش لأن قيمة هذا البدل أكبر من قيمة معاش النقابة.. وأصبح الصحفي الكبير مستعداً لأن يتحول مرة أخري إلي صحفي تحت التمرين يخضع لرغبة ومزاج رؤساء مجالس الصحف ورؤساء التحرير يمدون له مدة خدمته أو لا يمدون في غياب لائحة صحفية محترمة تصون كرامة الصحفيين جميعاً كبارهم وصغارهم بعيداً عن إهدار الكرامة والهيبة لصحفيين يفترض أنهم الأمناء علي حقوق المواطنين.. فكيف لفاقد الشيء أن يمنحه؟! آمل أن يكون تعامل النقابي المخضرم يحيي قلاش مختلفاً تماماً عن كل سابقيه من أجل إعادة حقوق الصحفيين وصون كرامتهم وقبل ذلك وبعده حرياتهم واحترامهم في أدائهم لعملهم ومهنتهم.