دائما ما يشارك الفنان القدير والمخرج المسرحي الكبير حسام الدين صلاح بايجابية فيما يخص قضايا المسرح المصري بصفته مخرجا اثري الحركة المسرحية بالعديد من العروض الفنية التي نالت تقدير واستحسان النقاد وحققت أعلي الايرادات كما نال العديد من الجوائز علي المستوي المحلي والدولي وشارك كعضو سابق بلجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة في طرح الحلول والرؤي للخروج من أزمة تردي المسرح وتحاورنا معه فيما يحدث علي الساحة المسرحية فقال: يذهب الجمهور إلي المسرح حين يري نفسه وقضاياه التي تهمه علي خشبات المسرح وحين نمس وتر وتعريته في المجتمع المصري في ذلك الظرف التاريخي الذي تعيشه مصر الآن. هذه الحقيقة الغائبة عن رئاسة البيت الفني للمسرح تجعله كما قال يرضي بنصف العمي بديلا عن العمي كله فالهدف من المسرحية ليس إنتاجا مسرحيا يتكلف الملايين ولا يرتاده أحد فاختيار النص ومكان العرض وتوقيته مسئولية رئيس البيت الفني للمسرح طبقا لخطة من المفترض انه وضعها مع مديري الفرق المسرحية ولكن ما يحدث من عشوائية في الانتاج المسرحي من اختيار النصوص وأماكن وتوقيت عروضها أدي إلي الفشل في جذب الجمهور المسرحي لعروض تكلفت الملايين ويذكر رئيس البيت - والكلام هنا لحسام الدين صلاح - انه غير راض عن انتاج مسرحية "وبحلم يا مصر" وان تكلفتها باهظة ولا تحقق ايرادات ويحمل الوزير السابق الدكتور عصفور مسئولية انتاجها وهذا عذر أقبح من ذنب وهذا لا يعفيه من المسئولية فماذا يقول عن عرض "باب الفتوح" الذي كان من إنتاج المسرح القومي وتحول فجأة لإنتاج المسرح الحديث ولم يحقق ايرادت تذكر وغاب الجمهور عن العرض رغم تكلفته العالية من أجور نجوم وانتقالات وممثلين وبدلات سفر. من يتحمل هذه الخسائر المالية نتيجة نقل العرض من القومي إلي الحديث واختيار التوقيت السييء للعرض والمسرح غير المناسب "بيرم التونسي" بالاسكندرية وهل نعتبر هذا نصف العمي؟! ولا العمي كله!! من يختار النصوص المسرحية ويحدد اهداف واستراتيجية البيت الفني للمسرح والحقيقة انه ليس هناك خطط ولا أهداف إنما كل شيء يدار بعشوائية دون رؤية ودون هدف ولقد اندهشت حينما صرح رئيس البيت ان تكلفة لوحة "100 سنة تنوير" لصلاح عناني 350 جنيها واقول له ان هذه اللوحة التي تم تمزيقها ولوحة الموناليزا ولوحة زهرة الخشخاش تتكلف ألواناً وقماشاً وخشباً ب 350 أو أقل لكنها تساوي الكثير لعبقرية وابداع الفنان الذي رسمها ولا تحدد قيمتها بثمن الخشب والقماش والألوان التي تم استخدامها وبعد توقيع الفنان صلاح عناني علي اللوحة لم تعد مستنسخة ولا يستطيع نجار في المسرح أن يقطع لوحاً أو خشباً دون أوامر مباشرة واتفهم دفاعك عن أحد المديرين المحال للنيابة العامة في قضايا تخص اللوحة والنجفة الأثرية وأشياء أخري وكان الأجدر بك ان تقوم بتشكيل لجنة لحصر مقتنيات المسرح التي تم نقلها من القومي إلي السلام ولا أعرف معيار كفاءة مدير الفرقة لديك. أهو تقديم عروض مسرحية دون تحقيق ايرادات أم الاستعانة بممثلين من الخارج واشتراك عشرة في المائة فقط من أعضاء الفرقة. أم انتاج مسرحيات لا علاقة لها بهوية الفرقة وكانت تنتج بفرق أخري أم الدخول في مشاحنات وصلت للمحاكم مع فنانين اعطوا للفرقة بتفان واخلاص ولا يوجد خلاف شخصي مع أحد ولا داعي لشخصنة القضايا العامة فتارة تتهمون الناقد الذي ينتقدكم بأنه موقف شخصي لرفضكم مسرحياته وحين لا تفلح هذه الحجة تقولون انه اقسم أن يزيحنا من مناصبنا ووصلت الشخصنة معي إلي الخلاف النفسي من باب الغيرة الفنية وأقولها لكم جميعا ليس هناك خلاف شخصي فالمناصب تذهب ويبقي الفنان وتاريخه واسهاماته. تلك قضايا عامة ولست أنا أو غيري من أحال أحدا للنيابة وأوقفهم عن العمل بل وزارة الثقافة هي التي اصدرت القرار ونحن لا نتهم النجار أو مدير الفرقة ولا رئيس الاقسام ولا مهندسي الديكور في اللوحة أو النجفة وأشياء أخري فتلك مهمة النيابة أما الايحاء بأن هناك خلافات شخصية وراء هذا الفشل الاداري بغرض تصدير هذه الفكرة للرأي العام حتي لا تحاسبوا علي استنزاف ميزانية الانتاج للبيت الفني للمسرح في عروض لم تحقق ايرادات فلن يصدقكم أحد واتعجب من مسئول يشكو الفساد الاداري وعدم قدرته علي الاصلاح واذكره بأنه رئيس هذه الادارة. إلي هنا انتهي كلام المخرج القدير حسام الدين صلاح.. ويظل حق الرد مكفولاً.