منذ قيام ثورتي 25 يناير و30 يونيه تولي حقيبة وزارة الثقافة أكثر من أربعة وزراء منهم الجاهل ومنهم العبيط ومنهم الأهطل ومنهم من لا يحب مصر ونحن هنا لا نطرح أسماء فقط. غاب عن الجميع أهمية ثقافة مصر ودورها التاريخي والقومي داخل وخارج مصر وكان عندما تذكر كلمة الثقافة المصرية علي الفور نردد في فخر كلمة "الريادة المصرية" وبالفعل كانت مصر رائدة في الثقافة والفنون والآداب والوجود الثقافي المصري كان موجوداً علي أرض الواقع - الأرض والتراب - في جميع بلدان العالم العربي وهذا الوجود كان وجوداً مادياً ملموساً ليس فقط بثقافة وفنون مصر غنائياً ومسرحياً وسينمائياً وروائياً وأدبياً وشعرياً ولكن كان الوجود المصري في هذه البلدان العربية لصناعة المنتج الثقافي فكم من معاهد فنية مسرحية أو بنايات جامعية الا وكانت من صنع المثقف المصري وعلي كافة المناحي وكافة المجالات الثقافية والتعليمية وفي مجال الابداع المسرحي والتليفزيون والمصري معروف عنه انه "الصانع" و"المبتكر" هو البناء العظيم في كل مكان وكان هذا العطاء في حقيقة الواقع قومياً وتاريخيا. قوميا كمسئولية قدرية علي مصر في البناء الثقافي والعقلي والوجداني للإنسان العربي في كل مكان وتاريخيا والامتداد من مصر القديمة واضطلاعها بهذا الدور حتي يومنا هذا ولم تمتد جذور ثقافة وفنون مصر للوطن العربي فقط وإنما للقارة الافريقية بكاملها للأسف وللحزن تراجع هذا الدور وتخلت مصر عن ريادتها بداية من النصف الأخير من حكم السادات وكل فترة حكم مبارك واستفحل عندما تولي فاروق حسني وزارة الثقافة والذي بدأ يلعب علي هدم الثقافة المصرية برعايتها لمهرجان الشذوذ والمسرح التجريبي ووأده لملتقي المسرح العربي وللأسف ايضا لم تنجح ثورتا 25 يناير و30 يونيه من إصلاح المنظومة الثقافية والفنية بل زادت القبح قبحا والفشل فشلا وكانت الاستعانة بوزراء من المنظومة القذرة ومن توابع نظامي المخلوع والمعزول دون مراعاة لمصر ودور مصر الحضاري والتاريخي وهؤلاء الوزراء الذين كانوا يتمتعون بتأصيل مفهوم القبح والذين جاءوا بقيادات هشة وضعيفة وبلا تاريخ وكان شغلهم الشاغل التربص وتصفية الحسابات وبحسبة بسيطة لا توجد قيادة حاليا ذات قيمة أو تاريخ أو سيرة ذاتية تستطيع رسم استراتيجية ثقافية وفنية تبني ولا تهدم. تضيف ولا تطمس مع وجود لوبي قذر ووسخ يتحكم في كل وزير جديد يأتي بنفس الشلة الشيطانية وهنا اقول للوزير الجديد الدكتور عبدالواحد نبوي أمامك أكثر من طريق اهمهما أولا فتح ملفات الفساد وهي معروفة وعلي رأسها المسرح القومي والقيادات وحتي لا نطيل أقول لك متحديا لن تنجح في ظل القيادات الحالية ولن اسمي أحداً باسم محدد فأنت بحاجة إلي البتر والنسف وحتي نلتزم الموضوعية استدع ملفاتهم وتعرف عليهم فلن تجد سوي اما بلطجي أو بلا تاريخ لا في مجال الادارة ولا في مجال الابداع وعليك عند اختيار قيادات جديدة ان يكون معيارك للاختيار السيرة الذاتية وسمعة وتاريخ من تختار وملف خدمته ونحن نسمع عنك كل خير لذلك اقول وللمرة الأخيرة وبتحد لن تنجح بالقيادات الموجودة.. كل التوفيق والسداد.